تسببت المياه المتدفقة عبر وادي مينا ببلدية سيدي امحمد بن علي، إلى الجهة الغربية من عاصمة الولاية غليزان في إغراق أراضي وبيوت سكان دوار المرايتية بعد ارتفاع منسوب مياه الوادي ليس بسبب الأمطار ولكن بسبب قيام مصالح الري بصرف آلاف الأمتار المكعبة من مخزون سد "السعادة" بالجهة الذي امتلأ عن آخره، فتقرر فتح المجاري خوفا من انفجار حاجزه، وهي السيّول التي فاجأت سكان الجهة وعزلتهم دون سابق إنذار من هذه المصالح، غير أن مسؤولي قطاع الري حملوا المسؤولية للسكان الذين أقاموا حواجز بمجرى هذا الوادي وأن لجوءهم لعملية التصريف كان بهدف حماية السد بعدما ارتفع مخزونه إلى 150 مليون متر مكعب، بنسبة امتلاء تجاوزت 98 بالمائة، فيما كان معدل الامتلاء في السدود الثلاثة للولاية 95 بالمائة، لاسيما في سد قرقار الذي وصل مخزونه 354 مليون متر مكعب، فيما تم تسجيل مخزون كلي بمرجة سيدي عابد مقدر ب26 مليون متر مكعب بعد السيول الجارفة وفيضانات الأودية خلال 12 ساعة الماضية بولاية غليزان، لتصل الكمية المخزنة اليوم إلى 530 مليون متر مكعب، وهي كمية جد معتبرة وكافية لسقي كل المساحات الزراعية بالولاية. وحسب المصالح، فإن هذه الكمية الهامة من مياه الأمطار التي وصلت السدود الثلاثة تبقى الأحسن منذ عدة سنوات خلت، لاسيما بالنسبة لأكبر سد بالولاية سد قرقار الذي يمون ولايات الغرب الجزائري وحتى سكان 13 بلدية بالجهة الجنوبية لغليزان، كما كانت هذه الأمطار فأل خير على الفلاحين بسهلي الولاية لسقي الأشجار المثمرة والخضروات وحقول البطاطا التي توسعت كثيرا خلال السنتين الماضيتين، كما سيستفيد فلاحو سهل مينا الكبير من نفس العملية لسقي حقول الحوامض.