لم تشأ السواعد الجزائرية إلا أن تختم حيثيات البطولة الوطنية لرفع الأثقال (كل الأصناف) في يومها الرابع والأخير، بتحطيم تسعة أرقام قياسية وطنية جديدة، جاءت كلها في صنف الشبلات (إناث)، الذي يراهن عليه كثيرا مسؤولو اتحادية اللعبة في تطوير الأثقال النسوية الجزائرية. وانفردت ربّاعة فريق الحماية المدنية لمدينة مستغانم التي تُعد قطباً مهمّاً في هذه اللعبة لدى الجنس الناعم في الجزائر - شيرارة إكرام (وزن63 كلغ)، بتحطيم لوحدها أربعة أرقام قياسية، اثنين متتاليين في حركة الخطف، برفعها حمولة 56 كلغ، ثم 58 كلغ، وواحد في حركة النثر ب73 كلغ، ورابع في المجموع ب131 كلغ، في حين كان الرقم القديم الذي حققته نفس الربّاعة في الدوحة القطرية بمناسبة البطولة العربية (جميع الأصناف)، والتي منها للعلم بدأت الاتحادية الجزائرية لرفع الأثقال في اعتماد الأرقام القياسية الوطنية لدى هذا الصنف النسوي (شبلات إناث)، هو (55 كلغ في الخطف و72 كلغ في النثر و127 كلغ في المجموع). وحذت ربّاعة فريق الاتحاد الرياضي لمدينة مغنية بن ميلود مريم (وزن 53 كلغ) حذو المستغانمية شيرارة، وبصمت هي الأخرى على ثلاثة أرقام قياسية وطنية، بتحقيقها لرفعة ب55 كلغ في حركة الخطف، و70 كلغ في حركة النثر و125 كلغ في المجموع، في حين كان الرقم القياسي القديم بحوزتها أيضا، وحققته كذلك في الدوحة القطرية (54 كلغ في الخطف، و66 كلغ في النثر و120 كلغ في المجموع)، لتختتم الربّاعة حمو خيرة (وزن 58 كلغ) من فريق الحماية المدينة لمدينة مستغانم، يوم الأرقام القياسية الوطنية النسوية بتحطيمها لاثنين متتاليين في حركة الخطف، برفعها ثقلا ب46 كلغ في مرة أولى، ثم 48 كلغ في الثانية. وما يلاحَظ أن التألق صنعته الأثقال المستغانمية والمغناوية المراهَن عليها من قبل الاتحادية المعنية برفع مستوى الممارَسة النسوية لهذه الرياضة في الجزائر، كما يؤكد على ذلك المدير التقني الوطني زايدي يحيى، الذي أوضح بأن توجُّه هيئته الرياضية بجعل مدن مستغانم ومغنية ووهران أقطاب تطوير هذه اللعبة لدى العنصر النسوي في بلادنا، كان صائبا، واعدا بالعمل على رفع عدد الإجازات الرسمية الخاصة به إلى أكثر من الحالي، والمحدَّد ب 40 ممارسة فقط. وكشف عن برمجة تربص تحضيري خاص بالفريق الوطني للشبلات (إناث) منتصف شهر رمضان المعظم تحت قيادة المدرب الوطني عبد المنعم يحياوي ومساعده كلام لزرق؛ تحسّبا للمشاركة في البطولة الإفريقية لأقل من 17 سنة، التي ستقام بنيجيريا شهر سبتمبر القادم، والتي ستكون تأهلية للألعاب الأولمبية للشباب بالصين سنة 2014. وعموما، فقد أفرزت النتائج النهائية للشبلات (إناث) سيطرة واضحة لفريق الاتحاد الرياضي لمدينة مغنية، الذي حاز على أربعة ألقاب وطنية بفضل رباعاته؛ بن ميلود مريم (وزن 53 كلغ)، حمادي مغنية (وزن 58 كلغ)، خديم سولاف (وزن 63 كلغ) وميموني أمينة (وزن 69 كلغ)، متبوعا بفريق الحماية المدنية لمستغانم، الذي نال لقبين في وزني 44 كلغ بواسطة الرباعة لغواطي فاطمة الزهراء وبوشلاغم فدوة في وزن 48 كلغ، أما اللقب الوطني الأخير فانتزعته رباعة جمعية المرسى الكبير المهاجي بختة في وزن +69 كلغ. وقد أنقذت هذه الأرقام القياسية الوطنية المحقَّقة، اليوم الرابع والأخير من هذه البطولة الوطنية، بعدما أصيب الحضور ومعهم الأخصائيون، بخيبة أمل كبيرة لعدم تحطيم ولا رقم قياسي واحد لدى الأكابر (ذكور)، واقتصرالتنافس في هذا المجال على محاولة واحدة فقط، كانت خائبة من قبل رباع المدرسة الوطنية للجيش الوطني الشعبي مكي عبد الله (وزن 85 كلغ)، حيث فشل في رفع حمولة ب150 كلغ في تخصص الخطف؛ أي بزيادة أربعة كيلوغرامات عن الرقم القياسي الذي هو بحوزته، وقد يكون سبب هذا الجدب غياب رباعين متميزين؛ كبيداني وليد (إ.مغنية ) وبوداني معمر (الحماية المدنية للعاصمة). ولحسن الحظ تواجدت فرق المجمع البترولي ونادي الحماية المدنية للعاصمة وفريق الحضنة (المسيلة )، التي تنافس ربّاعوها على ألقاب أوزانهم، ما بث حماسا لافتا بعض الشيء، خاصة في الأوزان الثقيلة، وهي الفرق التي تقاسمت ألقاب هذه الفئة باثنين لكل واحد منهم. وعموما، فإن مستوى الأكابر لم يشد انتباه أسطورة رياضة رفع الأثقال الجزائرية ومدرب نخبة الأثقال الجزائرية غوني محمد، الذي قال بأنه حان الوقت للبحث عن خلف قادر وناجع لهؤلاء الأكابر بعد تجمّد مستواهم. وعبّر عن تفاؤله الكبير بالعمل القاعدي المنجَز في بعض الفرق، والذي ستراهن عليه رياضة رفع الأثقال الجزائرية مستقبلا، وهي نفس الرؤية عند السيد عبد العزيز إبراهيمي رئيس الاتحادية الجزائرية لرفع الأثقال، الذي فرح، كما قال، بنجاح هذه البطولة الوطنية (كل الأصناف) فنيا وتنظيميا بعدما سجلت 16 رقما قياسيا وطنيا محطَّما، ووجّه تحية خاصة لفريق الاتحاد الرياضي لمدينة مغنية، على اجتهاده وتفانيه في العمل، حتى أصبح يتوفر على جميع الفئات (ذكور وإناث)، وبالتالي مثالا يُحتذى به في هذه الرياضة بالجزائر.