تعد المعتقلات ومراكز التعذيب أكبر الشواهد على بشاعة الاستعمار الفرنسي وصمود الشعب الجزائري في كفاحه المرير من أجل إستقلاله كما أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني اليوم الإثنين بتلمسان. وأبرز الوزير في كلمة ألقاها بمناسبة إفتتاح أشغال ملتقى وطني حول "مراكز التعذيب والمعتقلات في الولاية الخامسة التاريخية" أن "الشعب الجزائري أعطى درسا كبيرا إلى العالم قاطبة وهو يواجه أعتى قوات الاستدمار رغم ما استعملته هذه القوة ضد الأبرياء المدنيين والعزل بمراكز التعذيب" مذكرا ببعض هذه المراكز مثل "الشاطو" بسبدو و"دار العذاب" بأبوغون (بلدية السواحلية) ومركز ثكنة الميلود بتلمسان ومركز التعذيب لبني بحدل. وأكد السيد زيتوني أن "هذه الإجراءات القمعية التي كانت مفروضة على الشعب الجزائري جعلته يصمم على المقاومة إلى آخر نفس". ودعا الوزير أهل الاختصاص في كتابة التاريخ للاستماع إلى صناع ملحمة نوفمبر وتدوين شهاداتهم الحية بأقلام نزيهة لنقلها إلى الأجيال الصاعدة من أجل الافتخار بأسلافهم وغرس فيهم حب الوطن. كما ثمن الاتفاقية التي وقعت خلال أشغال هذا الملتقى بين مدير المجاهدين لتلمسان ورئيس جامعة أبو بكر بلقايد بالولاية من أجل التعاون في القيام بالدراسات والأبحاث حول مراكز التعذيب والمعتقلات. وبعد عرض شريط وثائقي حول مراكز التعذيب بالولاية الخامسة التاريخية الذي قدم صورا عن المعاملة الوحشية واللاإنسانية لقوات الاستعمار الفرنسي ضد الشعب الجزائري فسح المجال إلى الأساتذة الجامعيين والباحثين لتنشيط محاضرات منها "واقع المعتقلات ودور المعتقلين في الولاية الخامسة التاريخية" و"قضية التعذيب في الجزائر من خلال ملف جون مولار". ويشهد هذا اللقاء الذي تنظمه طيلة يومين وزارة المجاهدين بالتعاون مع جريدة الجمهورية حضور عدد هام من المجاهدين من بينهم العقيد مصطفى عبيد رئيس المؤسسة الوطنية للولاية الخامسة التاريخية. ويتضمن أيضا معرضا حول طرق ووسائل مراكز التعذيب للمستعمر الفرنسي مع تخصيص فضاء لعرض إصدارات الوزارة وأرشيف يومية الجمهورية. وسيخصص اليوم الثاني للتظاهرة للشهادات الحية لبعض المجاهدين خصوصا منهم الذين عانوا من ويلات التعذيب بالسجون والمعتقلات. كما برمجت زيارة ميدانية لفائدة المشاركين إلى مركز التعذيب ببني بحدل (دائرة بني سنوس) فضلا عن تكريم بعض المجاهدين والاعلاميين.