يؤكد الصحافي ابراهيم تاخروبت مدير تحرير يومية "ليكسبريسيون" أن لجوء الناشرين إلى حجب صفحات الجرائد عن القارئ بالمواقع الإلكترونية، لإرغامه على شرائها، ليس بالوسيلة المفيدة، فهي طريقة تجارية ولكن نتائجها ليست ناجعة فيما بعد، لأنه يمكن أن ندفع القارئ القريب من الكشك إلى شراء الصحيفة، لكن القارئ الذي يتصفح الوسائل الجديدة عبر الجيل الثالث والرابع بالطائرة أو على متن وسائل نقل أخرى، وحتى القارئ خارج الوطن، لا ينتظرك أكثر لتصفح الجريدة، إلى غاية منصف النهار وهذا ليس فعالا. ❊ في خضم هذه الوضعية، هل طبقتم طريقة حجب النسخة الإلكترونية؟ — نحن في "ليكسبريسون" طبقنا هذه الطريقة لعدة أشهر، لكن بعد ذلك تراجعنا عنها، فالجريدة تكون في متناول القارئ ابتداء من منتصف الليل، ويمكنه في أي مكان من العالم مطالعة محتوى الجريدة، كما أننا بصدد تحديث وتطوير الموقع الإلكتروني للجريدة، لأننا لا نملك خيارا أمام انتشار خدمات الجيلين الثالث والرابع، وما يتبعه من إشهار إلكتروني. نحن صحافيون مخضرمون، فقد شهدنا عهد الطبع عن طريق "حروف الرصاص" واستعمال القلم والورق، واليوم نحن نصفف مباشرة على الكومبيوتر، وذاهبون إلى عهد ستزول فيه الصحف المكتوبة، وتنقرض مثلما انقرضت الديناصورات. ❊ ولكن نلاحظ أن النسخة الإلكترونية كانت سببا في نقص عدد النسخ الورقية المطبوعة؟ — نعم، بالنسبة للصحافة الوطنية المكتوبة الناطقة بالفرنسية، تأثرت قبل ذلك بسبب تعريب المدرسة الجزائرية، ثم بسبب القراءة الإلكترونية، وما نتج عنها من ارتفاع في حجم المرتجعات، حيث لجأت العديد من الجرائد إلى خفض عدد النسخ الورقية. ❊ كيف ترون عدد قراء "ليكسبريسيون" من خلال النسختين، وأيهما أكثر؟ — عبر الأنترنيت أكثر.. وما علينا إلا أن نتكيف مع هذا التحول، لذلك أرى شخصيا أن الصحف إذا أرادت أن تحافظ على قرائها فما عليها إلا التركيز على هذا على "العمل الجواري" لأنه يهم ويفيد القارئ، وهو الاتجاه الذي تعتمده جريدتنا، ثم يتعين علينا تكوين ورسكلة الصحافيين في طريقة الكتابة المناسبة للموقع الإختباري "أونلاين". ❊ إذن كيف تتصور مستقبل الصحافة الورقية؟ — لا أظن أن الصحافة الورقية ستعمر، فقد يبقى في السوق جرائد قد لا تعد على أصابع اليد الواحدة، وتباع بثمن غال، تعتمد على أسلوب تحليلي وليس إخباري، وأظن أن هناك مشروعا لدى الوزارة لم تصرح به، يهدف إلى تطهير الساحة الإعلامية من الجرائد التي لا تتعدى عدد نسخها ألفين أو ثلاثة آلاف نسخة، ولا توزع إطلاقا، حيث سيتم بذلك إزالة قرابة 60 يومية من السوق الإعلامية. ❊ وما واقع الصحافة الورقية بمثيلاتها في العالم؟ — لنأخذ الخبرة من أعرق جريدة في بريطانيا وهي "ذي أندبندنت" التي تخلت مؤخرا عن النسخة الورقية، وفي الجزائر يتجه القارئ للاطلاع عن آخر الأخبار عبر المواقع الإخبارية الإلكترونية، التي لها القوة في استقطاب القراء، واكتساب ثقتهم بآنيتها وجديتها وموضوعيتها.