أمطار وثلوج ميّزت عطلة الأسبوع (الجمعة والسبت) ويُنتظر، حسب مصالح الأرصاد الجوية، أن تتواصل اليوم الأحد بالولايات الشمالية، خاصة الشرقية منها والوسطى، حيث أغاثت الفلاحين الذين استبشروا خيرا بموسم جيد. غير أن هذه الاضطرابات الجوية لم تكن بردا وسلاما كالعادة، فأدت إلى شل حركة المرور بالعديد من المناطق؛ إما بكثافة الثلوج، أو بسبب انزلاقات التربة، كما هي الحال بسطيفوبرج بوعريريج وتيزي وزو، أو بسبب الأمطار الطوفانية، كما في بجاية؛ حيث بلغت كمية الأمطار 64مم. وتأتي هذه الإغاثة بعد أن دقت أوساط متخصصة في رصد الأحوال الجوية وأخرى مسؤولة بالقطاع، ناقوس الجفاف، وهو الملف الذي تناولته "المساء" قبل أسبوع، وتضاربت فيه الآراء بين محذّر ومطمئن، وبين مسارع إلى الإعلان عن حالة الجفاف ورافض للإقدام على هذه الخطوة قبل شهر فيفري القادم، ومنهم مسؤولو وزارة الموارد المائية. الثلوج والأمطار تقطع الطرق بتيزي وزو وبجاية تسببت الكميات المعتبرة من الأمطار والثلوج التي شهدتها ولايتا تيزي وزو وبجاية منذ أول أمس الجمعة في غلق عدة محاور طرق وطنية وانجراف التربة على مستوى بعض النقاط ببلديات الولايتين، فيما واجهت أخرى صعوبة في حركة التنقل، دفعت بمصالح البلديات إلى التجند وتسخير العتاد الضروري لإعادة فتح الطرقات المغلقة. وحسب المعطيات المقدمة من طرف المجموعة الولائية للدرك الوطني لتيزي وزو، فإن اضطرابات حركة المرور التي تسببت فيها الثلوج المتساقطة أدت إلى إدخال بعض القرى في عزلة وشل حركة السير عبر عدة محاور، لاسيما منها الطريق الوطني رقم 33، الرابط ولاية البويرة، على مستوى قرية تيقمومين، التابعة لبلدية واسيف وكذا الطريق الوطني 30 الرابط بين ولايتي تيزي وزو والبويرة المغلق على مستوى "تيزي نكويلان" والطريق الوطني رقم 15 الرابط بين بلدية إفرحونان والحدود الإقليمية لولاية البويرة. كما شهدت عاصمة الحماديين بجاية، تساقط الثلوج على المناطق التي يفوق علوها 700 متر، ما أدى إلى غلق بعض الطرق الوطنية، ومحاور الطرق البلدية التي حدث فيها انجراف للتربة. وسجلت مديرية الأشغال العمومية بالولاية شل حركة المرور عبر كل من الطريق الوطني رقم 26 الرابط بين بجاية وتيزي وزو، والطريق الوطني رقم 09 الرابط بين بجايةوسطيف، فضلا عن الطرق الولائية 23 بين بلديتي بوخليفة وكنديرة و20 بين تاقوبة ومدخل ولاية سطيف، و الطريق رقم 16 بدرقينة، فيما عادت حركة المرور إلى طبيعتها بالطريق الوطني رقم 75 بعد إزاحة الثلوج التي تسببت في غلقه. وجندت مديرية الأشغال العمومية بالولايتين كل الوسائل اللازمة لفتح الطرق، فيما تدخلت مصالح الحماية المدنية التي لم تسجل أي حادث، من أجل تقديم المساعدة للمواطنين إثر تسرب مياه الأمطار إلى مساكنهم. فرحة عند الأطفال وأمل عند فلاحي باتنة صنعت الثلوج ديكورا أبيض بمدينة باتنة وضواحيها أمس السبت، مما أسعد الأطفال والفلاحين على حد سواء. وقد ابتهج الأطفال لتمكنهم أخيرا من صنع رجل الثلج واللعب بكريات الثلج، فيما ينظر الفلاحون لتساقط الثلوج على أنه أولى علامات سنة ستكون وفيرة. وبأعالي الولاية، وخصوصا بجهة تلمات وتافرنت، غير بعيد عن مروانة، حيث بلغ سمك الثلوج حسب المناطق أكثر من 15 سم، أتاحت أشجار الأرز بجبل الشلعلع والتضاريس الجبلية لنافلة التي غطتها الثلوج مشهدا رائعا أثار إقبال العائلات. وحتى إن تسبب تساقط الثلوج في بعض العراقيل لسائقي المركبات، فإنه أثار ارتياح الفلاحين ومربي الماشية وجعل شبح الجفاف يتبدد بعد الشح الكبير للأمطار. أعالي جيجل تلبس حلة بيضاء وبأعالي منطقة جيجل، تساقطت كميات معتبرة من الثلوج ليلة الجمعة إلى السبت، كست تاكسنة وسلمة والشحنة الواقعة في المرتفعات برداء أبيض سميك وسط أجواء من البرد القارس، مما أضفى فرحة كبيرة على قلوب الفلاحين والزوار الذين اكتشفوا منظرا طبيعيا خلابا. للتذكير، تشير توقعات مصالح الأرصاد الجوية استمرار الأجواء الباردة مع تساقط الثلوج على المناطق التي يصل علوها 700 متر. وذكرت السلطات المحلية بأنه تم اتخاذ جميع التدابير اللازمة للتدخل في حال تسببت الثلوج في غلق الطرق. وأكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لتاكسنة، بوعلام بوحنة أنه تم تسخير جميع الإمكانات اللازمة من أجل مواجهة أي انعكاسات ممكنة لهذه الاضطرابات الجوية. فلاحو سكيكدة يستبشرون خيرا تفاءل فلاحو سكيكدة إثر الأمطار التي تهاطلت من الجمعة إلى السبت بكميات معتبرة بموسم فلاحي جيد، خاصة وأنها جاءت بعد شهور من الجفاف، ورغم أن الفرحة عمت جميع سكان سكيكدة لهذا الحدث الهام، فإن سكان بعض الأحياء قد أبدوابعض التخوف من أن تتسبب الأمطار في فيضانات خاصة على مستوى أحياء 500 و700 مسكن ومرج الذيب وممرات 20 أوت 1955 التي تشهد عملية إعادة تهيئة واسعة. ولكن هذه المخاوف ما لبثت أن زالت بعد أن سخرت السلطات المحلية إمكانات كبيرة لمواجهة أي طارئ، وتدخلت شاحنات الديوان الوطني للتطهير على مستوى حي 500 مسكن لامتصاص المياه التي تجمعت بفعل انسداد البالوعات. من جهتها، دخلت وحدات الحماية المدنية في حالة تأهب، حيث أوضح مسؤول مصلحة المداومة بالوحدة المركزية أنه لحد الآن لم يسجل أي حادث ولا فيضانات ماعدا سقوط بعض أغصان الأشجار بفعل قوة الرياح. الحماية المدنية ببرج بوعريريج: إنقاذ امرأة وضعت مولودها وسط الثلوج بالرغم من التهاطل الكثيف للثلوج إلا أن مصالح الحماية المدنية ببرج بوعريريج وككل مرة، أثبتت وجودها بفضل عمليات الإسعاف التي تقوم بها؛ حيث تمكنت صبيحة أمس من إنقاذ امرأة حامل ومولودها بعد أن تم حملها والسير بها مسافة 1 كيلومتر وسط الثوج بقرية البخاخشة التابعة لبلدية أولاد دحمان من المنزل إلى الشاحنة، ثم إلى سيارة الإسعاف، التي أوصلتها إلى عيادة أولاد دحمان بسلام بعد وضعها المولود بالمنزل. كما تم نقل 06 مرضى بالقصور الكلوي من أجل إجراء عمليات تصفية الدم، 03 منهم من قرية أذرار سيدي إيدير ببلدية الماين الواقعة أقصى شمال الولاية؛ حيث تم نقلهم من طرف وحدة الحماية المدنية بالجعافرة، إلى ثنية النصر، ومن ثم إلى برج بوعريريج. أما الثلاثة الآخرون فتم نقلهم من بلدية زمورة إلى أولاد دحمان، ثم برج بوعريريج. حركة المرور تشل بسطيفوبرج بوعريريج أدت كميات الثلوج التي تساقطت ليلة أول أمس بولايتي سطيفوبرج بوعريريج إلى قطع عدة طرق أمام حركة المرور وخاصة بالمرتفعات الجبلية، حيث تم تشكيل خلايا أزمة بالولايتين لمواجهة التطورات وتقديم المساعدات للمواطنين. سارعت مديرية الأشغال العمومية بولاية سطيف إلى وضع تجهيزاتها من كاسحات ثلوج وجرافات عبر النقاط المهمة بالطرقات الوطنية التي تعرف حركية مرورية كثيفة على غرار الطريق الوطني رقم 5. كما جندت مصالح الأمن والدرك الوطنيين كل إمكانياتهما المادية والبشرية للمساهمة في فك الخناق المروري عبر مختلف أنحاء الولاية، حيث تم تنصيب خلية أزمة لمتابعة كل التطورات. وأدى التساقط الكثيف للثلوج بولاية سطيف، والذي بلغ 10 سنتيمترات بوسط المدينة و25 سنتيمترا بالمرتفعات الداخلية إلى قطع حركة المرور عبر 8 طرق وطنية و7 طرق ولائية و3 أخرى بلدية، حسبما علم من مصالح مديرية الأشغال العمومية. كما تسببت كميات الثلوج التي تساقطت على ولاية برج بوعريريج في شل حركة المرور عبر العديد من المحاور، ما أدى بمصالح الولاية إلى التدخل للتخفيف من معاناة مستعملي الطريق، فيما وجد بعض السكان ضالتهم بتساقط الثلوج التي زينت المناظر وحملت البشرى للمواطنين الذين اعتبروها فأل خير عليهم.