تعيش الجبهة الاجتماعية في المغرب هذه الايام على صفيح ساخن على مقربة من حلول شهر رمضان الكريم بسبب الغلاء الفاحش الذي عرفته أسعار العديد من المواد الواسعة الاستهلاك خلال هذا الشهر المعظم. وأكدت تقارير اجتماعية مغربية أن المواطنين المغاربة بدأوا يتهافتون أسبوعين قبل حلول الشهر الفضيل على محلات بيع المواد الغذائية ومختلف المساحات الكبرى من اجل اقتناء ما يرونه ضروريا قبل حدوث أية مفاجآت غير منتظرة وسط تقلبات السوق عشية رمضان الذي سيهل علينا بداية الشهر القادم. وأصبح غالبية المواطنين المغاربة بمن فيهم الطبقة المتوسطة يشتكون من غلاء المعيشة والارتفاعات المتواصلة للأسعار. وأكدت تقارير رسمية أن منحنى الأسعار عرف الشهر الماضي ارتفاعا قدر بنسبة تسعة بالمئة بالنسبة للمواد الغذائية الواسعة الاستهلاك بينما عرفت أسعار المواد غير الاستهلاكية زيادة لم تتعد نسبة 1.8 بالمئة. وأكد نفس التقرير ارتفاع مؤشر غلاء المعيشة بأكثر من 5 بالمئة شهر جويلية الماضي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقد اضطرت الحكومة المغربية منصف الشهر الجاري الى الغاء كل الضرائب الجمركية على مستوردي مادة الدقيق اللين" الفارينا" نظرا لزيادة استهلاكها كونها تدخل في تحضير العديد من المواد الاستهلاكية من خبز وعجائن.كما تم فع الضرائب الجمركية ايضا على مواد أساسية أخرى تصدر قائمتها الحليب والزيت والسكر. وعرفت أسعار هذه المواد في السوق المغربية منذ بداية العام الجاري ارتفاعا فاحشا بسبب ارتفاع أسعارها في الاسواق العالمية إلى درجة جعلت عامة المغاربيين يؤكدون أنهم لم يعودوا قادرين على مسايرة هذه الزيادات في وقت بقيت فيها أجورهم في حدودها الدنيا. وكتبت صحيفة "ليبراسيون" الصادرة أمس، أن مستوى المعيشة وصل حد اللامعقول بسبب نسبة التضخم التي عرفتها أسعار المواد الاستهلاكية. وتوقعت الصحيفة أن تبقى هذه الأسعار في مستوياتها الراهنة بسبب ارتفاع أسعار المواد الزراعية الأساسية. وكتبت صحيفة "الصباح" المقربة من الحكومة هي الأخرى امس ان نسبة التضخم ستبقى مرتفعة وان الطلب على المواد الاستهلاكية سيبقى في حدوده المعقولة خلال شهر رمضان بينما سيزيد العرض على حده الطبيعي في إشارة إلى أن عامة المغاربة سيكونون مضطرين للنظر بأعينهم إلى رفوف المحلات دون التمكن من اقتناء سلع كانت في متناولهم رمضان العام الماضي. وأرجع النقابي المغربي محمد حاكش هذا الوضع المتناقض إلى كون أسعار العديد من المواد الغذائية واسعة الاستهلاك عرفت ارتفاعا كبيرا بل فاحشا في الأشهر الخيرة. وطالب هذا النقابي السلطات المغربية إلى فرض مراقبة صارمة لمنع كل احتكار لهذه المواد والمضاربة فيها. ويخشى الكثير من المغاربة أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى إشعال ثورة شعبية في مغرب أنهك اقتصاده ولم يعد يقدر على مسايرة المطالب الاجتماعية لأكثر من ثلاثين مليون مغربي غالبيتهم مدرجين ضمن الطبقة الفقيرة.