مازالت مصادر المخابرات الأمريكية، تصر على التأكيد في كل مرة على تواجد فعلي لعناصر القوات الروسية فوق الأراضي السورية في تحذيرات مبطنة باحتمال تحول هذا البلد إلى ساحة لصراع الأقوياء بدعوى محاربة تنظيم الدولية الإسلامية، ولكن بخلفية المحافظة على مصالحها في هذا البلد وكل منطقة الشرق الأوسط. وإذا كان مسؤولون أمريكيون أكدوا إلى حد الآن على احتمال نشر موسكو لقواتها في سوريا إلا أنها عادت أمس، لتؤكد على تواجد أكثر من 200 عنصر من القوات الخاصة الروسية في مطار مدينة اللاذقية السوري. وحسب هذه التأكيدات فإن عدد الجنود الروس ما انفك يرتفع من يوم لآخر وهم بصدد تهيئة هذا المطار لإنزال الطائرات الروسية مستقبلا. ويصر المسؤولون الأمريكيون على مواقفهم رغم التفنيدات المتلاحقة التي ما انفك يبديها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي نفى كل وجود عسكري روسي في سوريا باستثناء الوحدات العاملة في قاعدة طرطوس على البحر المتوسط. وتزامنت هذه التسريبات مع وصول طائرتين عسكريتين روسيتين أمس، إلى مطار مدينة اللاذقية محملتين بمساعدات إنسانية لسوريا قدرت ب80 طنا من المساعدات منحتها السلطات الفيدرالية الروسية للشعب السوري. وتأتي هذه الاتهامات المبطنة في وقت أكدت فيه وزارة الخارجية الأمريكية أول أمس، أنها سترحب بدور روسي "بنّاء" في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، ولكن شريطة أن لا تسعى فعل ذلك من أجل تعزيز الرئيس بشار الأسد. وأكد الرئيس الامريكي باراك أوباما، أن استراتيجية روسيا في سوريا التي تعتمد على مقاربة دعم نظام الرئيس بشار الأسد، فشلت رغم اعترافه أن موسكو تقاسم بلاده نفس إرادة محاربة التنظيمات الإرهابية. وأضاف الرئيس أوباما، في تصريح أدلى به في قاعدة في قاعدة "فور ميد" بولاية ميريلاند، في شرق الولاياتالمتحدة أن فيدرالية روسيا إذا كانت مستعدة للتعاون معنا ومع 60 دولة منضوية تحت لواء التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، حينها سيكون هناك إمكانية للحديث عن اتفاق سياسي انتقالي في سوريا. وتأسف الرئيس الأمريكي أن روسيا مازالت تعتقد أن الرئيس الأسد، شخص يجب دعمه للوقوف في وجه تنظيم الدولة الإسلامية مما جعله يؤكد باتجاه السلطات الروسية بقوله "لا يمكنكم مواصلة تطبيق إستراتيجية محكوم عليها بالفشل". وكان الرئيس الامريكي، يرد على طلب روسي باتجاه التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة للتعاون مع السلطات السورية من أجل تنسيق ضرباته ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.