اختارت السيدة كنزة حمزاوي، مربية نحل من ولاية البليدة، أن تستغل معارفها العلمية بعد تخرجها من الجامعة في تطوير تربية النحل التي أمضي فيها والدها من العمر عتيا، وبحكم أن تربية النحل كانت من بين المهن التي تستهويها منذ الطفولة، قررت التخصص في مجال تربية الملكات والغذاء الملكي. تقول الحرفية كنزة التي التقتها "المساء"، بمعرض أقيم مؤخرا في بلدية القبة عن تربية النحل، أنها لم تعد حكرا على الرجال، ففي الوقت الذي نعيش خلالها، لم يعد هناك ما يسمى بالمهنة الرجالية أو النسائية، وإنما أصبحت العبرة بالكفاءة، وعلى الرغم من أن تربية النحل تنطوي على العديد من الصعوبات، خاصة فيما يتعلق بترحيل النحل إلى أماكن بعيدة، لتمكينها من الرعي، إلا أن هذا لا يحبط من العزيمة لتوفر إمكانيات النقل والتنقل وتعلق؛ "العمل الميداني صعب، لكنه غير مستحيل لأنه يتطلب تحمل بعض المشاق لا أكثر ولا أقل وبحكم أنني محضوضة كوني من عائلة امتهنت تربية النحل، كنت في كل مرة اخرج رفقة أفراد أسرتي إلى العديد من الولايات، على غرار البيض لتمكين النحل من الرعي وأقوم بمهمتي المرتبطة بالنحلة الملكة التي تعتبر أساس الخلية والسر في نجاح تربية النحل وتوفر العسل". احتاجت الحرفية كنزة إلى الخضوع لبعض التكوينات في مجال تربية النحل، حيث قالت: "الخبرة الواسعة التي يملكها والدي في مجال تربية النحل مكنتني من التحكم في الحرفة، غير أنني كنت بحاجة إلى المزيد من التكوينات التي ساعدتني على اختيار تخصصات أبدعت فيها، ويتعلق الأمر بتربية الملكات والغذاء الملكي، فتربية النحل لم تعد تسير بالطريقة التقليدية، بالنظر إلى التطور الكبير الذي تعرفه والذي يتطلب منا توفر عنصر السرعة، لذا فإن إعداد خلية منتجة أصبح يتطلب التدخل للإشراف على بعض الأمور داخل الخلية، كتأمين ملكة ملقحة لتعطي نحلا منتجا، انطلاقا من هذا، أحاول أن أوفر هذه النحلة لضمان إنتاج ناجح"، الجمع بين المعارف العليمة وتربية النحل، فتح الباب لعدد كبير من خرجي الجامعات للالتحاق بهذه المهنة، تقول الحرفية كنزة وتضيف؛ "وخير مثال على ذلك أن بعض الشباب والشابات طلبوا مني تمكينهم من عنوان الجمعية المكلفة بتربية النحل على مستوى ولاية البليدة، ليقتحموا هذا العالم المفعم بالحياة"، مشيرة إلى أن تربية النحل كمهنة لم تعد تقتصر فقط على إنتاج مادة العسل فقط وإنما أصبحت تحوي العديد من التخصصات، كتلك الموجهة للجانب العلاجي والجمالي وحتى الجانب التجميلي من مادة الشمع. وحول رأيها عن مستوى الوعي لدى عامة الناس حول القيمة الغذائية لمادة العسل كغذاء وليس دواء، أفادت محدثتنا بأن المعارض الكثيرة التي أصبحت تقام في مختلف البلديات بمبادرة من بعض الجمعيات، ساهمت إلى حد كبير في رفع الوعي وتغيير بعض الأفكار الخاطئة، وإن كان الإشكال الوحيد الذي لا نزال نعاني منه ونجد صعوبة فيه؛ إقناع المواطنين بالسعر الذي لا نتدخل في تحديده وإنما تلعب فيه تقلبات الطقس دورا بارزا في الرفع من قيمته، وهو أمر يصعب الإقناع به، مشيرة إلى أن سعره عند المربي يتراوح بين 2200 و4000 دينار.