تواصلت ردود فعل الطبقة السياسية المنددة بالعملية الإرهابية التي استهدفت تسعة جنود من الجيش الوطني الشعبي بعين الدفلى. ودعت الجزائريين للتحلي باليقظة والالتفاف حول وحدة وطنهم لإسقاط الأجندات الأجنبية التي تحاول زعزعة استقرار الجزائر باستغلال هذه الجماعات الإرهابية. ومن جهته أدان حزب التحالف الوطني الجمهوري الاعتداء الإرهابي الذي استهدف جنود من الجيش الوطني الشعبي يوم السبت الماضي بعين الدفلى، مؤكدا أنه على يقين بالفشل المسبق لمحاولات هذه الجماعات الإرهابية الرامية لضرب استقرار وأمن الجزائر تنفيذا لأجندات. وأضاف الحزب في بيان له أمس، حمل توقيع أمينه العام بلقاسم ساحلي بأن الرد المناسب والحاسم للجيش على مثل هذه الأعمال الدنيئة والجبانة لن يطول كثيرا. وفي هذا السياق، شدد التحالف الوطني الجمهوري على أهمية مرافقة هذه الجهود الأمنية والعسكرية بمزيد من اليقظة الشعبية وتعزيز مقومات الهوية الوطنية لدى الشباب خاصة في بُعدها الروحي بهدف تحصينهم ضد الإغراءات المتنوعة للجماعات الإرهابية. كما جدد الحزب دعوته إلى جميع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية من أجل دعم المساعي التي ما فتئت تبذلها بلادنا على مختلف الأصعدة لتجريم دفع الفدية التي أصبحت تعتبر من أهم مصادر تمويل الجماعات الإرهابية وحلفائها من جماعات الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات والأسلحة، مع ضرورة التفريق بين العمليات الإرهابية وبين حق الشعوب المحتلة في المقاومة المشروعة، وكذا أهمية دعم المجتمع الدولي للمبادرات الجزائرية والإقليمية ذات الطابع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتي من شأنها المساهمة في حل النزاعات التي تعيشها المنطقة في ظل احترام المطالب المشروعة لمختلف أطياف هذه الدول في جو من المصالحة والتآخي والوئام. ودعا الحزب، الشعب الجزائري للتعبير عن وقوفه وتضامنه مع جنود الجمهورية البواسل، وتأكيده على ضرورة تحقيق التفاف أقوى للأمة حول مؤسساتها الأمنية بغية تمكينها من الالتزام بدورها الدستوري الذي تقوم به على أكمل وجه في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة والحفاظ على الوحدة والسيادة الوطنيتين. كما أ دان حزب جبهة الشباب الديمقراطي للمواطنة هذا الاعتداء الإجرامي، موضحا أن العملية جاءت بهدف الترويع وقتل الأبرياء. وأضاف بيان للحزب أن الإرهاب الذي يقترف هذه الأعمال الإجرامية يؤكد على همجية أفراده الذين لا موطن ولا دين لهم. وأكد رئيس الحزب أن تلك العمليات الغاشمة لن تحقق مرادها أبدًا، مثمنا الجهود التي تبذلها عناصر الجيش في مكافحة فلول الجماعات الإرهابية والحفاظ على أمن واستقرار البلاد من التحرشات الأجنبية. كما دعا في هذا السياق كل الجزائريين إلى الالتفاف حول الوحدة الوطنية في ظل الظروف الإقليمية التي تمر بها البلاد لمحاربة كل أشكال التطرف والعنف والإرهاب، حفاظا على استقرار وأمن الوطن. وفي رسالة ضمنية موجهة للشباب، جدد رئيس الحزب دعوته لتوحيد الصف وسد المنافذ على كل المتربصين بالوطن ونبذ كل أشكال العنف والتطرف. تضامن دولي مع الجزائر في مكافحة الإرهاب تواصلت ردود الفعل الدولية المنددة بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف عناصر من الجيش الوطني الشعبي في اليوم الثاني لعيد الفطر بعين الدفلى، حيث عبرت عدة دول وهيئات دولية أمس عن تضامنها مع الجزائر حكومة وشعبا، مجددة دعمها لها في مكافحة آفة الإرهاب إلى غاية القضاء النهائي عليها. ففي هذا الإطار أدان الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي بشدة هذا الهجوم الإرهابي الذي أدى إلى استشهاد عدد من عناصر الجيش الوطني، مؤكدا وقوف الجامعة العربية إلى جانب الجزائر ومساندة كافة الجهود التي تبذلها الحكومة الجزائرية من أجل محاربة الإرهاب والقضاء عليه. وجاء في بيان صحفي للجامعة بأن نبيل العربي قدم في اتصال هاتفي أجراه مع السيد رمطان لعمامرة، وزير الدولة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي خالص تعازيه إلى الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا وإلى أسر الشهداء. من جهتها، أدانت فرنسا الاعتداء الإرهابي الجبان الذي استهدف عناصر الجيش الوطني الشعبي، وأعربت عن دعمها الكامل للجزائر في محاربتها للإرهاب الأعمى. وقدم السيد رومان نادال، الناطق باسم وزارة الفرنسية للشؤون الخارجية في تصريح نقلته أمس سفارة فرنسابالجزائر، تعازي الحكومة الفرنسية لنظيرتها الجزائرية ولعائلات ضحايا هذا الهجوم الجبان، مجددا تضامن فرنسا مع الجزائر وإصرارها على مواصلة تعاونها مع كل الشركاء في مجال محاربة الإرهاب. كما أدانت الحكومة الأردنية أمس الهجوم الإرهابي الجبان، وجددت موقفها الحازم في رفض كافة أعمال العنف والإرهاب. وأكد وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في بيان له "تضامن بلاده مع الحكومة والشعب في الجزائر لمواجهة الإرهاب والعنف الأعمى الذي يستهدف المساس بأمن وسلامة واستقرار البلد الشقيق". وقدم السيد المومني التعازي للحكومة الجزائرية والشعب الجزائري ولأسر الضحايا، وتمنى الشفاء العاجل للجرحى، مجددا بالمناسبة موقف الأردن "الحازم والثابت" في رفض كافة أعمال العنف والإرهاب بجميع أشكالها ومظاهرها. واعتبر الوزير الأردني أن "الإرهاب بات لا يعرف حدودا وأصبح تحديا عالميا ومن واجب الجميع تحمل مسؤولية التصدي لهذه الآفة وليس فقط الحكومات"، مضيفا بقوله "باستطاعتنا جميعا أفرادا ومؤسسات فكرية واجتماعية وعلمية وثقافية وهيئات مجتمع مدني ومرجعيات دينية مجابهة الفكر المتطرف للإرهابيين والمتطرفين". وكانت كل من مصر وتونس قد أدانتا أول أمس الاعتداء الارهابي الجبان على عناصر من الجيش الوطني الشعبي بعين الدفلى، كما جددتا تضامنهما مع الحكومة والشعب الجزائريين ومساندتها للجهود المشتركة من أجل التغلب على ظاهرة الارهاب والقضاء عليه نهائيا. من جهتها، أدانت إسبانيا "بأشد العبارات" الاعتداء الإرهابي، وجاء فى بيان صحفي أن "الحكومة الإسبانية تقدم خالص تعازيها لعائلات ورفقاء الضحايا وإلى الشعب والجيش والسلطات الجزائرية وتتمنى الشفاء العاجل للجرحى". وأضاف البيان أن الحكومة الإسبانية تجدد التأكيد على "دعمها الكامل" للسلطات الجزائرية فى مكافحة الارهاب وتأمل أن "ينال منفذو هذه الجريمة البشعة عقابهم". كما أدانت مملكة البحرين "بشدة" الهجوم الإرهابي، حيث ذكرت وزارة الخارجية البحرينية - فى بيان بثته وكالة الأنباء البحرينية "بنا" امس الاثنين - "أن هذه الجريمة النكراء تتنافى مع القيم الإنسانية والأخلاقية وجميع الشرائع السماوية كافة". كما أكدت على "تضامن البحرين مع الجزائر في مكافحتها للإرهاب ودعمها لما تتخذه من إجراءات بهدف تعزيز أمن وسلامة المواطنين وترسيخ الاستقرار في كافة أنحاء البلاد" مطالبة ببذل المزيد من الجهود الإقليمية والدولية للقضاء على الإرهاب بكافة أشكاله. للتذكير، فقد أعلن البيان الصادر عن وزارة الدفاع الوطني مقتل تسعة جنود وجرح اثنين آخرين مساء يوم الجمعة الماضية إثر تعرضهم لإطلاق نار من طرف مجموعة إرهابية بولاية عين الدفلى، مشيرا إلى أنه فور وقوع هذه الجريمة "تم تطويق المنطقة ومباشرة عملية تمشيط واسعة ومطاردة هؤلاء المجرمين واكتشاف مخابئهم وتدميرها".