أكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، أن الأشخاص الستة الذين توفوا بمستشفى عين طاية بالعاصمة، بسبب الأنفلونزا الموسمية لم يخضعوا للتلقيح رغم أنهم ضمن الفئات الأكثر هشاشة والمعرضين أكثر لمضاعفات. وأوضح المستشار الإعلامي للوزارة سليم بلقسام، أن 27 شخصا التحقوا بالمستشفى خلال الأسابيع الثلاثة الأولى لشهر جانفي، بسبب مشاكل وصعوبات تنفسية ناجمة عن الأنفلونزا، توفي منهم ستة (أربع نساء منهن امرأة حامل ورجلان اثنان تترواح أعمارهم بين 28 سنة و99 سنة) لم يكن أحد منهم ملقحا ضد فيروس الأنفلونزا، مؤكدا في هذا الصدد أن التلقيح يبقى الوسيلة الناجعة الوحيدة للوقاية من مضاعفات الإصابة بفيروس الأنفلونزا الموسمية. وحسب مسؤول الوزارة الوصية، فإنه توجد ثلاثة أنواع من الفيروسات هي" أ - ب وسي" مع ظهور في كل سنة عشرات السلالات الجديدة من فيروسات الأنفلونزا منها الحادة والأكثر خطورة وهي الحالات التي تتكفل بها جيدا مختلف المستشفيات عبر الوطن. من جهته أكد مدير مستشفى عين طاية جمال الأطرش، أن مصالح الاستعجالات استقبلت منذ 3 جانفي الجاري، 27 حالة يعاني أصحابها من مرض الأنفلونزا، 15 منهم غادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج وشفائهم التام، في حين توفي الأشخاص الستة في فترات متفرقة منذ بداية استقبال الحالات وليس في وقت محدد ومتقارب كما يروج له، مشيرا إلى أن جل الحالات المذكورة لمسنّين تتراوح أعمارهم ما بين 80 إلى 92 سنة. ودعا المسؤول إلى الابتعاد عن التهويل الذي يشاع عن الإنفلونزا القاتلة التي تجتاح منطقة عين طاية شرق العاصمة، مطمئنا المواطنين بأن الفيروس موسمي وأنفلونزا عادية وليست بالحدّة المفرطة التي يشاع عنها غير أنها تتطلب العلاج في بداياتها. وقال أن حالات الوفيات المسجلة بالمستشفى هي دليل على استهزاء المرضى وعدم اللجوء إلى العلاج في الوقت المناسب بعد 48 ساعة من الإصابة، مؤكدا أن أكثر الحالات المسجلة هي لكبار السن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 80 إلى 92 سنة بالإضافة إلى ذوي الأمراض المزمنة كارتفاع الضغط، مرضى السكري وفاقدي المناعة. وعن سبب تسجيل أكبر الحالات بمنطقة عين طاية، وحول إمكانية انحصار الفيروس بها، نفى المتحدث الفرضية التي يتداولها البعض، مؤكدا أن الأنفلونزا الموسمية عادية لها أعراض مرضية صدرية تبدأ بارتفاع حرارة المريض متبوعة بسعال وأن المرضى قدموا من مناطق مختلفة إلى المستشفى من حمادي وبرج البحري وبرج الكيفان مع تسجيل حالة من أم البواقي. من جهته أوضح الدكتور درار، مسير ملف الانفلونزا بمعهد باستور الجزائر، أن فيروس الأنفلونزا الموسمية انتشر مبكرا هذا الموسم مما عرّض عددا كبيرا من المواطنين إلى هذه الإصابة التي ساعدت على توسعها الظروف المناخية، داعيا الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والمسنّين وحتى الأطفال إلى التلقيح ضد الأنفلونزا باعتبار أن العملية ستتواصل إلى غاية شهر مارس المقبل. وتوقع نفس المختص أن يبلغ الفيروس ذروته نهاية شهر جانفي وبداية شهر فيفري المقبل، ليتسبب في ارتفاع عدد حالات الاصابة، مؤكدا في هذا الإطار أن نصف حالات الإصابة بالأنفلونزا الموسمية المسجلة خلال الأشهر الأخيرة هي حالات يعاني أصحابها من مشاكل تنفسية، وأن حالات الوفاة المسجلة تعاني من أمراض مزمنة خطيرة لم تكن لديها مناعة كافية للتصدي للفيروس. كما حصل مع الأشخاص الستة الذين توفوا بمستشفى مصطفى باشا. واعتبر نفس المتحدث ما تناقلته بعض وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة حول تسجيل حالات وفيات نتيجة الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير ببعض مناطق الوطن، لا أساس له من الصحة، مؤكدا بأن هذا النوع من الفيروسات قد أدرجته منظمة الصحة العالمية ضمن أنواع فيروسات الأنفلونزا الموسمية . كما أكدت وزارة الصحة، من جهة أخرى، أنه لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بأنفلونزا الطيور أو انفلونزا الخنازير في الجزائر منذ بداية فصل الخريف، باستثناء إصابات عادية بالأنفلونزا الموسمية من كل أشكال الفيروسات، موضحة أنه استنادا لمنظمة الصحة العالمية، هناك ثلاثة أنواع من الأنفلونزا الموسمية في الجزائر (أ - ب - ج)، علما أن الفيروسين المنتشرين حاليا في الجزائر هما من نوع "أ و ب" بحيث تم الكشف عنهما من قبل المخبر المرجعي للأنفلونزا التابع لمعهد باستور-الجزائر. وأضاف المسؤول بمعهد "باستور الجزائر" أنه استنادا للمنظمة الأممية تعتبر الأنفلونزا الموسمية مشكل صحة عمومية خطير في كل دول العالم، إذ يتسبب في مضاعفات خطيرة ووفيات في وسط السكان تتسبب في إصابة حوالي 3 إلى 5 ملايين شخص بأمراض خطيرة، ووفاة من 250 ألفا إلى 500 ألف شخص، مذكرا بأن الجزائر استوردت مليوني جرعة لقاح مضاد للأنفلونزا الموسمية خلال شهر سبتمبر، وشرعت المؤسسات الإستشفائية والمراكز الصحية والوكالات الصيدلانية في التلقيح منذ شهر أكتوبر الفارط.