تنافس الشاعرة الجزائرية آمنة حزمون بقصيدتها "بسملة لقصيد الشوق"، في نهائيات جائزة "كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم" تحت شعار "تجمّلَ الشعرُ بخيرِ البشر". تسعا وعشرين شاعرا آخر خضعوا لتقييم أعضاء لجنة الفحص والتدقيق، الذين بذلوا جهداً جباراً لاختيار أفضل 30 قصيدة من أصل 828 مشاركة، على أن يقام مهرجان كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، من 10 إلى 14 أفريل المقبل. المهرجان يتضمّن العديد من الفعاليات، بينما ستكون ذروة المهرجان يوم 14 أبريل؛ حيث يقام حفل ضخم لتوزيع جوائز كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم. وتتنافس الشاعرة الجزائرية مع العراقي أجود مجبل وقصيدته "هدايا النبي الأخير"، المصري أحمد بخيت ب "المشكاة"، العماني أشرف بن حمد العاصمي بقصيدة "صلاة قلب"، السوري أمجد غازي الخطاب وقصيدته "آية الحب"، إلى جانب المصري السعيد عبد الكريم السيد و«بوح المريد"، العماني جمال بن عبد الله الملا و«النبي"، اليمني حسين علي الزّراعِي و«مَقاماتُ الكِتابَةِ بالدُّمُوع"، المغربي خالد بودريف وقصيدة "السِّرَاجُ المُنِير"، علاوة على شعراء آخرين من ليبيا، فلسطين، العراق، إرتيريا، الأردن، قطر، السعودية، لبنان، السودان، البحرين، موريتانيا وتونس. وأوضح المشرف العام على جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، الأستاذ خالد عبد الرحيم السيد، أنّ أربع نساء فقط وصلن إلى مرحلة التصفيات النهائية، بينما جاءت أعلى المشاركات من بلاد الشام والعراق ب 12 قصيدة، يليها الخليج العربي واليمن ب 7 قصائد، ثم المغرب العربي ب 6 قصائد، مصر والسودان ب 4 قصائد، وقصيدة واحدة من دول غير عربية. وأشار الأستاذ خالد عبد الرحيم السيد إلى أنّ لجنة الفحص والتدقيق رشّحت ثلاثين قصيدة للتنافس في المرحلة القادمة، فيما تبقى مرحلة التصفيات النهائية التي ستعمل عليها اللجنة النهائية بتقييم المشاركات والنصوص المسموعة من مبدعيها مباشرة أمام لجنة التحكيم والجمهور، خلال حلقات التصفيات التي ستتم من 11 إلى 13 أفريل القادم. وأشارت لجنة جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى امتداد الرقعة الجغرافية التي مثلها المشاركون في الجائزة، لتشمل العالم العربي ككل من المحيط إلى الخليج، ومجموعة من الدول الأخرى كالهند، وتشاد، وإريتريا، وبوركينا فاسو، والسنغال، والسويد، وبلجيكا، مما يؤكد مدى الاهتمام بالمشاركة والتنافس في هذا المضمار عامةً، وفي مدح الرسول، صلى الله عليه وسلم، خاصةً. وأوضحت أنّ النصوص المشاركة كانت قد مثلت طيفاً واسعاً من الأساليب والأنماط، تراوحت بين القصيدة التقليدية والسطور النثرية، وبين المحاولات الجادة الرصينة المبدعة، وغيرها من المشاركات الكثيرة التي ازدانت بمدح الرسول صلى الله عليه وسلم. وتُعدّ جائزة كتارا لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، أكبر نشاط ثقافي ديني ينظّم على مستوى الوطن العربي، حيث تسعى إلى تشجيع أبناء الوطن العربي والإسلامي لحفظ الشعر والاهتمام به؛ لما له من الأثر الطيب في زرع القيم الإسلامية الأصيلة في نفوسهم، وكذلك المحافظة على تراثنا وتناقله عبر الأجيال، إلى جانب استثمار الشعر في إبراز رسالة الإسلام السمحى، والذود عنها ضد المغرضين من أصحاب النفوس المريضة، الذين يسعون إلى تشويه صورة ديننا الحنيف. وتهدف الجائزة كذلك إلى تعميق حب المصطفى في قلوب الأجيال المعاصرة المحاطة بالكثير من الأفكار والتيارات، التي تسعى للانحراف بهم عن طريق الهداية، لاسيما أن الشعر يهز المشاعر ويحرك العواطف، كما تهدف إلى تشجيع المواهب الشابة وصقلها وتنميتها والأخذ بيد الشباب ليترجموا نبوغهم إلى أشعار تخدم الإسلام. ومن بين أهداف جائزة كتارا لشاعر الرسول عليه الصلاة والسلام، التأكيد على أهمية الشعر واللغة العربية في وحدة الأمة الإسلامية، وربط شباب الأمة بحضارتها وتدعيم الهوية العربية، وتعريف الجمهور بقيمة فن الشعر، ومدى تأثره بواقعنا وتأثيره عليه من خلال التجارب الشعرية والقصائد الملقاة على لسان المتسابقين، إضافة إلى تعزيز الجهود التي تهدف إلى المحافظة على التراث الأدبي واللغة العربية، وإحياء التراث من الأشعار الإسلامية القديمة والألوان الشعرية الحديثة؛ في مناخ يغلب عليه روح المنافسة والتفاعل، وإبراز المواهب الشعرية الملهمة والتحليق بها في سماء العالمية بدلاً من الانغلاق في نطاق المحلية.