عادت الذاكرة بالأسرة الثورية بولاية قسنطينة أمس إلى ذكرى استشهاد البطل ديدوش مراد المدعو ''سي عبد القادر''، حيث وقفت السلطات المدنية والعسكرية وكذا جمع من المجاهدين وأطفال الكشافة الإسلامية لقراءة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء بأعالي دوار الصوادق ببلدية زيغود يوسف وبالضبط بالهضبة المطلة على وادي بوكركر الذي عرف يوم 18 جانفي من سنة 1955 معركة طاحنة بين ثلة من المجاهدين وعدد معتبر من الجيش الاستعماري سقط إثرها الشهيد ديدوش مراد رفقة عدد من أصدقائه بساحة الشرف. وقد كانت هذه المعركة حسب تأكيد أبناء المجاهدين الذين شاركوا في الاشتباك مع القوات الاستعمارية وقتها وعلى رأسهم ابن المجاهد المتوفي شوقي السعيد، محمد الذي أوضح أن هذه المعركة كانت أول معركة حقيقية بين الجيش الاستعماري والمجاهدين بعد 79 يوما من اندلاع الثورة في الفاتح نوفمبر ,1954 مضيفا أن ديدوش مراد كان رفقة مجموعة تضم 36 مجاهدا على رأسهم زيغود يوسف قادمين من قرية بني ولبان التابعة إقليميا لولاية سكيكدة متجهين نحو قرية المقرية أين انفصلت المجموعة إلى قسمين بكل منهما 18 مجاهدا، وتوجه ديدوش مراد وزيغود يوسف والمجموعة المرافقة لهم نحو دوار الصوادق بأعالي منطقة السمندو مركز المنطقة الثانية، وقد شاهدهم - حسب رواية ابن المجاهد شوقي السعيد - أحد الخونة الذي نقل الأخبار إلى السلطات الفرنسية والتي لم تتباطأ في إرسال قوة قوامها 500 عسكري مدججين بالأسلحة المتطورة، حيث حاصروا المنطقة ودخلوا في معركة طاحنة أبلى فيها المجاهدون بلاء حسنا، حيث تمكنوا من إسقاط 18 جنديا فرنسيا، ونظر لعدم تكافئ القوى سقط البطل ديدوش مراد في ساحة الوغى رفقة كل من قربوعة محمد، عياش يوسف، نعاس عمر، بلوصيف علي، بوغرس بلقاسم ولشريحة عباس صاحب البيت الذي كان من المقرر الاجتماع فيه، في حين أنه تم أسر شوقي السعيد ومصباح رشيد وتمكن كل من زيغود يوسف، بوشريحة بولعراس، ريكوح عمار، معلم محمد الصالح، علي القسنطيني، الطاهر القسنطيني، بوجمعة القسنطيني، رمضان رابح ومحمد الحروشي من الفرار. وقد نقل بعض المجاهدين خلال هذه الذكرى جزءا من الحوار الذي دار بين الشهيدين، حيث قرر البطلان ديدوش مراد وزيغود يوسف خوض المعركة التي كان بمقدورهم تفاديها، وحسب الشهادات فقد قال ديدوش مراد لزيغود يوسف ''إلى متى نبقى نختفي من العدو كالفئران، فاليوم سنريهم من نحن''، ليرد عليه زيغود يوسف قائلا ''اليوم سنعيد يوم الفاتح نوفمبر''، وقد نزلت مجموعة المجاهدين بقيادة ديدوش مراد وزيغود يوسف أسفل الواد ليشتبكوا مع العدو في معركة غير متكافئة كانت آخر لقاء بين البطلين ديدوش مراد وزيغود يوسف. وقد قررت السلطات الولائية بقسنطينة بالتنسيق مع بلدية زيغود يوسف تخصيص مبلغ 35 مليون دج لإنجاز نصب تذكاري من الإسمنت المسلح، الرخام والغرانيت بالمكان الذي استشهد فيه البطل ديدوش مراد علوه حوالي 10 أمتار تخليدا لهذه الذكرى وترسيخها في قلوب وعقول الأجيال القادمة، كما تقرر إعادة ترميم المنزل الذي كان ديدوش مراد يجتمع فيه بالمناضلين والمجاهدين التابع لعائلة بوشريحة وهو غير بعيد عن مكان النصب التذكاري، حيث سيتم تحويل هذا المنزل إلى متحف.