دعا المشاركون في فعاليات الملتقى الدولي الخاص ب "دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الحفاظ على اللغة العربية وأثره في الهوية اللغوية"، الذي نظم أول أمس بقصر الثقافة مالك حداد، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية إلى ضرورة الحفاظ على اللغة العربية باعتبارها تمثل جزءا من الهوية، وذلك من خلال تفعيل مشروع جمعية العلماء المسلمين ومنهجها في البعد اللغوي ومدى الفعالية التي يمكن أن يضمها المشروع في ظل معطيات جديدة ومتغيرات أخرى. عرف الملتقى إلقاء العديد من المحاضرات الهامة على غرار محاضرة للدكتور عبد الجليل مرتاض من جامعة تلمسان، تطرق فيها إلى موضوع "اللغة العربية في أحضان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، تناول فيها إسهام جمعية العلماء في صيانة اللغة العربية الفصيحة أمام المد الفرنكفوني، الحرب الاستعمارية الممنهجة التي استهدفت لغة الضاد في الجزائر. كما أشار إلى مكانة هذه اللغة وارتباطها دوما بالهوية العربية مشرقا ومغربا. أشار المحاضر في السياق إلى أن جمعية العلماء تبنت مشروعها التعليمي المتمثل في بناء المدارس والمعاهد من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، مع الحرص على تعليم اللغة الفصحى ونشرها وإحيائها وتحبيبها للناشئة، وهنا أكد الدكتور مرتاض أن ثمار ذلك المشروع التعليمي تأتت لاحقا من خلال بلورة الهوية الوطنية ووحدة البلاد والعباد، ليتم التصدي لكل العوائق حتى الوصول إلى إنجاز أهم مشروع وطني وقومي متمثلا في إطلاق ثورة أول نوفمبر. للإشارة، فقد تمت خلال فعاليات هذا الملتقى الذي اختتمت أشغاله أمس الأربعاء بمشاركة أساتذة محاضرين من 24 جامعة ومركز، منتشرة عبر الوطن، لمناقشة البعد اللغوي في فكر أعضاء الجمعية، وتقييم منهجهم في التأسيس لسياسة لغوية قائمة على تعليم القرآن الكريم وعلوم اللغة العربية، حيث حاول هؤلاء تقديم بعض الحلول لتحديات تعيشها اللغة العربية حاليا، وإعطاء السبل الكفيلة بجعلها تقف ندا للند أمام اللغات الحية الأخرى. من بين المحاضرات التي قدمت، هناك محاضرة عن "سياسة الاستئصال اللغوي بالجزائر في الوثائق والكتابات الرسمية الفرنسية" للدكتور نذير طيار من جامعة قسنطينة ومحاضرة أخرى حول "استراتيجية العنونة في تفسير الإمام ابن باديس بين جمالية الهندسة وفاعلية التبليغ" للدكتور عبد الحفيظ شريف من جامعة برج بوعريريج. كما قدم كل من الدكتور اسعد السمحراني من جامعة بيروت محاضرة بعنوان "لماذا اعتنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالعربية؟ قراءة من مرجعية ابن باديس والإبراهيمي"، لتليها محاضرة للمغربي الدكتور علي القاسمي حول "الإمام ابن باديس وريادة النهضة العربية".