تزدهر الحياة الثقافية مع حلول الشهر الفضيل بقسنطينة، هذه المدينة المعروفة بتراثها العلمي والفني العريق وبتقاليدها الراسخة في القدم والتي لم تنل رياح التغيير منها.رمضان في قسنطينة بطعم آخر، وبأجواء نشيطة وبثقافة لا تصوم. برمجت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بولاية قسنطينة خلال شهر رمضان أزيد من 1620درسا عبر مختلف مساجد الولاية، وكذا 124 محاضرة وندوة في المراكز الثقافية ودور الشباب والمساجد وحتى في مؤسسة إعادة التربية، إضافة الى برمجة 99 نشاطا متنوعا بين دورات علمية وأمسيات للقراءات القرآنية والدينية، بحضور مشاركين من داخل وخارج الوطن. فمسجد "الأمير عبد القادر" سيعرف برنامجا متميزا يتمثل في مجالس الذكر وهي مجالس علمية ودينية لدراسة أمهات الكتب في مختلف الاختصاصات الشرعية لا سيما الجانب الفقهي فيها، ويؤطر هذه المجالس أساتذة ومختصون متشبعون بعلوم الدين وقواعده. كما يعرف المسجد نشاطا آخر خاصا بالندوات الأسبوعية كل خميس بعد صلاة الظهر ويطلق عليها "ندوة الخميس" تتطرق للعديد من المواضيع منها مثلا "رمضان محطة إيمانية وفرصة عمر"، و"خُلق النبي (ص) وأحواله في شهر رمضان"، "شهر رمضان شهر تأييد ونصره من الله للمؤمنين" و"كيف نحافظ على مكاسب رمضان"، وتضاف هذه الندوات الى الدروس المقدمة يوميا بين صلاتي المغرب والعشاء بالمسجد الذي لبس حلة جديدة في رمضان خاصة في ساحته الخارجية ليستقبل حوالي 35 ألف مصلٍّ بالساحة المجاورة للمسجد وحوالي 12 ألف مصلٍّ داخل المسجد. من جهته يستقبل معهد القراءات "ابن باديس" خلال شهر رمضان الحالي العديد من النشاطات على غرار المجالس العلمية التي تحمل اسم "نادي العلماء" وهي لقاء نصف شهري ينشطه أساتذة ومختصون ويهتم بمناقشة وإعادة عرض رسائل جامعية نوقشت من قبل بهدف الاستفادة منها وتكوين أئمة القطاع وخدمة طلاب العلم الشرعي. وباعتبار رمضان شهر الرحمة فقد بادرت المديرية إلى عمل الخير المتمثل في فتح 8 مطاعم لاستقبال عابري السبيل والمحتاجين، وكذا كسوة وختان الأطفال، وقد خصص مجلس "سبل الخيرات" التابع للمديرية ما يقارب 4 آلاف كسوة توزع قبل العيد، إضافة الى زكاة الفطر.