ثمانية أرقام قياسية وطنية ترصعت بها البطولة الوطنية لرفع الأثقال (جميع الأصناف) التي احتضنتها قاعة قصر الرياضات حمو بوتليليس على مدى خمسة أيام، في أجواء رياضية جعلت الطبعة 52 لهذه البطولة، متميزة؛ للأسماء المعروفة والفرق القوية التي حضرتها، والتي امتزجت بفرحة الإنجازات الكبيرة التي حققتها رياضة رفع الأثقال على الصعيد العالمي في الفترة الأخيرة. ولقد كانت فاتحة تحطيم الأرقام القياسية لدى الكبريات، بفضل رباعة فريق الحماية المدنية للعاصمة، آسيا سليمان، التي حطمت ثلاثة أرقام قياسية في حركة الخطف بحمولة 76 كلغ، والنتر ب 98 كلغ، وفي المجموع ب 174 كلغ، متجاوزة بذلك أرقام الرباعة شيطر سميرة من نادي وهران المحققة سنة 2002 حمولة 75 كلغ في الخطف، و97 كلغ في النثر و165 في المجموع. ولقد اعتبرت سليمان تتويجها منطقيا لمثابرتها المستمرة حتى تحسّن مستواها أكثر، والبقاء دائما في المنصة. كما كانت الأرقام القياسية حاضرة لدى فئة الأشبال بفضل رباع فريق بني سرور للمسيلة فارس طوايري، الذي حطم رقمين قياسيين في وزن 62 كلغ، الأول في حركة الخطف برفعه حمولة 100 كلغ، والثاني في المجموع ب 220 كلغ، وكان حقق في حركة النثر حمولة 120 كلغ. ولقد كان الرقم القياسي القديم بحوزة الرباع رويشي ميلود من نادي بريكة بمناسبة البطولة الإفريقية التي جرت بأوغندا عام 2005 بحمولة 98 كلغ في حركة الخطف و118 كلغ في المجموع. ولقد عبّر فارس عن فرحته الكبيرة بهذا الإنجاز، الذي قال بأنه مستحق، وبذل من أجل تحقيقه مجهودات كبيرة ومتواصلة طيلة السنتين الماضية والجارية. أما الأرقام القياسية الثلاثة الأخرى في هذه الفئة، فكانت لدى الشبلات، ومن إنجاز رباعة نادي الحماية المدنية لمستغانم لغواطي فاطمة الزهراء بحمولة 50 كلغ في حركة الخطف، و63 كلغ في النثر و113 في المجموع، في حين كان الرقم القديم بحوزة رباعة نادي مغنية بن ميلود مريم، ب46 كلغ في حركة الخطف، وسجلته بمناسبة البطولة الوطنية بوهران عام 2013، و57 كلغ في حركة النثر، و103 في المجموع، وحققتهما في البطولة الإفريقية التي احتضنتها مدينة الدار البيضاء المغربية في ذات السنة. ولقد شدّت فئة الأشبال اهتمام الحضور والتقنيين لعدد الرباعين المتنافسين فيها، وبلغ 181، وخصوصا لنوعية هؤلاء الرياضيين، يتقدمهم دوليون متميزون، كانوا قد بصموا على مشاركة ممتازة في بطولة العالم الأخيرة بالبيرو، سواء عند الذكور أو الإناث، وحازوا على الألقاب الوطنية منطقيا وبدون مفاجأة، كأيمن طوايري في وزن 94 كلغ، قري صلاح الدين (وفاق بريكة) في وزن 85 كلغ، وصالحي توفيق من فريق نجم بريكة في وزن أكثر من 105 كلغ، بدون نسيان تألق كل من فرج الله سمير من نادي بني سرور في وزن 69 كلغ، وزميله من نفس النادي الباغور سمير في وزن 77 كلغ، وطوايري فارس في وزن 62 كلغ. ونفس الشيء حصل عند الإناث بتألق رباعات فريق الحماية المدنية لمدينة مستغانم، التي أكدت مرة أخرى، أنها قطب حقيقي وجيّد في تكوين الرباعات المتميزات بحصولها على ستة ألقاب وطنية، وبدرجة أقل فريق المجمع البترولي، الذي اكتفى بلقب واحد فقط. ولقد اعتبر التقنيون الحاضرون أن منافسة الأشبال هي الأهم في هذه البطولة الوطنية لكثرة الرباعين المشاركين، ولمستواها الفني الجيد، حسب زايدي يحيى المدير التقني الوطني. أما المدرب الوطني للأشبال عبد المنعم يحياوي فقال: ”أرى أن المستوى الفني متقارب، وهناك فرق لا تعمل لافتقادها للإمكانيات اللازمة، في حين أن فرقا أخرى تحوز عليها، لكنها تعاني من نقص في التأطير الفني الجيد. وأنا إلى حد الآن لم أفهم سبب تأخر رابطة وهران عن ركب المتفوقين في رياضة رفع الأثقال، وهذا يتطلب تفكيرا عميقا وإرادة للنهوض بهذه الرياضة في هذه الولاية، التي لا ينكر أي أحد نوعية وقيمة الرباعين الأبطال، الذين تخرّجوا منها على مر العقود الماضية”. أما باقي النتائج الفنية فكانت متوقعة بسيطرة المدارس النجيبة، فلدى الأواسط تألقت مدارس بني سرور للمسيلة، ونادي المجمع البترولي، ونادي بريكة ونادي تبسة. أما لدى الأكابر فتألق المنتخب الوطني العسكري والمجمع البترولي، مع تخلّف الرباع العالمي وليد بيداني عن المشاركة في هذا الموعد الوطني بسبب إصابة في الركبة. أما عند الكبريات فكانت الكلمة الأخيرة لفريق الحماية المدنية للعاصمة. ولدى الوسطيات برز فريقا المرسى الكبير والاتحاد الرياضي لبلدية مغنية. أما في الترتيب العام لهذه البطولة الوطنية، فعادت الرتبة الأولى لفريق المجمع البترولي بمجموع 442 نقطة، متبوعا بفريق نادي بريكة بمجموع 425 نقطة، فنادي الحماية المدنية للعاصمة برصيد 393 نقطة في الرتبة الثالثة.