تختتم اليوم، بالمتحف الجهوي للمجاهد بهضبة لالة ستي بتلمسان، فعاليات الملتقى الوطني حول "المعتقلات ومراكز التعذيب بالولاية الخامسة التاريخية"، الذي تنظمه وزارة المجاهدين بالتعاون مع جريدة الجمهورية، وأشرف على افتتاحه أمس الاثنين، وزير المجاهدين الطيب زيتوني، رفقة والي الولاية بحضور الأسرة الثورية والسلطات الولائية وممثلين عن الهيئات والمنظمات الوطنية إلى جانب دكاترة وأساتذة جامعيين وطلبة. وأكد الوزير في كلمته الافتتاحية أن اللقاء جاء لإماطة اللثام عن الأساليب الوحشية والقمعية التي مارستها الآلة الاستعمارية الفرنسية على الجزائريين، واسترجاعها للذاكرة التاريخية من خلال المعرفة المعمّقة لأحداث الماضي. وأضاف الوزير، أن مراكز الموت لا يمكن نسيانها لأنها ستظل شاهدا حيّا على الجرائم الاستعمارية، وحصنا للذاكرة الجماعية، مؤكدا "أن معاناة الشعب الجزائري عامة تتجلى فيما أقامه الاستدمار الفرنسي الغاشم من مراكز للتعذيب وسجون ومعتقلات، فحتى القرى والمداشر والأحياء الشعبية كانت معتقلات". كما كشف وزير المجاهدين، عن عملية إحصاء تقوم بها وزارة المجاهدين لجرد شامل لمراكز التعذيب والمعالم التاريخية المرتبطة بثورة التحرير الوطني عبر مختلف مناطق الوطن من أجل ترميمها وحمايتها من الزوال، لتبقى شاهدا على دموية الاستعمار الفرنسي ومحطّة حيّة في ذاكرة الأمة وجعلها حجّة على ادعاءات المستدمر الفرنسي. في اليوم الأول من اللقاء أبرز المحاضرون مختلف الممارسات القمعية التي تفنّن الاستعمار في ممارستها على الجزائريين من تعذيب وتدمير للشخصية الوطنية، مستندين في ذلك على أشرطة وثائقية لمختلف مراكز التعذيب المتواجدة بالولاية الخامسة التاريخية مثل شاطو وأبغاون الذي خصصه الاستعمار للتنكيل والتقتيل الفردي والجماعي لمدة سبع سنوات من 1956 إلى 1962، بعد ما حوّل لقلعة أنشئت فيها غرف متخصصة للاستنطاق ومطامر للردم. من جهته أكد مدير المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني، الدكتور جمال يحياوي، أن هذا الملتقى الوطني يندرج ضمن موضوع عام يتناول السياسة الاستعمارية في الجزائر، من خلال الممارسات القمعية في السجون والمعتقلات سواء ما تعلق منها بالتعذيب مباشرة أو من خلال الممارسات الأخرى الرامية إلى تدمير الشخصية الوطنية. فالتعذيب يضيف المحاضر كان ممارسا على نطاق واسع في الولاية الخامسة التاريخية نظرا لاعتبارات كثيرة، وفي مقدّمتها موقعها بالحدود، إضافة إلى أنها كان بها أكبر عدد من غلاة المعمّرين الذين ساهموا في إنشاء مراكز للتعذيب، وكانت من أبشع المراكز التي عرفتها الجزائر أثناء الثورة التحريرية. وتم على هامش الملتقى الوطني الذي يدوم يومين إبرام اتفاقية بين وزارة المجاهدين وجامعة أبي بكر بلقايد (قسم التاريخ) لتمكين الطلبة من إثراء بحوثهم والاستفادة من الدراسات التاريخية الوطنية.