جددت عائلات المعتقلين والمفقودين الصحراويين مطالبتها المجتمع الدولي بالضغط على المغرب لكشف مصير ذويهم الذين اختفوا بصورة قسرية منذ بداية الاحتلال المغربي للصحراء الغربية سنة 1975. وشدد أقارب لهؤلاء المفقودين خلال ندوة صحفية عقدوها على هامش المهرجان العالمي ال12 للسينما بالصحراء الغربية المنعقد بمخيم اللاجئين بالداخلة على "إلزامية الضغط على السلطات المغربية لكشف مصير ذويهم وأكثر من 400 من المفقودين الصحراويين" خصوصا "بعد اكتشاف مقابر جماعية بالأراضي المحررة في 2013". وقال هؤلاء إن "الضغط على المغرب سيجبره على كشف وتحديد مكان المقابر الجماعية" التي تم ردمهم فيها لإخفاء كل أثر لجريمته ويرغمه على"إيقاف سياساته التعسفية الحالية فيما يخص الاعتقال المتواصل الذي يتعرض له السكان الصحراويين داخل المدن المحتلة. وكانت بعثة إسبانية باسكية اكتشفت شهر جوان من عام 2013 مقبرتين جماعيتين بمنطقة امهيريز المحررة تضم رفات ثمانية صحراويين كانوا قد اختطفوا وفقدوا بعد احتلال المغرب للصحراء الغربية. وعرفت الندوة تقديم شهادات لأفراد من عائلات الضحايا على غرار محمد سلمى الداف الذي اكتشف رفات أبيه وأخيه بالمقبرة الجماعية بفدرت القعيده" في 2013 وفاطمة سيد أحمد بيدل الحاج التي فقدت والدها بعد الغزو المغربي في 1975 وخديجة دوهة الزين وهي من ضحايا قصف "أم أدريقة" بالنابالم في 1976 بالإضافة لإبراهيم محمد سالم وهو ضحية اختفاء قسري. وحضر الندوة التي عقدت تحت عنوان "العدالة الكونية" وزيرة الثقافة الصحراوية خديجة حمدي وسفير جنوب إفريقيا لدى الجزائر دينس توكو زاني دلومو وأعضاء من الحكومة الصحراوية بالإضافة إلى المناضلة الحقوقية الأرجنتينية نورا كورتينيس والمحامي الإسباني مانويل أويي الذي رفع دعوى قضائية ضد 11 مسؤولا مغربيا بتهمة ارتكاب "إبادة" بحق الصحراويين. وذكرت الناشطة الحقوقية الأرجنتينية ومؤسسة جمعية "ساحة ماي" المهتمة بضحايا الاختفاء القسري بالأرجنتين إبان حكم النظام العسكري في سبعينات القرن الماضي معتبرة أن النضال في سبيل حقوق الإنسان "طويل وعسير ويحتاج للتضحية". أما سفير جنوب إفريقيا لدى الجزائر فقد أعرب عن "تضامنه" مع الشعب الصحراوي، معتبرا أن ما يحدث في الصحراء الغربية "أشبه بنظام الأبارتييد العنصري الذي كان سائدا في جنوب إفريقيا". وعاد من جهته المحامي الإسباني مانويل أويي إلى تفاصيل الدعوة القضائية التي رفعها ضد المغرب أمام المحكمة الوطنية الإسبانية بمدريد في 2006 مؤكدا أن فتح هذا الملف ولأول مرة من طرف العدالة الإسبانية هو في حد ذاته "نجاح كبير للقضية الصحراوية". وتختم اليوم فعاليات الدورة ال12 للمهرجان العالمي للسينما بالصحراء الغربية بتنظيم العديد من عروض الأفلام والندوات حول السينما وحقوق الإنسان بمشاركة دولية واسعة.