صرح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بداية الاسبوع بخميسة (سوق أهراس) بأنه سيتم قريبا بالتنسيق مع وزارة السياحة إعداد مخطط وطني لترقية السياحة الثقافية و الذي أملته المؤهلات التي تمثلها عديد المواقع الأثرية المتواجدة عبر الوطن. وأكد الوزير خلال زيارة للموقع العتيق لخميسة بأن وزارة الثقافة تعمل في هذا الإطار على وضع "سياسة ثقافية وطنية لتثمين المواقع الأثرية و جعلها أقطابا ثقافية و سياحية من الطراز الأول قادرة على المساهمة في تنمية الولايات التي تتواجد بها و البلاد بشكل عام". وبعد أن دعا في ذات الصدد وسائل الإعلام الوطنية على المشاركة بشكل فعال في ترقية هذه المواقع أكد السيد ميهوبي على عزم قطاعه الوزاري على مواصلة البحوث الأثرية و عمليات التنقيب و ذلك على اعتبار أن منطقة سوق أهراس ذات المؤهلات الاستثنائية لا تزال -حسب ما أعرب عنه الوزير- "عذراء" نسبيا و تتطلب في هذا الصدد "جهدا استثنائيا". وبعد أن أكد بأن قطاعه الوزاري يسعى لتصنيف عديد المواقع غير المصنفة أعرب وزير الثقافة عن استعداده للمساهمة في تأسيس بموقع خميسة "مهرجان وطني للمسرح أو لموسيقى المالوف" على غرار مهرجاني تيمقاد (باتنة) أو جميلة (سطيف) من أجل -حسب ما أردفه السيد ميهوبي- تمكين خميسة من استعادة بريقها و التعريف بنفسها أكثر من خلال المشاركة في الإشعاع الثقافي بالجزائر.وأضاف السيد ميهوبي بأنه بسوق أهراس يتعين إدراج مواقع خميسة و مادور و حتى مسار القديس أوغستين ضمن مشاريع استثمارية ليتم تثمينها بشكل أفضل قبل أن يدعو إلى السهر على تأمين الموقع الأثري لخميسة. وتعد خميسة (توبورسيكو نوميداروم العتيقة) التي تقع على هضبة تربط ميناء هيبون (عنابة) بتيفاست (تبسة) على مسافة 37 كلم من سوق أهراس مدينة نوميدية أصبحت ملحقة رومانية تحت حكم تراجان في القرن الثاني حيث تتربع على 65 هكتار و توجد بها عدة آثار من بينها على وجه الخصوص منتدى و مسرح. ولدى وصوله مساء أمس الجمعة إلى سوق أهراس عاين السيد ميهوبي الذي سيشرف يوم السبت بعاصمة الولاية على افتتاح الملتقى الدولي "نظرات متقاطعة حول أبوليوس المادوري" المنظم من طرف المحافظة السامية للأمازيغية بسينماتيك المدينة حيث دعا المسؤولين إلى عرض أفلام تاريخية منتجة من طرف وزارتي المجاهدين و الثقافة بهذا السينماتيك من أجل تعريف جمهور سوق أهراس أكثر بتاريخ بلدهم و بالشخصيات اللامعة التي ساهمت في صنع هذا التاريخ. كما اقترح تنظيم بهذا السينماتيك الذي يتسع ل380 مقعد و الذي افتتح في 2012 مهرجان ولائي مخصص لكتاب السيناريو الهواة و دعا كذلك إلى إنشاء نادي للسينما بذات السينماتيك و ذلك من أجل ترقية الفن السابع بهذه المنطقة من الوطن.كما دشن الوزير مساء الجمعة بالقطب الثقافي لسوق أهراس المكتبة الرئيسية قبل أن يضع بعد افتتاح الملتقى الدولي حول أبوليوس حجر الأساس لإنجاز مسرح في الهواء الطلق بعاصمة الولاية. * أبوليوس المادوري ثروة وطنية يتعين تثمينها صرح وزير الثقافة عز الدين ميهوبي يوم السبت بسوق أهراس بأن العلامة الأمازيغي أبوليوس المادوري يعد "قيمة ثقافية أصيلة و ثروة وطنية يتعين تثمينها".وفي مداخلته في افتتاح الملتقى الدولي "تباين الرؤى حول أبوليوس" المنظم بقاعة ميلود طاهري من طرف المحافظة السامية للأمازيغية اعتبر الوزير بأن أبوليوس "يمثل بالنسبة للجزائر مثلما يمثله ويليام شكسبير بالنسبة لإنجلترا و مونتسكيو بالنسبة لفرنسا و نجيب محفوظ بالنسبة لمصر". وبعد تقديمه لأبوليوس على أنه "النوميدي الثائر" المتعلق بأمازيغيته و الذي قاوم التهديد الروماني دعا الجامعيين و الباحثين إلى إنشاء قاعدة بيانات ستشكل مرجعا لتسليط الضوء على مؤلف أول رواية بالعالم "الحمار الذهبي أو المسخ".وأضاف في هذا الصدد بأن أبوليوس على غرار باقي رجال الأدب الجزائريين يتعين أن يكونوا "أكثر حضورا" في الكتب المدرسية من أجل "إعطاء الأجيال الشابة معالم حول تاريخهم" مشيرا في ذات السياق إلى أنه سيتم التطرق لهذا الجانب "مع وزارة التربية". كما أوضح وزير الثقافة بأن قطاعه الوزاري يتجه نحو "تخليد الشخصيات البارزة في تاريخ الجزائر من خلال الأفلام" مضيفا بأن أبوليوس و مسيرته التي ليس لها مثيل و كتبه و أثره في تاريخ الإنسانية يستحقون أن يتم " تخليدهم من خلال فيلم ذو روح جزائرية".كما أردف السيد ميهوبي بأن قطاعه الوزاري "مستعد للتعاون مع المحافظة السامية للأمازيغية في عديد المشاريع الموجهة لتعزيز إبراز الهوية الأمازيغية" كما أعطى الموافقة المبدئية لوزارته على تنظيم ملتقيين حول شخصيتين بارزتين بسوق أهراس و هما الفيلسوف القديس أوغستين و العلامة شهاب الدين التيفاشي الذي عاش في الفترة الممتدة بين 580 و 651 و المعروف بأبحاثه في مجال الجيولوجيا و مؤلفاته في الأدب و الطب. ويجمع الملتقى الدولي "رؤى متباينة حول أبوليوس" الذي سيتواصل إلى غاية يوم الاثنين المقبل و الذي افتتح بقاعة المحاضرات ميلود طاهري بحضور السيدة سامية مسعودي ممثلة الوزير الأول جامعيين من الجزائر و الولاياتالمتحدةالأمريكية و فرنسا و تونس و المغرب. وسيتم بالمناسبة تنشيط عدة مداخلات مخصصة للمؤلف الكبير لأبوليوس "الحمار الذهبي أو المسخ" إضافة إلى الأمازيغية في أعمال أبوليوس و البيئة الاجتماعية و الثقافية لنوميديا و البحر الأبيض المتوسط قديما.