قال عبد القادر سعدوني، ممثل الشركة الجزائرية للمنسوجات بمناسبة مشاركته في معرض النسيج الجاري فعالياته برياض الفتح إلى غاية 24 مارس الجاري، إن "الصناعات النسيجية في الجزائر تعرف انتعاشا وتحسنا سواء من حيث الجودة أو النوعية، بقي فقط أن نعيد بناء الثقة مع المواطن تجاه ما نعده من منتجات نسيجية محلية". الصناعات النسيجية في الجزائر مرت بعدة مراحل صعبة، غير أنها تمكنت، حسب عبد القادر سعدوني، "من البقاء صامدة وذلك بفضل دعم الدولة من خلال تجديد الآلات والعتاد في 17 مركبا تابعا للشركة الأم، وذلك بإعادة تأهيلها". ويضيف: "واليوم نعد نوعية عالية من حيث الجودة والنوعية، ونراهن على ثقة المواطنين من أجل الاطلاع على منسوجاتنا الحاضرة في السوق، والمتمثلة في البطانيات التي تُعد من المنتجات الجديدة التي استثمرت فيها المؤسسة إلى جانب الأقمشة الخاصة بصناعة الألبسة الجاهزة وأقمشة موجهة للصالونات، بما في ذلك الخيوط ذات النوعية الرفيعة". من جملة الانشغالات التي يعانيها قطاع النسيج في الجزائر، حسب ذات المصدر، اليد العاملة، وهي على العموم مشكلة مطروحة في كامل التراب الوطني؛ "إذ أننا (يقول) لا نملك يدا عاملة مؤهلة؛ من أجل هذا بادرنا كمؤسسة، بتكوين اليد العاملة الشابة، "مشيرا إلى أن المقصود بشح اليد العاملة أن ثقافة العمل في المصانع لدى الشباب اليوم، غير واردة، وأغلبهم يرفضون ربط حياتهم بآلة طيلة اليوم، على خلاف كبار السن من الذين دخلوا إلى المصانع في السنوات التي بدأت الصناعة النسيجية نشاطها، حيث أفنوا حياتهم في الصناعات النسيجية ولم يشتكوا، ما يعني أن الصناعة النسيجية بحاجة إلى يد عاملة صبورة، وهو ما لا نجده، من أجل هذا نعتقد أن العمل في المصانع غير مرحب به لدى الكثير من الشباب". كما قال: "من ناحية أخرى، نجد أن اليد العاملة الكبيرة في السن تتقن عملها أكثر من اليد العاملة الشابة؛ ببساطة، لأن الأولى تعمل بحب على خلاف اليد العاملة الشابة"، مشيرا إلى أن الشركة الجزائرية للمنسوجات توظف ما يقارب 8 آلاف عامل. وفي رده على سؤالنا عن الأسعار على اعتبار أن المؤسسة تراهن على كسب ثقة المواطنين، قال إن المؤسسة تعمل على جعل الأسعار في متناول الجميع؛ فمثلا البطانيات لا تزيد أسعارها عن 2700 دج بينما نجدها في الأسواق تباع ب 3000 و4000دج. أما الأقمشة الموجهة لغرف الجلوس اليومية فلا يزيد سعر المتر الواحد فيها عن 200دج؛ ما يعني أنها في متناول الجميع وبنوعية تنافسية. احتكّت "المساء" بعدد من زوار المعرض الذين شد انتباههم ما عرضته المؤسسة من منسوجات، تباينت بين البطانيات والأقمشة والمفروشات الموجهة للغرفة أو للباس. وفي حديثنا إلى سيدة كانت بصدد تفحص بطانية قالت بأنها تحب اقتناء كل ما هو إنتاج محلي من أجل تشجيع منتوجاتنا، مشيرة إلى أن أكثر ما شد انتباهها هو الإتقان والأسعار المعقولة مقارنة بتلك الأجنبية، في حين شاطرتها الرأي مواطنة أخرى لقي إعجابها القماش الخاص بغرف الجلوس والذي لا يتعدى سعر المتر الواحد منه 450دج، قالت: "لم أكن أعرف أننا نملك نوعية جيدة من القماش من صنع محلي!"، بينما راحت مواطنة أخرى تستفسر عن الطريقة التي تتصل فيها بالمصنع لتأمين طلبية لورشتها الصغيرة المختصة في الألبسة الجاهزة وقالت: "إن مثل هذه المعارض يسمح للمستهلك بالتعرف عن كثب، على ما يُنتج محليا، والاطلاع على حقيقية الأسعار. وبما أن ممثل الشركة موجود فهي فرصة لربط علاقة عمل لتزويد مصنعي بما أحتاج إليه من قماش وبأسعار معقولة".