تجري في ولاية تيزي وزو التحضيرات على قدم وساق لاستقبال موسم الاصطياف المقبل، حيث جندت مديرية السياحة ومختلف المديريات المحلية والجهات الأمنية الشريكة الإمكانيات اللازمة لضمان تحسين ظروف استقبال المصطافين وضمان راحتهم، حسبما أكده مدير السياحة والصناعات التقليدية لتيزي وزو، السيد غدوشي رشيد، الذي توقع استقبال مختلف الشواطئ الموزعة على الشريط الساحلي للولاية ل06 ملايين مصطاف. وأوضح السيد غدوشي في لقاء مع "المساء" أن مصالحه تراهن على تكثيف جهودها وتسخير كافة الامكانيات لضمان نجاح موسم الاصطياف لهذه السنة، لاسيما مع استفادة البلديات الساحلية من مبالغ مالية معتبرة لتجسيد ذلك، في إطار صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية والبرنامج البلدي للتنمية. التحضيرات جارية وإجراءات جديدة تدخل حيز التنفيذ بدأت التحضيرات لموسم الاصطياف للسنة الجارية 2015، يوم 15 جانفي 2015، وهي لا تزال متواصلة، ويميزها عقد عدة لقاءات على مستوى الوزارة الوصية ووزارة الداخلية ومختلف الدوائر والهيئات الأخرى الشريكة في العملية، حيث تم تنصيب لجان الدوائر ولجنة الولاية، كما تم تنظيم لقاءات محلية لمتابعة عملية سير هذه التحضيرات، إلى جانب حملات تنظيف على مستوى الطريق الوطني رقم 24 وإزالة شتى أنواع القمامة والنفايات المتواجدة به... وشرعت مصالح النظافة بالولاية، في عملية تنظيف هذه الطريق على امتدادا شاطئ مازر إلى غاية الحد الفاصل مع بلدية أزفون بمشاركة مديريات البيئة والأشغال العمومية والحماية المدنية وغيرها، كون العملية تتطلب يدا عاملة وإمكانيات كبيرة، حفاظا على جمالية الطريق وإعطائها مكانتها البيئية المطلوبة لاستقطاب السياح والمصطافين. وأضاف المتحدث في هذا الاطار، أن التحضيرات لموسم الاصطياف جيدة وتسير بالشكل المطلوب، داعيا المواطنين إلى الحرص على إبقاء المواقع والمناطق السياحية التي يقصدونها للتنزه نظيفة، باعتبار أن غياب الحس الحضري كان وراء انتشار النفايات على مستوى الطرق، حيث يرتقب تنظيم عملية ثانية قبيل الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف المقبل، مؤكدا أن مديرية الشبيبة والرياضة سطرت برنامجا خاصا لتنظيم سلسلة من حملات التنظيف عبر الشواطئ في كل جمعة، لجمع النفايات وتحويلها إلى مركز الردم التقني للنفايات المنزلية الكائن بوادي فالي، وستتواصل هذه العملية -حسب المتحدث- إلى غاية يوم افتتاح الموسم المصادف للفاتح جوان المقبل. راهن مدير السياحة لتيزي وزو على إعادة الحركية والحياة لشواطئ المنطقة التي تسمح بها السباحة، حيث ترتقب المديرية استقطاب هذه الشواطئ 6 إلى 7 ملايين مصطاف خلال شهر جوان المقبل، إضافة إلى مليون مصطاف خلال الفترات الليلية بناء على الاستعدادات الجارية في الميدان لتحقيق هذا الرهان، مذكرا بالمناسبة باحصاء نحو 05 ملايين و700 ألف مصطاف بكل من شواطئ تيقزيرت وأزفون خلال الموسم الماضي. وبرمجت المديرية بالتنسيق مع المصالح المعنية، عدة حملات ونشاطات لإنجاح موسم اصطياف 2015 بالولاية، حيث ينتظر أن تحل بها لجنة قطاعية تضم ممثلين عن وزارتي الداخلية والسياحة إلى الشواطئ لتفقد الأشغال المنجزة وتقييم الأوضاع، كما يرتقب أن تحتضن مدينة تيقزيرت الساحلية مراسم افتتاح هذا الموسم 2015، بمشاركة نحو 5000 طفل تابع لقطاعات الشبيبة والرياضة والثقافة الذين سيقومون بتنشيط عدة نشاطات واستعراضات بحضور السلطات المحلية، وعلى رأسها الوالي وسكان تيقزيرت والعديد من الضيوف. فتح 8 شواطئ وتسجيل دراسة لتهيئة 8 أخرى تم في تاريخ 2 أفريل الماضي تحديد عدد من الشواطئ المسموح بالسباحة فيها، ستفتح أبوابها لاستقبال المصطافين، حيث تقرر هذه السنة فتح 8 شواطئ منها لاستقبال المصطافين موزعة على منطقتي أزفون وتيقزيرت، منها الجنة الصغيرة وسيدي خالد وخروبي والشاطئ الكبير وتسالاست وفرعون... وغيرها، بعد تهيئتها لتحسين ظروف استقبال قاصديها وتمكينهم من قضاء أوقات ممتعة بين أحضان البحر. وتضم ولاية تيزي وزو -حسب المسؤول التنفيذي بالمديرية- 10 شواطئ ممنوعة السباحة فيها، 8 منها توجد قيد الدراسة بغية تهيئتها وإعادة تنقيتها، حيث تم اختيار مكتب دراسات ليتكفل بهذا المشروع، قائلا أن "هذه الشواطئ التي تمتاز بمناظر خلابة وجذابة من شأنها تطوير السياحة الساحلية البحرية"، بعد استغلالها، كما ستمكن عملية إعادة تهيئتها وتنظيفها للمصطافين من السباحة فيها. وحسب المعطيات المقدمة من قبل نفس المسؤول، فإن الشواطئ ال 8 التي تجري عملية دراسة تهيئتها، تتواجد 4 منها بدارة تيقزيرت تتوزع على 3 شواطئ ببلدية إفليسن كزاقزو، ابشار، رباظ، وشاطئ مازر ببلدية ميزارنة، مقابل 4 شواطئ أخرى بدائرة أزفون، حيث تتواجد 3 منها في بلدية أزفون وهي اشرشور، ملاطة وتازغارت، وكذا شاطئ ابحريزان ببلدية آيت شافع، وتم اقتراح تهيئة هذه الشواطئ وتسجيلها، فيما يبقى شاطئان قيد الدراسة أحدهما بأزفون وآخر بتقزيرت. 49 مؤسسة فندقية في الموعد وتدشين "شالي" بأزفون تحتوي ولاية تيزي وزو، في إطار التحضير لموسم الاصطياف المقبل، على 49 مؤسسة فندقية موزعة عبر إقليم الولاية، منها المتمركزة في الوسط الحضري للولاية وأخرى في المدن الساحلية، حيث تقدر طاقة استيعابها ب3907 أسرة، كما تصل طاقة استيعاب المؤسسات الفندقية الموجودة بكل من أزفون وتيقزيرت إلى 2405 أسرة، أي بتسجيل زيادة في عددها مقارنة بموسم الاصطياف للسنة الماضية، حيث بلغ عدد الأسرة التي وفرتها المؤسسات الفندقية 2325 سريرا. وحسب السيد غدوشي، هناك زيادة في قدرة الاستيعاب بفضل توسيع حظيرة المرافق والمؤسسات المستقبلة للمصطافين، وقد تم العام الماضي تدشين "بنغالو" بشاطئ الجنة الصغيرة في مدينة أزفون تقدر طاقة استيعابه ب 480 سريرا، كما تمت مضاعفة قدرة استيعابه بعد إخضاعه لأشغال إعادة التهيئة من قبل صاحبه، حيث وصلت إلى 600 سريرا. وقال بأن "المتابعة الميدانية للتحضيرات متواصلة إلى غاية الفاتح جوان، حيث تسهر اللجنة الولائية التي أرأسها على متابعة نسب تقدم الأشغال إلى غاية نهايتها.."، مشيرا إلى حل كل المشاكل المسجلة مع بداية كل موسم اصطياف خاصة منها وضعية الطرق التي تم تزفيتها، ومشكلة قنوات الصرف التي تم التكفل بها بشكل كلي، علاوة على معاجلة أزمة الماء التي تطرح في كل موسم بفضل عملية ربط المناطق الشمالية وتحديدا الشريط الساحلي للولاية بسد تاقسبت، إضافة إلى محطة كاب جنات التي ستضمن ربط منطقة أزفون بماء الشرب عبر الطريق الوطني رقم 24. 22 مليار دج للبلديات الساحلية وأزيد من 100 منصب لتنظيف الشواطئ وبغية إنجاح كل العمليات المبرمجة لموسم الاصطياف المقبل، طالب مسؤولو المجالس الشعبية في البلديات الساحلية بعملية التدعيمهم بالميزانيات اللازمة لضمان تحضير جيد للموسم، ضمن الأغلفة المالية التي وفرتها الدولة في إطار صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية وكذا البرامج البلدية للتنمية، حيث طرحت البلديات احتياجاتها المقدرة ب3314.835.979 مليون دج، منها 119.192.320 دج طلبت من الصندوق مقابل 195.643.659 دج مسجلة ضمن برامج البلدية للتنمية، وتم في هذا الشأن منح 22 مليار دج لفائدة 4 بلديات ساحلية، منها 5 ملايير دج وفرها الصندوق وأزيد من 17 مليون دج استفادت منها ضمن برامج التنمية التي ستستغل لاقتناء العتاد والأجهزة الضرورية بالشواطئ من جرارات وغيرها، وإنجاز أشغال الصرف والإنارة العمومية وجمع النفايات، مذكرا بأن البلديات الساحلية التي كانت تشكو في السابق من نقص في الميزانية حتى تتمكن من التكفل بالأشغال المطلوبة التي تحتاجها الشواطئ والمدن الساحلية، استطاعت تجاوز ذلك بفضل ميزانيات الدولة. وأشار المتحدث إلى أن البلديات الساحلية مكلفة بإنجاز أشغال مختلفة، منها تهيئة الطرق المؤدية إلى الشواطئ وتدعيم المدن والطرق والشوارع الرئيسية بالإنارة العمومية ودورات المياه وتكثيف تواجد مقرات للحماية المدنية والشرطة والدرك الوطني، موضحا أنه تم فتح 80 منصبا ماليا من قبل مديرية التشغيل في إطار عقود التكوين بهدف تنظيف وتهيئة الشواطئ، مع توقع رفع هذه الحصة في حال الحصول على طلبات جديدة للتوظيف، مع تسجيل 49 منصبا ماليا من قبل مديرية النشاط الاجتماعي في إطار برنامج "الجزائر البيضاء". مراكز للحماية المدنية والأمن وعملية استغلال الشواطئ غير مفصول فيها تستعد 08 مراكز للحماية المدنية والأمن والدرك لفتح أبوابها على مستوى شواطئ تيزي وزو طيلة موسم الاصطياف المقبل لضمان راحة المصطافين، منها 03 مراكز للشرطة بتيقزيرت ومركزان بأزفون، إضافة إلى 04 مراكز للدرك الوطني بكل من شاطئ تاسلاست وفرعون وسيدي خليفة والجنة الصغيرة. وجاء قرار تعزيز هذه المقرات والمراكز بعد تسجيل اهتراء الكثير منها وتعرضها للتخريب، مما يكلف خزينة الدولة أموالا إضافية لصيانتها وتجديد عتادها ووسائل تدخلها. وكان تجديد وإعادة تهيئة هذه المقرات يكلف بين 600 و700 مليون دينار للمقر الواحد، وهو الأمر الذي دفع بمديرية السياحة إلى التفكير في بناء مقرات جديدة عوض تجديد القديمة منها، حيث يكلف الأمر كثيرا، حسب المسؤولين المشرفين على ذلك. وبشأن قضية تسيير الشواطئ من قبل الخواص في إطار عقود الاستغلال السياحي للشواطئ، قال السيد غدوشي أن مديرية السياحة قامت سنة 2013 بمنح تسيير الشواطئ للخواص لمدة 5 سنوات كللت بالنجاح، حيث سيرت بشكل جيد وتم بفضل هذه العملية جمع 14 مليون و800 ألف دج، فيما لم تحظ بعض الشواطئ خلال العام الماضي بعملية الاستغلال السياحي، مما كان سببا في تراخل عملية التسيير إلى 8 ملايين دج، وقررت وزارة السياحة هذه السنة وقف منح رخص الاستغلال السياحي للشواطئ، بينما ألحت وزارة الداخلية على استغلال الخواص للشواطئ بغية تفادي الدخول في مشاكل الاستحواذ والتسيير غير العقلاني لها. كما فضلت اللجنة الولائية لمتابعة موسم الاصطياف التريث إلى حين صدور قرار نهائي فيما يخص هذا الموضوع الذي سيحدد مدى نجاح هذا الموسم من عدمه. برامج ثقافية وفنية واستضافة أطفال الجنوب بأزفون سطرت العديد من المديريات برامج متنوعة ومختلفة لإحداث حركية وديناميكية في الشواطئ، حيث ستنظم مديرية السياحة بالتنسيق مع غرفة الحرف والصناعات التقليدية معارض للصناعات التقليدية، ينشطها مجموعة من الحرفيين لعرض مختلف منتجاتهم التقليدية من لباس وحلي فضية، إلى جانب الأواني الفخارية وصناعة السلال وغيرها، كما ستبرمج بالمناسبة صالونات للثقافة والترفيه للعائلات والأطفال مع إقامة عروض مسرحية وغيرها. وستضمن مديرية التجارة من جهتها تفتيش ومراقبة النشاط التجاري والوقوف على مدى احترام التجار وأصحاب المطاعم وفضاءات الشباب والفنادق للنظافة وشروط الحفظ والتبريد للمواد الغذائية لتفادي تسجيل حالات التسمم. ويسهر أعوان الحماية على ضمان راحة المصطافين من خلال حراسة الشواطئ والتدخل في حال خروج المصطافين عن الحدود المسموح فيها للسباحة، لاسيما عند تغير لون الراية، في حين ستتكفل مديرية الصحة بمهمة تعد الأولى من نوعها، تشمل تجهيز عيادات متنقلة مدعمة بالعتاد الطبي والأطباء للسهر على تقديم الإسعافات الأولية للمرضى بالشواطئ دون تنقلهم إلى المراكز الصحية والمستشفيات. كما قررت مديرية النقل تمديد ساعات العمل إلى وقت متأخر من الليل لضمان حيوية المدن الساحلية ليلا، حيث سطرت برنامجا خاصا بموسم الاصطياف، يسمح للناقلين بمزاولة العمل لساعات متأخرة من الليل لضمان نقل المواطنين إلى الشواطئ، تطبيقا لتعليمة الوزير الأول، السيد عبد المالك سلال في هذا الشأن. وبرمجت لهذا الموسم مسابقة أحسن شاطئ من بين ال 8 شواطئ المسموحة بالسباحة فيها، تجسيدا لتعليمة وزير الداخلية، حيث سيتم اختيار أحسن شاطئ على مستوى الولاية، ثم أحسن شاطئ على مستوى ال 14 ولاية ساحلية. تسجيل 1378 تدخلا و9 حالات وفاة غرقا العام الماضي تشير الإحصائيات المسجلة عند مديرية السياحة لتيزي وزو إلى تسجيل مصالح الحماية المدنية خلال موسم الاصطياف للسنة الماضية، 1378 تدخلا بهدف إنقاذ الغرقى، مقابل 771 تدخلا سجل سنة 2013، أي بزيادة قدرت بنسبة 44 بالمائة، كما ارتفع عدد الوفيات من 3 حالات وفاة غرقا سجلت عام 2013 إلى 9 وفيات تم إحصاؤها خلال الموسم الماضي. واعتبر مسؤول مديرية السياحة في الولاية أن هذا الارتفاع في التدخلات وحالات الوفاة غرقا، يعود إلى زيادة عدد المصطافين الذين توافدوا على شواطئ الولاية في العام الماضي، والمقدر عددهم ب5 ملايين و704 آلاف مصطاف مقابل 3 ملايين و806 آلاف مصطاف زاروا شواطئ تيزي وزو عام 2013. وعادت صدارة الشواطئ الأكثر استقطابا للمصطافين، خلال موسم الاصطياف الماضي 2014، إلى شاطئ خروبي الذي سجل إقبال مليون و305 آلاف مصطاف، يله الشاطئ الكبير التابع لتيقزيرت، ثم شاطئ الجنة الصغيرة التابع لأزفون، فيما سجل شهر أوت 3 ملايين و30 ألف مصطاف، يليه شهر جويلية بإحصاء مليون و423 ألف مصطاف، مقابل 670 ألف مصطاف توافدوا إلى الشواطئ خلال شهر جوان، فيما سجل شهر سبتمبر 599 ألف مصطاف.