كشف منسق مكتب "إراسموس+" لبرنامج الأممالمتحدةبالجزائر السيد عبد الحكيم بن صاولة أمس، أن المكتب أخفق في استقطاب الجامعات والطلبة للاستفادة من البرنامج، من منطلق أنه منذ 2014 تم اقتراح 13 مشروعا للشراكة، ولم يتم قبول إلا أربعة مشاريع، ثلاثة منها كانت ستفشل لولا تدخّل المكتب لمرافقتها تقنيا لبلوغ المستوى المطلوب. قصد استقطاب أكبر عدد من الجامعات والطلبة الجزائريين للانضمام إلى البرنامج الذي يمس أكثر من 16 دولة، خاصة أنه يهتم بالشراكة ما بين الجامعات الجزائرية وشركاء اقتصاديين وجامعات أوروبية، نظم مكتب برنامج "إراسموس + " أمس يوما إعلاميا بمقر وزارة التعليم العالي والبحث العملي؛ قصد التعريف بأهمية البرنامج الذي خصص له غلاف مالي بلغ 16,5 مليار أورو في الفترة الممتدة من 2014 إلى 2020، منها 60 مليون أورو بالنسبة للسنة الجارية ستخصَّص لدول جنوب البحر المتوسط. حسب تصريح ممثلة الاتحاد الأوروبي في الجزائر السيدة مانويلا نافارو، فإن برنامج "إراسموس + " يأتي خلفا لبرنامج "كاموبس" الذي عرف إقبالا كبيرا من طرف الجامعيين الجزائريين، مما سمح بإطلاق 56 مشروعا ومشاركة 30 جامعة جزائرية. كما يهدف الاتحاد الأوربي من خلال برنامج "إراسموس + " إلى مد جسور التواصل ما بين الجامعات الجزائرية ونظيرتها الأوروبية؛ قصد السماح بتبادل الأساتذة والطلبة للتعرف عن قرب على طريقة التدريس والبرامج البيداغوجية في كل منطقة، مع مرافقة الجامعات لعقد صفقات شراكة مع القطاع الاقتصادي ومساعدة الطلبة على إنشاء مؤسساتهم الخاصة. وأرجعت ممثلة الاتحاد الأوروبي سبب عزوف الجامعات والطلبة عن المشاركة في البرنامج، إلى عدم توفر المعلومات الكافية عنه، وتعقّد الإجراءات الإدارية عندما يتعلق الأمر بعقد شراكة ما بين الجامعات والشركاء الاقتصاديين، لتتعهد بتوفير الدعم الكافي ومرافقة الجامعات في عملية البحث عن الشركاء الصناعيين، مع تبادل الخبرات ما بين الجامعات الأوربية والجزائرية في هذا المجال. أما بالنسبة لمخطط عمل مكتب "إراسموس +" ما بين 2016 و2017، فأشارت مانويلا إلى إعداد أرضية معلوماتية حول وضعية وطلبات الجامعات الجزائرية، مع تنصيب فريق عمل لمرافقة الجامعات، وتحديد نوعية المشاكل والعراقيل قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة. من جهته، أكد مدير التعاون والمبادلات بوزارة التعليم العالي والبحث العملي السيد أرزقي سعيداني، أن برنامج "إراسموس +" من شأنه تقوية الكفاءات الجزائرية، وضمان مرافقة الطلبة لإنشاء مؤسسات اقتصادية ناجحة. كما تَوقّع ممثل الوزارة أن يكون البرنامج دافعا قويا لأقلمة البرامج البيداغوجية بالجامعات الجزائرية مع ما هو مطبق بالخارج، وهو ما يساهم في رفع رهان وزارة التعليم والبحث العلمي، العازمة على ملاءمة مجالات التكوين مع متطلبات السوق الوطنية.