تحتضن قاعة المحاضرات "ميلود طاهري" بسوق أهراس، أشغال ملتقى تحت عنوان "رؤى متباينة حول أبوليوس" من 30 ماي الجاري إلى 01 جوان الداخل، بمشاركة أساتذة من الجزائر ودول عربية وأجنبية، ومن تنظيم المحافظة السامية للأمازيغية. سيتم خلال هذا الملتقى طرح عدّة أسئلة جوهرية تتعلّق بأبوليوس ابن مدينة مداورش (ولاية سوق أهراس) ومؤلف الكتاب الشهير "التحوّلات"، من بينها: كيف كانت حياة أبوليوس؟ وماذا عن تعدّد الثقافات في أعماله؟ وكيف يمكن إدراك مكانة الثقافة الأمازيغية في كتاباته؟ إضافة إلى مدى تأثير هذه الأخيرة على الفكر المغاربي والعالمي، وأخيرا آفاق إعادة نشرها وترجمتها واقتباسها. وقدّم أبوليوس للأدب العالمي، حسبما جاء في نشرية الملتقى، أحد أجمل نصوصه؛ من خلال رسمه مسارا جديدا للأدب، كما يحتفظ التاريخ بمآثر هذا الأديب بل العلاّمة، وهو الذي اهتم بكلّ علوم عصره خاصة فنيّ الخطابة والمرافعة. وفي هذا السياق، أبدى خلال المحاكمة الشهيرة التي أقيمت له، دراية كبيرة بعلم الفلسفة، حتى إنه كان يُلقّب نفسه بالفيلسوف، معتمدا في ذلك على تجاربه المعرفية التي نهلها من مختلف أسفاره عبر أنحاء حوض المتوسط. أبوليوس الذي شهد نصب تمثال على شرفه، عمد إلى النهل من عدّة ثقافات في كتابه الشهير "التحوّلات" أو "الحمار الذهبي"، هذه الفعلة أخذته إلى العالمية، ووضعته في خانة متفتّحي الفكر والتصوّر، ولهذا سيقوم منظّمو الملتقى بالإضافة إلى المشاركين، بالتمعّن في حياة وأعمال هذه الشخصية الفذة، وهذا لاستنباط تصوّره المتّسم بالعمق والدقة. كما سيتم بهذه المناسبة طرح أسئلة أخرى، من بينها: "هل التداخل الثقافي الملموس في كتابات أبوليوس، فرض نفسه من منطلق الغالب والمغلوب، أم أنه غاية في حد ذاته؟"، وكذا "كيف كانت علاقة أبوليوس بمعاصريه؟" و«ما هي مكانة أعماله في الأدب المعاصر والأدب الجزائري خصوصا؟". كما يبتغي منظمو الملتقى الوصول إلى تحقيق غايتين اثنتين، وهما "تناول أبوليوس بمختلف أبعاد شخصيته من خلال كتاباته المختلفة والعلاقات التي تربطه بمحيطه الثقافي والاجتماعي"، وكذا فتح نقاش حول "نظرة الكُتّاب والنقاد المعاصرين إلى هذا الرجل، والتطوّر الذي عرفه المحيط الذي وُلد وترعرع فيه". وعن محاور الملتقى نذكر "لماذا أبوليوس؟"، "المحيط الاجتماعي الثقافي لنوميديا المتوسط في القديم"، "مدخل حول تاريخ نوميديا ماسيل"، "هوية التسميات الإفريقية القديمة"، "الأمازيغية في عمل أبوليوس"، "سرد كوبيدون وبسيشي كشهادة حول الأدب الشفهي الأمازيغي"، "الحكاية القبائلية والتحوّلات" و«تحوّلات أبوليوس، الركيزة الأسطورية للأدب الأمازيغي".وسيتم أيضا تناول محاور أخرى، من بينها "استقبال أعمال أبوليوس في أوروبا"، "الحمار الذهبي لأبولويس، مخزن الدلالات لتحليل نصّي تداخلي لنصوص أخرى مغاربية معاصرة"، "لماذا يجب ترجمة الحمار الذهبي إلى الأمازيغية؟" و«بعض العراقيل في ترجمة أعمال أبوليوس إلى الأمازيغية". بالمقابل، يشارك في هذه الفعاليات دكاترة وأساتذة من الجزائر، وهم أرزقي مترف، آيت عيسي هاشمي، دحماني سعيد، نسيب يوسف، آيت أومزيان جمال، حربي أمين، بوعليلي أحمد، بوخلو فطيمة مليكة، حلوان حسان ومنصوري حبيب الله.أمّا من جامعات فرنسا فيشارك كل من بلانتاد إيمانويل، آيت سيدهم سليمان وناشف لحسن، في حين تسجل الولاياتالمتحدةالأمريكية حضورها في هذه الفعاليات مع الأستاذة سابنيس صونيا. وتسجل إيطاليا مشاركتها مع الدكتورة كافيشيولي صونيا. وبالمقابل، تشارك المغرب بكلّ من بن حقية حسان، جرموني هشام، بوشطارت عبد الوهاب وياشو سناء، في حين تحضر تونس بكل من عمارة زهية ونجيم عادل. أمّا عن النشاطات المبرمجة على هامش الملتقى فينظّم عدّة معارض حول أبوليوس ومواضيع أخرى، علاوة على تنظيم ورشة للأطفال؛ قصد تنمية مخيلتهم، وكذا عرض أولي لمسرحية "الحمار الذهبي" للمسرح الجهوي لسوق أهراس.