كشف السيد سليم غليفط، مدير الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب فرع الجنوب، أن الوكالة موّلت ما يزيد عن 354 مؤسسة مصغرة، وهذا خلال سنة 2015، مشيرا إلى أن البرنامج الذي سطرته الوكالة بالتنسيق مع الجامعات في إطار الأيام الإعلامية حول المقاولاتية، كانت فرصة لتطوير فكر المقاولاتية وتعزيزه وسط الطلبة. وأوضح المتحدث أن الوكالة الوطنية كونت خلال السنة المنصرمة ما يزيد عن 390 مستثمرا، 97 منهم نساء مستثمرات، مؤكدا أن هذه النسبة تزيد من سنة إلى أخرى، وهذا بفضل تفتّح هؤلاء على فكرة الدعم من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل شباب، وانخراط النساء في مجال المقاولاتية وتأسيس المؤسسات المصغرة. واعتبر المسؤول أن خريجي الجامعات هم الجديرون بإنشاء مؤسسات مصغرة، غير أن نجاح هذه المؤسسات مرهون بمدى نضج هؤلاء في مجال الفكر المقاولاتي، حيث أكد أن الأيام الإعلامية وكذا التكوين الذي تقدمه الوكالة، كفيلة بتعليم هؤلاء الأسس الصحيحة لإنشاء مؤسسة ناجحة بعيدة عن شبح الفشل والخسارة، لاسيما الأمور المتعلقة بالضرائب، الميزانية، والحصيلة المالية، وما للمستثمر من حقوق وواجبات تجاه الوكالة والممولين وكذا البنوك.. وأشار نفس المتحدث إلى ضرورة تعريف الشاب قبل انطلاقه في تأسيس مشروعه الجديد، بالفكر المقاولاتي وتحسيسه بدوره في حل مشكلة البطالة، على أن تبقى المقاولة، حسبه، الحل الفعال للخروج من البطالة بالإضافة إلى إعلامه بالآليات التي تتيحها الدولة في مجال إنشاء مؤسسات صغيرة ومشاريع خاصة. وخلال اليوم الإعلامي لإحصائيات سنة 2015 الذي نظمته الوكالة الوطنية مؤخرا، أوضح المتحدث أن الوكالة تفتح أبوابها خلال العديد من التظاهرات حتى تكون فضاء للاحتكاك المباشر بين الطلبة وأصحاب مؤسسات صغيرة؛ من أجل تطوير الفكر المقاولاتي وتعزيزه لدى الشاب الراغب في الاستثمار. وأشار المتحدث إلى أن التكوين الذي يتلقاه المستثمرون الجدد على مستوى الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، أتى بثماره، وأصبح الشاب على وعي أكبر بالكيفية الصحيحة لإنشاء مؤسسة ومنعها من الفشل. وأكد أن أكبر نسبة من الشباب الذين استفادوا من دعم الوكالة، باتوا يدفعون أقساطا لإعادة القروض وسد ديونهم تجاه الدولة، مشيرا إلى أن قضايا قليلة جدا أحيلت على العدالة بسبب الاختلاس. وأكد سليم غليفط أن مرافقة الشاب قبل وبعد عملية التمويل تهدف إلى الوقوف الفعلي على مدى رغبة الطالب في إنشاء مؤسسات صغيرة ومشاريع خاصة، وحثه على استغلال الامتيازات التي توفرها الدولة في مجال إنشاء المؤسسات من خلال الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، كما يتم إعلام الشاب وتقديم له كل الشروح اللازمة المتعلقة بالبرامج التي وفرتها الدولة لدعم الشباب وكيفية الاستفادة منها، وتحفيزهم على العمل لاستغلال مؤهلاتهم وصقلها في الميدان الاقتصادي. على صعيد آخر، أشار المتحدث إلى أن الوكالة اليوم باتت تقدم قروض وفق نوعية المشروع وأهميته، علما أنه تم تجميد "مؤقتا" تمويل بعض الخدمات، كالنقل مثلا ووكالات كراء السيارات، لاسيما أن القطاع عرف تشبعا في هذه الخدمات، وذلك إلى حين حاجة السوق إليها، مؤكدا أن مكاتب الأطباء والمحامين والموثقين تقبل، بصفة كبيرة، على التمويل عن طريق الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب. وللإشارة، قال المتحدث إن الجامعات ومراكز التكوين المهني وقّعت مؤخرا اتفاقية تعاون مع الفروع الولائية للوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب؛ قصد تجسيد شراكة حقيقية بين المؤسستين، تمكّنهما من العمل سويا لتوفير مناخ ملائم لتحفيز الطلبة على ولوج عالم المقاولاتية ومؤسسات الشباب. ومن أهم المشاكل التي تواجه الشاب عند إنشاء مؤسسته المصغرة، حسب مدير فرع الجنوب، عدم توفر الشغل "ميدانيا"، أي عدم إيجاد أسواق مفتوحة، وهذا ما يجعله يعيش فترة من الركوض بين حين وآخر، وهذا ما دفع بالدولة إلى تخصيص نسبة 20 بالمائة من الصفقات العمومية للشباب المستثمرين من وكالة "لونساج".