وزّعت أمس بمديرية الثقافة لقسنطينة، الدفعة الأولى من الكتب الصادرة بمناسبة تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"، والتي تقدّر بحوالي 26 ألف كتاب، موزّعة على 80 عنوانا، تم ترتيبها وجردها وإحصاؤها من طرف لجنة مختصة، استفادت منها في المرحلة الأولى 14 ولاية من شرق البلاد من أجل توزيعها على المؤسسات الثقافية والتعليمية، كل حسب حاجته. ووصف وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي - الذي أشرف على العملية بمعية رئيس دائرة الكتاب والأدب بمحافظة التظاهرة، ياسر عرفات قانة - هذه العملية بالرمزية، مضيفا أنّها تمثّل 30 % من الكتب المرشّحة للنشر والتي أصبحت جاهزة للتوزيع عبر مختلف المكتبات العمومية، لتتمكّن مختلف شرائح المجتمع من مثقفين وطلبة من الإطلاع على هذه العناوين. وفي هذا السياق، طلب الوزير من بقية الناشرين استكمال طبع بقية الأعمال المرشّحة للنشر والمقدّرة بحوالي 500 عنوان قبل نهاية التظاهرة، مضيفا أنّ هناك معايير تمّ اعتمادها لتوزيع هذه الكتب على كلّ ولاية ومن بينها عدد المكتبات وعدد السكان في كلّ منطقة، وقال إنّ المضامين تخصّ قسنطينة في ثلاثة أرباعها وأنّ هناك عناوين جديدة المضامين وهناك عناوين تمّ إعادة طبعها باللغتين العربية والفرنسية بسبب أهميتها، ليضيف أنّ المرحلة الحالية، هي مرحلة حصاد مختلف البرامج التي تمّ تسطيرها قبل انطلاق تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية". وتضمّ العناوين الموزّعة، والتي قدّمت كهبة من طرف 42 دار نشر وطنية، العديد من العناوين الهامة على غرار كتاب "من تاريخ بلد الجزائر" الذي يضم 9 أجزاء ل«أبو القاسم سعد الله" وكتاب "مقاومة أحمد باي من الأوراس إلى قسنطينة". وزار وزير الثقافة خلال زيارته إلى قسنطينة، جناح الفنان التشكيلي، أمين خوجة بقصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، كما تفقّد قاعة السينما "سينما تك". وأشرف بدار الثقافة "مالك حداد" على مراسم تنصيب مدير الثقافة الجديد السيد عبد الله بوقندورة، خلفا للسيد جمال فوغالي المعيّن بدوره على رأس مديرة الثقافة لبومرداس. وأكّد الوزير على ضرورة استمرارية العمل من أجل إعطاء ديناميكية أكثر لهذا القطاع الحساس، حيث قال إنّ هذه التغييرات، تدخل في إطار سياسة تفعيل النشاط الثقافي بالمناطق الداخلية والاستفادة من قدرات وعطاءات العديد من الإطارات. من جهته، عبّر المدير الجديد للثقافة بقسنطينة، السيد عبد الله بوقندورة عن سعاته بالعمل بهذه الولاية التي وصفها بمدينة العلم والتاريخ، مؤكّدا أنّه سيفتح الأبواب أمام كلّ الإطارات في مختلف المجالات وكذا الجمعيات الناشطة التي تحمل مشروعا ثقافيا، كما سيعمل على مواصلة المجهود الذي قام به زميله السابق في إطار التفعيل الإيجابي للحركة الثقافية بالولاية، بما يتماشى مع تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية". وعبّر المدير السابق للثقافة بولاية قسنطينة، جمال فوغالي، عن سعاته الكبيرة كون عملية التنصيب أشرف عليها وزير الثقافة بنفسه، وهي حسبه أوّل مرة تحدث بالجزائر، مضيفا وفي تعليقه حول بقائه لمدة 6 سنوات بقسنطينة، أنّ العام الأوّل دائما يكون من أجل التعارف مع المحيط، أما العام الثاني فيكون بداية العمل، والثالث ملؤه بالنشاط، وتدخل الرتابة في العام الرابع والروتين القاتل في العام الخامس وفي السادس يجب أن يغادر باتجاه ولاية أخرى.