أعلن السيد رشيد حراوبية وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عن مشروع شراكة في المجال العلمي الأكاديمي بين الجزائر وتونس يخص توحيد البرامج الجامعية والشهادات بتأطير مشترك بين البلدين، بالإضافة إلى الإشراف المشترك على أطروحات الدكتوراه، وكذا تبادل الخبرات ببرمجة زيارات للأساتذة والمكونين، مشيرا إلى أن هذه المبادرة ستؤسّس لفضاء مغاربي متكامل من الناحية الأكاديمية، من شأنها المساهمة في تفعيل الاتحاد المغاربي. وأوضح السيد حراوبية أن هذه الشراكة ستمكّن من تجديد التعاون بين الجزائر وتونس في مجال التعليم العالي والبحث العلمي بما ينسجم وتطلعات الباحثين والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين في كلا البلدين، وكذا تدعيم مساعي العاملين في القطاع في البلدين ومنحهم أكبر قدر ممكن من فرص التشاور والتعاون، مما سيساهم في النهوض بمستوى التكوين في الجامعة، أضاف السيد حراوبية في تصريح للصحافة على هامش الندوة الجزائرية التونسية لرؤساء الجامعات، التي انعقدت أمس بجنان الميثاق بالجزائر بحضور وزير التعليم العالي التونسي. وفي هذا السياق، أضاف الوزير أن هذه الندوة مدعوة لتقديم قيمة مضافة واعتماد رؤية جديدة في مسار التعاون المشترك الجزائري التونسي، تقوم أساسا على التكامل والتضامن، من خلال تسخير الإمكانات المادية والبشرية لتفعيل دور المؤسسات الجامعية والبحثية في النشاط الاقتصادي والاجتماعي مع ضمان مرافقة الشركاء الفاعلين. وتهدف هذه الندوة التي جاءت تتويجا للقاء الذي جمع وزير التعليم العالي بنظيره التونسي نهاية شهر ماي الماضي بتونس؛ قصد ضبط ميادين التعاون ذات الأولوية ووضع برنامج خاص لها لجعلها فضاء تشاوريا حقيقيا للتبادل والتشارك ومعالجة الموضوعات الكبرى التي تهم التعاون بين البلدين في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، مثل أنظمة الجودة والعلاقة بين الجامعة والمؤسسة. وفي كلمة ألقاها خلال افتتاح أشغال الندوة دعا الوزير إلى تفعيل هذا اللقاء بتنظيم اجتماع مرة واحدة في السنة، بالتناوب بين البلدين مع ممثلي الوزارات ومؤسسات التعليم العالي والبحث والحرص على إشراك متعاملين اقتصاديين واجتماعيين من البلدين في أشغالها، مؤكدا على أهمية تبادل الخبرات في مجال التعليم العالي والبحث العلمي الذي انفتح على المجالين الاقتصادي والاجتماعي، خاصة بعد أن شهدت السنوات الأخيرة حركية ونوعية في هذا الإطار، ساهمت في تعزيز سرعة التواصل بين مختلف الهيئات العلمية على مستوى المؤسسات الجامعية وبين الفاعلين في المجال الاقتصادي والاجتماعي. كما ألحّ على أهمية مواصلة العمل لإضفاء المزيد من الانسجام على مختلف مبادرات التعاون الجامعي، في تناغم تام ومنسق مع مختلف القطاعات.وفي هذا السياق، طالب المسؤول بدراسة إمكانات تفعيل الاتفاقيات التي تربط الجامعات الجزائرية بنظيرتها التونسية والبالغ عددها 44 اتفاقية، والبحث عن الوسائل الملائمة لتشجيع التعاون ما بين الجامعات ليجد المكانة اللائقة في سلّم التعاون الثنائي، من خلال تبادل الباحثين ذوي المستوى العالي وإحداث مدارس دكتوراه مشتركة بين البلدين في التخصصات ذات الطابع الاستراتيجي، مذكرا في معرض حديثه بالجهود التي حققتها الجزائر في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، من خلال إنجاز 1300 مخبر علمي وتسجيل 30 ألف باحث مع إحصاء 3 آلاف مشروع بحث علمي متصل بالمجال الاقتصادي والاجتماعي. من جهته، دعا السيد منصف بن سالم وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي، إلى تعزيز التعاون المشترك في مجال التعليم العالي والبحث العلمي للنهوض بالجامعة المغاربية وترقيتها إلى مصاف الجامعات الأوروبية، بالاقتباس من تجربة ماليزيا وكوريا الجنوبية،وهو السياق الذي أبرز من خلاله المتحدث أهمية التعليم العالي في كل المجتمعات، مؤكدا أن هذا الأخير هو الذي يجب أن يحدد الخيارات السياسية؛ لأنه هو من يصنع الشعوب ويحدد مستقبلها مثلما هو في الدول المتقدمة، التي تمكنت من توحيد مناهجها. كما لم يستبعد الوزير التونسي إمكانية إنشاء جامعات مختلطة جزائرية تونسية على المناطق الحدودية أو غيرها، مؤكدا أن البلدين سيناقشان ما هي التخصصات الواجب تدريسها في حال الاتفاق على ذلك، والعمل على تعميم هذه التجربة فيما بعد مع باقي الشركاء المغاربة لفتح الحدود الأكاديمية. وناقش رؤساء الجامعات الجزائرية والتونسية خلال هذه الندوة في جلسة مغلقة، سبل تطوير التعاون وتوحيد المناهج في الجامعات، بالتركيز على التخصصات التي يمكن التعاون فيها.