شهدت جلسات النقاش المغلقة للمؤتمرين خلال فعاليات الطبعة ال14 لمؤتمر جبهة البوليزاريو، المنعقد بمخيّم الداخلة بتندوف، مداخلات الوفد الممثل للمناطق المحتلة الذي جدّد ممثلوه الثقة في قيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل شرعي ووحيد لكافة الصحراويين دون استثناء، مع اقتراح توسيع القاعدة النضالية الشعبية لهذه المنظمة الجماهيرية. وأكد المؤتمرون الوافدون من المناطق المحتلة في اليوم الثالث من أشغال المؤتمر تمسّكهم بجبهة البوليزاريو باعتبارها ممثلهم الشرعي في الدفاع عن مطلبهم في الحرية والاستقلال والتمسّك بحقهم في تنظيم استفتاء تقرير المصير في إطار تسوية أممية عادلة. وجاء موقف المشاركين، حسب مصدر صحراوي رفض الكشف عن هويته، تفنيدا لما تروّج له بعض وسائل الإعلام المغربية المقربة من نظام "المخزن"، على أن صحراويي المناطق المحتلة والأقاليم الجنوبية فقدوا الأمل في القيادة الحالية لجبهة البوليزاريو ويسعون للانشقاق وتشكيل جبهة مخالفة لقيم وتعاليم الجبهة. وهي الإشاعة التي نفاها هؤلاء المشاركين، حسب الناطق الرسمي للمؤتمر عمر منصور، الذي أكد أن مثل هذه الادعاءات الباطلة تعود المغرب على إطلاقها في كل مناسبة رسمية للدولة الصحراوية وتدل بشكل واضح على محاولة التأثير النفسي على الصحراويين بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف والتأثير على معنوياتهم على ضوء هذه الادعاءات وإحداث القطيعة مع إخوانهم بمخيمات اللاجئين والتشويش على سير أشغال مؤتمر جبهة البوليزاريو والسعي لإفشاله بشتى الطرق. ودعا المتحدث وسائل الإعلام المغربية إلى التركيز على نقل الانتهاكات الممارسة ضد المواطنين الصحراويين بالأراضي والمدن المحتلة، بدلا من "فبركة" أكاذيب والقيام بنشر أخبار لا أساس لها من الصحة. ويأتي تجديد التمسّك بجبهة البوليزاريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي، تزامنا مع النقاشات الحادة التي يعرفها المؤتمر بين الأعضاء المؤتمرين وقيادة الجبهة، حيث شرعت هذه الأخيرة في الرد على الانشغالات والتساؤلات المطروحة بخصوص عدة نقاط جوهرية تتعلق بقضية العودة للكفاح المسلح وتوسيع القاعدة النضالية بإعادة الاعتبار للإطارات الشابة في الأمانة العامة والمناصب السيادية. ناهيك عن مواصلة تقييم نشاط الجبهة خلال الأربع سنوات الماضية وتحديد معالم خريطة العمل المستقبلية. ونظمت زيارة ميدانية للوفد الصحفي المكلف بتغطية فعاليات المؤتمر إلى مقر المستشفى الطبي الجهوي بولاية الداخلة، حيث اطلعوا على حالات التكفّل الصحي بالمرضى بقاعة العمليات الجراحية وقسم طب العيون وقاعة التوليد ومخزن الأدوية والصيدلية، حيث أشار المدير الى النقص الفادح في الأدوية الضرورية لمعالجة بعض الأمراض. علي سالم التامك يفضح انتهاكات المخزن في الأراضي المحتلة يعاني المعتقلون السياسيون الصحراويون من ممارسات قمعية "خطيرة جدا" ويتعرضون "لأبشع" أساليب التعذيب خلال احتجازهم في السجون المغربية، مما يستدعي "ضرورة" توسيع مهام بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية، "مينورسو" إلى مراقبة حقوق الإنسان. وأكد علي سالم التامك، السجين الصحراوي المعروف في معتقلات الاحتلال المغربية والذي حضر إلى مخيم الداخلة أن المعتقلين الصحراويين بالسجون المغربية "يتعرضون لأبشع أنواع الاغتصاب والإهانة والتعذيب البدني والنفسي والضرب بالسكاكين والمواد الحادة وعزلهم في زنزانات انفرادية". وقال المناضل الصحراوي الذي شن 29 إضرابا عن الطعام بالسجون المغربية إن هذا "الوضع الخطير" شبيه بالأوضاع التي يعيشها السكان في الأراضي الصحراوية المحتلة، حيث ترتكب و«بشكل ممنهج" سلطات الاحتلال المغربي "أخطر" التجاوزات لحقوق الإنسان بشهادة المنظمات الحقوقية الدولية وحتى المغربية. وقال التامك الذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان إن الصحراويين يتعرضون للضرب المبرح والاختطاف في ظل فرض حالة الحصار العسكري والإعلامي والأمني والمحاكمات والاعتقال بسبب المعتقد والرأي". وقال إن "الأخطر من كل هذا أن هذه الانتهاكات تمس وتستهدف الفئات الهشة كالنساء والأطفال والكهول". وقال المناضل الصحراوي، تعليقا على موقف البرلمان الأوروبي الذي طالب بتوسيع مهام بعثة "مينورسو" لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة إن هذه التوصية تتجاوب مع مطالب الشرعية الدولية ورد على المطالبة الملحة لدى كل المنظمات الديمقراطية والحقوقية في العالم على اعتبار أن طبيعة الاعتداءات على حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة "جسيمة وممنهجة". وأضاف أن توصية البرلمان الأوروبي هو "تجاوب واعتراف بطبيعة النضال الوطني الصحراوي" ورد على كل محاولة للتغطية على واقع ما يجري من انتهاكات الأراضي الصحراوية المحتلة.