ثمّنت قيادة الدرك الوطني الدور الذي يلعبه المواطن في الاستقرار ومكافحة الجريمة بشتى أنواعها، وذلك عن طريق التبليغ بواسطة الرقم الأخضر (55 10)، وأن ذلك - حسب مسؤول خلية الاتصال بقيادة الدرك الوطني العقيد عبد الحميد كرود - يُعد ثمرة ثقة، ترسخت بفعل النتائج المحققة في الميدان، حيث بلغت حالات التبليغ خلال أربع سنوات، 7 ملايين مكالمة. واستدل ممثل الدرك الوطني أمس في "منتدى المجاهد" على نجاح العملية التواصلية بين المواطن وجهاز الأمن، بكون المكالمات صارت في تزايد، قائلا: "نحن فخورون بتعامل المواطن مع وحداتنا"؛ كونه الرقم الأساس الذي لا يمكن الاستغناء عنه في معادلة الأمن والحفاظ على النظام العام، حيث فصل ذلك بكون الرقم الأخضر المخصص لتقديم نداءات أو استعلامات أو طلب تدخّل سريع، صار وسيلة في غاية الأهمية في حفظ النظام العام، ومكافحة مختلف الآفات الاجتماعية، مشيرا إلى تسجيل قرابة 7 ملايين مكالمة خلال السنوات الأربع الأخيرة، 130 ألفا تتعلق بحوادث المرور، وأكثر من 81 ألف قضية تخص قضايا الإرهاب وجماعات الإسناد والتهريب، وأن 158 ألف مكالمة تم تحويلها إلى المصالح الأخرى، كالحماية المدنية والشرطة. وأفاد المصدر بأن معظم هذه المكالمات سُجلت بالمدن الكبرى ذات الكثافة السكانية العالية، كالعاصمة، وهران، عنابة وقسنطينة، خاصة خلال فصل الشتاء، الذي يصل فيه معدل المكالمات إلى 12 ألف مكالمة يوميا للتبليغ عن حوادث المرور، الانزلاقات، انقطاع الكهرباء، حالة الطقس وغيرها، وأعطى مثلا عن الشهر المنقضي، الذي سجلت خلاله المصالح 104 آلاف مكالمة، أسفرت عن توقيف 79 شخصا في حالة تلبّس بارتكاب جرائم. وكشف المتحدث أنه رغم وجود نسبة 20 بالمائة من حالات التبليغ الكاذبة، إلا أن جهاز الدرك لا يقوم بمتابعة المبلّغين الكاذبين؛ لأن العبرة - حسبه - بالمكالمات الصادقة، التي تساهم في الاستقرار وحفظ النظام العام. كما ذكر العقيد كرود أن الموقع الإلكتروني الذي تم وضعه منذ ستة أشهر والخاص بإيداع "شكوى مسبقة" يكمّل خدمة الخط الأخضر، صار له دور كبير، وهي الخدمة التي تسمح بربح الوقت بفضل حجز موعد مسبق عبر الأنترنت مع فرقة الدرك المختصة إقليميا، يحدد للشاكي موعدا، ويرسل إليه عن طريق بريده الإلكتروني، للإمضاء النهائي على الشكوى، مؤكدا أن هذه التقنية مكّنت منذ 6 أشهر من استغلالها، من معالجة 2000 قضية. كما أجاب ضيف "منتدى المجاهد" على عدة أسئلة تتعلق بحالات الاختطاف، وتأخر تدخّل الدرك أثناء الاعتداءات، مضيفا أنه تم تسجيل 21 حالة اختطاف، منها 13 فقط مؤكدة خلال السنتين الأخيرتين، وأن تأخر التدخل يشكل حالات استثنائية لا تتعلق بنقص الأفراد في الوحدات، بل بسبب توزيعهم على مهام مختلفة خلال طلب التدخل. وأوضح العقيد كرود أن هناك مخططا لتأمين احتفالية نهاية السنة، وهو معمول به في مختلف الولايات، خاصة السياحية منها، خاصة أن ذلك تزامن هذا العام مع العطلة الشتوية للتلاميذ، وتنقّل العائلات نحو مختلف المنتجعات وأماكن التسلية والاستجمام، محذرا الأولياء من اقتناء المفرقعات التي تشكل خطرا على الأطفال وتتسبب في حرائق بالبيوت، وأن مصالح الدرك حجزت خلال 2014، 3 ملايين وحدة مفرقعات، كان المهربون يستغلون الحافلات والقطارات لتمريرها ومحاولة الإفلات من نقاط التفتيش بالطرق البرية.