كشف السفير الفلسطيني، لؤي عيسى، أن السلطة الفلسطينية تعتزم التقدم بطلب إلى الأممالمتحدة لطرد إسرائيل من الجمعية العامة الأممية إضافة إلى طلب اعتراف حكومة الاحتلال بدولة فلسطين. وقال السفير الفلسطيني، أمس، بمقر سفارة بلاده بالجزائر، بمناسبة إحياء الذكرى ال11 لوفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والذكرى ال27 لإعلان الدولة الفلسطينيةبالجزائر، إن هذه الخطوة تأتي في إطار المقاومة الشعبية السلمية التي تشكل أداة الفلسطينيين لمواجهة المحتل الإسرائيلي وأضاف أن "كل من يخرج عن هذه الأداة يريد أن يخرج عن هذه الهبة". ورفض السفير الفلسطيني في سؤال ل"المساء" تسمية ما يجري في الأراضي الفلسطينية حاليا بأنها "انتفاضة جديدة" وفضل تسميتها ب"هبة شعبية" يقودها شباب وفتيان ضاقوا ذرعا بالحيف الإسرائيلي المسلط عليهم. وأكد أن القيادة الفلسطينية لا تريد جر الشارع الفلسطيني في الوقت الحالي إلى ما وصفه ب«المربع العسكري" باعتباره نقطة قوة المحتل الإسرائيلي الذي يمتلك كل العتاد والوسائل العسكرية الحديثة وأيضا لأن القيادة الفلسطينية لا تريد أن يسمى الفلسطينيون "إرهابيين" مما يعطي الحق لإسرائيل في القتال بذريعة الدفاع عن النفس. وهو ما جعل السفير الفلسطيني يتساءل عن الجهة التي لها مصلحة في اندلاع هذه الانتفاضة ؟ التي اعتبر أنه لا يمكن مقارنتها بانتفاضة الأقصى الاولى والثانية من منطلق أن "مياه النهر لا تمر مرتين بنقطة واحدة" ولكل انتفاضة وهبة جماهيرية خصوصياتها ووسائلها المبتكرة. غير أن لؤي عيسى الذي أكد أن القيادة الفلسطينية لا تزال على العهد وتسير على نفس الدرب الذي سار عليه من قبل الراحل ياسر عرفات، أكد أن المرحلة القادمة ستكون صعبه بكل ما ستحمل من حصار إسرائيلي مشدد ومزيد من القيود والتضييق على الفلسطينيين. وهو ما جعله يؤكد على ضرورة تقديم مزيد من الدعم للشعب الفلسطيني من خلال العمل على توحيد صفوفه وليس تكريس الانقسام وتشتيته في هذا البلد وذلك بذرائع وحجج مختلفة تسعى من خلالها دول أو أطراف إقليمية إلى خدمة مصالحها أكثر من خدمة القضية الفلسطينية في حد ذاتها. وفي هذا السياق، أكد السفير الفلسطيني أنه وخلال لقائه المسؤولين الجزائريين حملهم أمانة الشراكة المنصوص عليها بدءا من بيان الفاتح نوفمبر الذي أكد أن استقلال الجزائر يبقى منقوصا دون استقلال فلسطين. وقال إن الثورة الفلسطينية هي المرحلة الثانية من الثورة الجزائرية وبالتالي فهي بحاجة إضافة إلى الدعم الرسمي الثابت والدائم إلى دعم شعبي جزائري كبير لتمكين الشعب الفلسطيني المكافح على أرضه من مواصلة الصمود والدفاع عن أرضه ومقدساته وأكثر من ذلك الدفاع عن أمة عربية وإسلامية بأكملها. من جانبه، أكد أبو هاشم أمين سر إقليم حركة "فتح" بالجزائر عن تمسك هذه الأخيرة بمطالبها وفي مقدمتها المطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع الحكومة الإسرائيلية بما فيها اتفاق أوسلو إضافة إلى رفض الرجوع إلى مفاوضات السلام في شكلها السابق. مع التمسك بضرورة توحيد الصف الفلسطيني وتطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية. وهي نفس المطالب التي رفعها محمد حمادة ممثل الجبهة الديمقراطية الفلسطينيةبالجزائر الذي دعا إلى دعم الانتفاضة الجارية بالأراضي المحتلة وتطويرها للتوصل إلى انتفاضة شعبية عنوانها "الشعب يريد إنهاء الاحتلال". للإشارة، فان إحياء الذكرى ال11 لوفاة الزعيم الفلسطيني أبو عمار عرفت حضور ممثلين عن عدة أحزاب سياسية جزائرية على غرار التجمع الديمقراطي وجبهة القوى الاشتراكية وحزب العمال ورئيس جبهة الجزائر الجديدة وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني الجزائري الذين تقاطعت تدخلاتهم في مواصلة الدعم والتأييد للقضية من خلال تطبيق مقولة الرئيس الراحل هواري بومدين الجزائر مع فلسطين "ظالمة أو مظلومة".