أثارت تصريحات بن كارسون، المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية شهر نوفمبر من العام القادم، والتي عارض من خلالها وصول شخصية مسلمة لقيادة الولاياتالمتحدة انتقادات واسعة من طرف المرشحين الآخرين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري. وأكدت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة والمرشحة لخوض السباق إلى البيت الأبيض باسم الحزب الديمقراطي أنها لا ترى مانعا في أن يتقلد مسلم رئاسة الولاياتالمتحدة. وقالت كلينتون إنه "ليس مطلوبا إجراء اختبار في الدين كأحد الشروط لتولي منصب عام في الولاياتالمتحدة، وذلك بالاستناد إلى الدستور الأمريكي الذي يؤكد أنه "لا يجوز أبدا اشتراط امتحان ديني كمؤهل لتولي أي منصب رسمي أو مسؤولية عامة في الولاياتالمتحدة. وطالبت منظمة أمريكية مسلمة تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية في أول رد فعل على هذه التصريحات العنصرية من كارسون، الانسحاب من السباق الرئاسي. كما أعرب السيناتور بيرني ساندرز، أحد منافسي كلينتون، عن خيبة أمله من تصريحات الجراح المتقاعد وقال إن الأمر استغرق وقتا طويلا لتجاوز الأمريكيين الانحياز ضد انتخاب كاثوليكي أو أسود لمنصب الرئاسة، وأضاف أنه "ينبغي انتخاب الأشخاص للرئاسة على أساس أفكارهم وليس على أساس دينهم أو لون بشرتهم. وهو الموقف الذي أيده السيناتور ليندسي غراهام، وأحد مرشحي الحزب الجمهوري لانتخابات العام القادم عندما وجه فيها انتقادات لاذعة لكارسون، وقال "إنه ليس أهلا لتولي قيادة الولاياتالمتحدة أو أن يكون قائدا أعلى. وأضاف أن "الولاياتالمتحدة هي فكرة لا يحتكرها دين بعينه ويتعين على كارسون، الاعتذار للمسلمين الأمريكيين لأنه إذا كان طبيبا جيدا إلا أنه لن يكون أهلا لقيادة أمة عظمى. وكان كارسون جراح الأعصاب المتقاعد الذي يحتل حاليا المركز الثالث بين المرشحين عن الحزب الجمهوري في نتائج استطلاعات الرأي قال زاعما إنه "لا يؤيد تولي مسلم رئاسة الولاياتالمتحدة لأن مبادئ الشريعة الإسلامية لا تتماشى مع مبادئ الدستور الأمريكي".