ماذا تقول فرنسا للجزائريين، بعد أن اعتذرت إيطاليا للشعب الليبي الشقيق عن استعمارها له 31 عاما وقررت منحه تعويضا ماديا تكفيرا عما لحق به من معاناة ومآس ونهب لخيراته؟ هل تبقى فرنسا، بعد كل هذا، تتنكر لماضيها الاستعماري في الجزائر طيلة 132 عاما تعرض خلالها الشعب الجزائري لأكبر المآسي وجرد من هويته وسلبت خيراته التي بها بنت فرنسا مجدها؟ من الغرابة أن تتلقى فرنسا اعتذارات ألمانيا عما ألحقته بها ألمانيا النازية، وتقرر إيطاليا تعويض الليبيين عما لحق بهم، وتبقى تتنكر للحقيقة، حقيقة الأرواح التي راحت ضحية الاستعمار الفرنسي الغاشم، والمعطوبين الذين لا زالوا الى اليوم يحملون في أجسادهم الدلائل القاطعة على وحشية الاستعمار،، والضحايا الذين تخلفهم الألغام التي زرعها الاستعمار. إن قائمة ضحايا الاستعمار الفرنسي لم تغلق نهائيا يوم الاستقلال وانسحاب الجيش الاستعماري من أرض الجزائر،، بل مازال الجزائريون يدفعون الثمن جراء الإشعاعات النووية برقان وتمنراست والقنابل المضادة للأشخاص على الحدود. فرنسا اليوم عليها أن تتعظ بدرس وجرأة إيطاليا التي فضلت بناء علاقات جديدة مع الشعب الليبي أساسها طي صفحة الماضي بالتكفير عن الذنب والاعتذار قولا وعملا. وعليها أن تتوفر على الجرأة السياسية للاعتراف بجرائمها ضد الشعب الجزائري خلال فترة الاستعمار، ولم لا تعويض هذا الشعب عما لحق به من دمار وخراب ونهب وتجريد من هوية،، رغم أن التعويضات مهما كان حجمها لن تكون في مستوى الشهداء الأبرار.