يشرع عمدة بوردو ومرشح الرئاسيات الفرنسية في 2017، آلان جوبيه ابتداء من اليوم في زيارة إلى الجزائر، تدوم ثلاثة أيام، يلتقي خلالها بمسؤولين على أعلى مستوى، قبل أن يختتمها بعقد ندوة صحفية بمطار الجزائر الدولي. مصادر من قنصلية الجزائر ببوردو الفرنسية كانت أشارت ل«المساء" أن هذه الزيارة تتضمن برنامجا ثريا في سياق تدعيم علاقات التعاون الاقتصادي والثقافي بين الجانبين، كما أشارت إلى أن مرشح الرئاسيات الفرنسية سيبدأ زيارته من ولاية وهران في إطار برنامج التوأمة التي تجمع المدينتين لأكثر من 10 سنوات، كما سيتم تقييم مجالات التعاون التي تربط وهران ببوردو في شتى المجالات، في ظل توفر وهران على مؤهلات اقتصادية واحتضانها لمشاريع فرنسية هامة. اليوم الثاني من زيارة جوبيه، ستخصص لتنظيم لقاء مع الجالية الفرنسية بالجزائر العاصمة، حيث ينتظر أن يستعرض جوبيه حسب مصادر "المساء" آفاق التعاون بين البلدين في المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية. للإشارة، فإن زيارة جوبيه الذي تربطه علاقات جيدة مع الرئيس بوتفليقة، كانت مبرمجة شهر نوفمبر الماضي وأجلت بسبب الهجمات التي عرفتها باريس. وبرأي نفس المصادر، فإنها ترتكز بالدرجة الأولى على تعزيز أسس التعاون على ضوء الإرادة التي أعلنتها السلطات الفرنسية عبر الرسالة التي بعث بها مؤخرا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الرئيس بوتفليقة، حيث جدد التزام باريس بمساعدة ودعم الجزائر في المجالين الأمني والتنموي. ترى أطراف فرنسية أن زيارة عمدة بوردو للجزائر تأتي في إطار تحضيره للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في فرنسا، علما أن جوبي يعد أبرز المرشحين عن اليمين الفرنسي، إلى جانب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، الذي يقود حزب الجمهوريين، في حين تعتبر هذه الأطراف الجزائر محطة هامة لكل الراغبين في خوض غمار الانتخابات الرئاسية، بالنظر إلى العلاقات الاستثنائية التي تربط البلدين، فضلا عن الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا، والتي تعتبر وعاء انتخابيا لا يستهان به. للإشارة، سبق لجوبيه أن شغل منصب رئيس الوزراء الفرنسي في عهد جاك شيراك من عام 1995 وحتى عام 1997، كما تبوأ منصب وزارة الدفاع الفرنسية ووزارة الخارجية الفرنسية في عهد الرئيس نيكولا ساركوزي، خلفا للوزيرة ميشال آليو ماري، كما تولى مسؤولية وزارة الخارجية لعامين في عهد فرنسوا متيران. للتذكير، سبق لعضو مجلس الشيوخ وعمدة ورئيس مدينة ليون جيرارد كولومب، أن قام بزيارة إلى الجزائر من 25 إلى 29 أكتوبر الماضي، على رأس وفد مكون من منتخبين وصناعيين وأيضا من ممثلين عن الأديان وممثلين عن الجامعات وممثلين عن الهيئات الاقتصادية.