استحدثت بلدية الجزائر الوسطى بالعاصمة، أول مؤسسة عمومية ذات طابع اقتصادي وتجاري، مهمتها تسيير أملاك البلدية وتحسين المحيط، وذكر رئيس البلدية السيد عبد الحكيم بطاش، ل "المساء" أن تأسيس هذه المؤسسة كان ضرورة ملحة، أملتها عدة ظروف منها، عدم التحكم في تحصيل الأملاك المؤجرة، ومنها 2800 مسكن، وحوالي 300 محل، وكذا شكاوى المواطنين المتعلقة بوضعية الحدائق والمساحات الخضراء التي تمثل جزءا من محيط ووجه قلب العاصمة. وأكد محدثنا أن هذا المكسب جاء نتيجة تقديمه لتقرير مفصل حول هذه الأملاك لوالي العاصمة السيد عبد القادر زوخ، الذي اقتنع بضرورة استحداث هذه الهيئة العمومية بصيغة "مؤسسة ذات طابع اقتصادي وتجاري" (EPIC) التي نراها على مستوى الولايات وليست البلديات. وفي هذا الإطار أوضح محدثنا أن عملية تحصيل الإيجار الذي تقوم به مصالح الخزينة العمومية لا تتجاوز 30 بالمائة، مشيرا إلى صعوبة تحقيقها، وأن تبعية البلدية لهذه المصلحة جعلها تضيّع أموالا طائلة مقابل استغلال أملاكها، خاصة ما تعلق بالمحلات التي تترتب على مستغليها ديون تتراكم منذ سنوات، وأن هناك تجارا متابعون قضائيا جراء تهربهم من دفع مستحقات البلدية. وتعد مؤسسة تسيير أملاك البلدية وتحسين المحيط للجزائر الوسطى أول نموذج على المستوى الوطني، بالنظر ل"الطبيعة القانونية" وصلاحيات التصرف في أموال البلدية وتحصيلها، حيث يترأس مجلس إدارتها رئيس البلدية، وتتكون من عدة مصالح تخدم المهام المنوطة بها. ويتوقع السيد بطاش، أن تحقق بلدية الجزائر، بعد استرجاع صلاحيات تحصيل مستحقات الإيجار مبلغا يناهز 30 مليار سنتيم سنويا، مما يدعم صندوق البلدية خارج الميزانية المخصصة من طرف ولاية الجزائر. وبشأن تسيير الحدائق العمومية، ذكر السيد بطاش، أنه طلب من والي العاصمة الموافقة على استرجاع ملكيتها من مؤسسة تطوير المساحات الخضراء "أوديفال" لفائدة البلدية، قصد الاعتناء بها من حيث التهيئة والتسيير، وفي هذا الإطار ذكر المسؤول أن هذه المؤسسة الجديدة التي تضم في تنظيمها الهيكلي مصلحة تحسين المحيط وتسيير المساحات الخضراء، ستقوم بتكوين أعوان في مختلف المهام، منها الحراسة، النظافة، والبستنة، كما تسعى البلدية إلى استحداث أكشاك لبيع مختلف الضروريات التي يحتاجها مرتادو الحدائق العامة من بينها حديقة بيروت، الحرية، صوفيا، تيفاريتي، وتحسين مدخول البلدية.