استقبلت جمعيات أولياء التلاميذ قرار وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط القاضي بإجراء امتحانات شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط قبل شهر رمضان الكريم، بارتياح شديد، وقالوا في تصرح خاص ل "المساء"، إن القرار كان صائبا، وجاء استجابة لمطلبهم كمجتمع مدني حريص على مصلحة التلاميذ. علي بن زينة، رئيس المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ صرّح في اتصال هاتفي مع "المساء"، بأن المنظمة كانت سبّاقة شهر أكتوبر المنصرم بعد الاطلاع على رزنامة الامتحانات التي كانت مقررة شهر رمضان، إلى الشروع في حملة واسعة لرفض الرزنامة. "وعلى الرغم من أن بعض الجمعيات عارضت مطلبنا غير أننا بالاعتماد على مختصين؛ من علماء النفس والتربية والاجتماع، تمكنا من تحقيق مطلبنا، خاصة أننا على يقين بأن المنظومة التربوية لا تملك الإمكانيات للإشراف على سير الامتحانات بحجم البكالوريا في رمضان، مشيرا إلى "أن الوزيرة اقتنعت أخيرا بضرورة مراجعة الرزنامة، فمثلا في المناطق الصحراوية تصل درجة الحرارة إلى 50 درجة، وبالتالي لا يمكن للتلميذ أن يتحمل مشاق الحرارة في ظل قلة الإمكانيات على غرار المكيفات ووسائل نقل التلاميذ". في سياق متصل، تحدّث رئيس المنظمة عن اجتماع مرتقب مع وزيرة التربية بعد غد الثلاثاء، لاقتراح التواريخ المناسبة لإجراء الامتحانات، وقال: "بالنسبة لنا كمنظمة، نقترح بالنسبة لشهادة التعليم الابتدائي، أن تكون الامتحانات في 24 ماي، وشهادة التعليم المتوسط تكون بيوم بعد التعليم الابتدائي. أما شهادة البكالوريا فتنطلق في أول جوان، وبذلك نكون بعيدين عن شهر رمضان، ويمضي التلاميذ امتحاناتهم في أجواء مريحة ومناسبة". من جهته، أثنى أحمد خالد رئيس اتحاد أولياء التلاميذ على قرار وزيرة التربية، وقال في اتصال مع "المساء"، إن القرار إيجابي جدا، وجاء استجابة لمطلبنا، القاضي بإجراء الامتحانات قبل شهر رمضان، وتحديدا بالنسبة للطلبة المقبلين على اجتياز شهادة البكالوريا، مضيفا أن باقي الممتحنين في شهادة التعليم الابتدائي والمتوسط، قد يمتحنون خلال شهر رمضان، إلا المقبلين على شهادة البكالوريا بالنظر إلى حساسيتها خاصة بالنسبة لطلبة الجنوب، فغير ممكن على الإطلاق، "وبالتالي هذا القرار بالنسبة لنا كاتحاد، أنقذ الموسم الدراسي من نتائج كارثية محققة"، مشيرا إلى أن "الاجتماع المرتقب يوم الثلاثاء سيكون فرصة لتقديم الاقتراحات حول الرزنامة. ونحن كاتحاد أولياء التلاميذ نثمّن كل القرارات التي تخدم الطلبة المقلبين على اجتياز شهادة البكالوريا في المقام الأول". من جهتها، ثمّنت جميلة خيار رئيسة الفيدرالية الوطنية لجمعيات أولياء التلاميذ، قرار الوزيرة الداعي إلى إجراء الامتحانات الخاصة بالأطوار النهائية الثلاثة قبل حلول شهر رمضان، وإنهاء البرنامج الدراسي في أوانه. وقالت: "هذا الإجراء مريح للتلاميذ؛ لأن شهر رمضان، كما هو معروف، يجعل التلاميذ قليلي التركيز ومرهقين جراء الصيام، ولكن بشرط أن يتم الانتهاء من البرنامج الدراسي في أوانه واستفادة التلاميذ منه؛ لذا تضيف: "نعوّل على اللجنة التي يُنتظر أن تدرس مسألة التواريخ، ونلحّ على استشارة كل الشركاء، وتحديدا الأساتذة؛ بحكم أنهم المعنيون ببرنامج التدريس".