أكدت كل من الجزائروإيطاليا أمس، أنه ينبغي على الليبيين ”تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة الصلاحيات” لمواجهة التحديات التي يواجهها هذا البلد، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، مع وزير الشؤون الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني. فقد سجل الجانبان في هذا الصدد تطابق الرؤى بين البلدين حول ضرورة التوصل بشكل سريع إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية تتمتع بصلاحيات واسعة، تسمح لها برفع التحديات العديدة التي يواجهها هذا البلد”، حسبما أفاد به بيان للقطاع الوزاري للسيد مساهل. وأضاف البيان أن الوزيرين تطرقا إلى ”الوضع في ليبيا في ظل آخر التطورات الحاصلة بشأن هذه المسألة والجهود التي يبذلها البلدان في دعم مسار المفاوضات تحت إشراف منظمة الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل الأزمة في هذا البلد”. ويندرج الاتصال الهاتفي بين الوزيرين في ”إطار المشاورات الدائمة بين البلدين على كافة الأصعدة حول كل المسائل ذات الاهتمام المشترك”، حسب البيان. وسبق لرئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أن أكد نهاية شهر ماي الماضي، خلال ندوة صحفية عقدها رفقة الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، بروما، على وجود تعاون كبير بين بلاده والجزائر في مجال معالجة الوضع في ليبيا حتى لا تصبح مكانا باعثا للقلق يقترن بالاتجار بالبشر وعالم الجريمة. وأشار رئيس الوزراء الإيطالي، إلى أن الجزائر أظهرت قدرتها على تصدير الأمن والاستقرار إلى شمال إفريقيا وغيرها من الأماكن. وفي إطار تنسيق الجهود الثنائية لتسوية الأزمة الليبية، فقد شارك البلدان في عدة لقاءات لبحث الأزمة الليبية، كما كان الأمر مع مشاركة السيد مساهل، في لقاء ثلاثي حول ليبيا بروما شهر أفريل الماضي، ضم أيضا وزيري خارجية إيطاليا ومصر. وقد تم التأكيد في هذا الصدد على ضرورة التوصل إلى الاستقرار عبر الحوار والحل السياسي، إلى جانب مرافقة جهود الأممالمتحدة الرامية إلى الخروج بإجماع حول حكومة وحدة وطنية. وكان السيد مساهل، قد صرح في هذا الصدد بالقول ”الإشارات التي يوجهها لنا أشقاؤنا الليبيون بشتى توجهاتهم باستثناء الإرهابيين المدرجين من قبل الأممالمتحدة على قائمة المنظمات الإرهابية تعكس إرادة الليبيين في التوصل إلى تسوية الأزمة التي تهدد بلدهم عن طريق الحوار والسياسة”. كما أكد الوزير مساهل، أنه ”ليس هناك أفضل” من تنسيق الجهود مع إيطاليا من أجل ”مرافقة الليبيين في جهودهم للخروج من الأزمة” عن طريق حوار شامل يسمح في مرحلة أولى بتشكيل حكومة وحدة وطنية مثلما اقترحته منظمة الأممالمتحدة. وكانت إيطاليا قد أكدت دعمها لمبادرة الجزائر من أجل إيجاد حل سلمي في ليبيا من خلال دعوة الفرقاء الليبيين للجلوس حول مائدة الحوار. ورفض كل تدخل أجنبي في هذا البلد، وتشجيع الحوار الشامل الذي يسمح بالتوصل إلى حل سياسي يسمح بعودة الاستقرار والسلم إلى ليبيا. وكان وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، قد أكد خلال الزيارة التي قام بها إلى الجزائر شهر فيفري الماضي، دعم بلاده لجهود الجزائروالأممالمتحدة لإطلاق حوار بين فرقاء الأزمة. مشيرا إلى ضرورة التوجه نحو مصالحة تجمع كل الأطراف الليبية.