تحولت أسواق قسنطينة، مع اقتراب شهر رمضان المبارك، إلى لوحة فنية تعكس روح الشهر الفضيل هذا العام، حيث غزت الأقمشة المزينة برسومات رمضانية الأسواق، لتصبح موضة جديدة تتهافت عليها النساء، لتجديد ديكور منازلهن باستخدام شراشف وستائر تحمل رموزاً، مثل الفوانيس، الهلال، وكتابات بالخط العربي وغيرها. لكن الأمر لم يقتصر على شراء الأقمشة الجاهزة المعروضة في الأسواق فقط، بل تعداه إلى ظهور فتيات مبدعات، اتخذن مواقع التواصل الاجتماعي لعرض ما تصنعه أناملهن بهذه الأقمشة، التي تتناسب مع أجواء رمضان. تبدأ النساء في قسنطينة، كغيرهن ومع بداية شهر شعبان، بالبحث عن أحدث التصاميم الرمضانية، حيث تقمن بزيارات متكررة إلى الأسواق، بينما تفضل أخريات تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، لاكتشاف الإبداعات الجديدة، والتي تخص بالدرجة الأولى تجديد ديكور المنزل قبل رمضان، هذه الاستعدادات ليست مجرد روتين، بل هي طقس سنوي يعكس تعلق النساء بتراثهن وتقاليدهن، فالأمهات يعلمن بناتهن كيفية اختيار الأقمشة المناسبة، وكيفية تنسيق الألوان لتعكس أجواء الشهر الفضيل. فالعديد من النساء ممن التقت بهن "المساء"، عبرن عن أن تغيير ديكور المنزل قبل رمضان، يساعدهن على الشعور بالاستعداد الروحي للشهر الكريم، فالأقمشة الرمضانية ليست مجرد قطع قماش، بل وسيلة لتعزيز الشعور بالفرح والارتباط بروحانية الشهر. تصاميم تجمع بين التراث والحداثة تميزت الأقمشة الرمضانية، التي غزت أسواق المدينة هذا العام، بتصاميم مثيرة تجمع بين الزخارف الإسلامية التقليدية والألوان العصرية الزاهية، حيث أن أغلب الأقمشة بها فوانيس ملونة وهلال مطرز بخيوط ذهبية، فكل قطعة تحمل في طياتها رسالة فرح واستعداد لاستقبال الشهر الكريم، ما أعطاها طابعاً فريداً يجذب الأنظار، وهو الحال بالنسبة للألوان الزاهية، مثل الأزرق الفيروزي، الأحمر القرمزي، والأخضر الزمردي، والتي أصبحت الأكثر طلباً، إذ تعكس هذه الألوان أجواء الفرح والبهجة التي يتميز بها رمضان. من المطبخ إلى غرف الاستقبال لم تعد الأقمشة الرمضانية مقتصرة على شراشف المطابخ فقط، بل امتدت لتشمل ستائر غرف الاستقبال، مفارش الطاولات، وحتى وسائد الجلوس، مما يعطي المنزل طابعاً رمضانياً متكاملاً، إذ بات هذا التنوع في الاستخدام يعطي المنزل طابعاً رمضانياً متكاملاً، حيث تتناغم جميع العناصر معا، لخلق أجواء مريحة وملهمة تعكس روحانية الشهر الفضيل. مبدعات يعرضن على منصات التواصل مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت فتيات قسنطينيات، كغيرهن من فتيات باقي الولايات، اللائي اتخذن صفحات "فيسبوك" و«إنستغرام" وغيرها، لنشر صور وفيديوهات لتصاميمهن الفريدة، مما جعلهن محط أنظار الكثير من المتابعات، حيث نجحن في تحويل هوايتهن في التصميم والخياطة إلى مشاريع تجارية صغيرة، من خلال طلبات مخصصة وتوصيلها إلى المنازل، إذ لاقت التصاميم الخاصة بأقمشة رمضان إقبالا كبيرا من النساء، خلال هذه الفترة، خاصة وأن الفتيات ينشرن نصائح حول كيفية تنسيق الأقمشة، ويشاركن تجاربهن الشخصية في استقبال رمضان، مما يخلق مجتمعاً افتراضياً مليئاً بالإلهام والدعم المتبادل. بيع الأقمشة الرمضانية عزز الاقتصاد المحلي ساهم انتشار الأقمشة الرمضانية، حسبما أكده العديد من التجار، في تنشيط الحركة التجارية في أسواق قسنطينة، حيث بات البائعون المحليون يشهدون إقبالاً كبيراً على هذه المنتجات، بل وبات الطلب متزايدا عليها، من خلال طلبيات حول تخصيص ألوان معينة وتصاميم معينة، تتناسب وديكور المنازل وبمقاسات مختلفة. من جهتها، أجمعت بعض النسوة ممن التقت بهن "المساء"، على أن استخدام الأقمشة الرمضانية في تجديد المنزل يساهم في خلق أجواء مريحة وملهمة، تعكس روحانية الشهر الفضيل، حيث قالوا إن الألوان الزاهية والتصاميم الفريدة تساعد على تعزيز الشعور بالفرح والاستقرار النفسي، فيما أكدت أخريات أن اقتناءهن لهذه الأقمشة وتخصيصها لديكور المطبخ، يعد نقطة انطلاق لتجديد شامل لمطابخهن، من خلال شراء أوانٍ جديدة تتوافق مع الألوان وحتى التصاميم الموجودة بتلك الاقمشة، حرصا منهن على تناسق ديكور المطبخ.