الانترنيت او الشبكة العنكبوتية ، و ما توفره من خدمات ، التي ما فتئت تتطور يوما بعد يوم ،أصبحت وسيلة لا يمكن للإعلام المكتوب في الجزائر الاستغناء عنها ،بل ساهمت في كثير من الأحيان في كسب العديد من العناوين الرواج لدى زوار مواقعها ، ما جعلها توسع مجال مقرؤيتها ، و تحتل لها موقعا في المجال الإعلامي ، فهل سيؤثر ذلك على الجرائد الورقية ؟ هذا الواقع حلله الخبير في تكنولوجيات الإعلام و الاتصال يونس قرار من منبر «ضيف الشعب» . تطرق الخبير قرار في معرض حديثه ، إلى مختلف المراحل التي مر بها الإعلام المكتوب ، منذ دخول تكنولوجيا الإعلام و الاتصال إلى الجزائر في التسعينات ، ابرز من خلالها مسايرة الجرائد مرحلة الانتقال من النسخ والطبع إلى إنشاء مواقع خاصة بها ، مواكبة للتكنولوجيات الحديثة في هذا المجال ، غير ان هذه «النقلة» لن تزيل الجرائد الورقية من الساحة الإعلامية على حد اعتقاده ، لان تصفح أوراق جريدة ترسخ لدى البعض ، و أصبح عادة لا يمكن الاستغناء عنها ، ولا يعوضها جهاز الإعلام الآلي . أول جريدة «خاصة» انشات موقعا الكترونيا لها كان ذلك سنة 1997 وتعد «الشعب» من بين أولى الجرائد التي قامت بتصميم محتواها سنة 1998 ، غير ان تصفحها كان من خارج الوطن ، حيث ان 80 بالمائة من زوارها من الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أوروبية . من بين العوامل التي ساهمت في إقبال الجرائد على تصميم مواقع الكترونية لها جانب التمويل ، إذ ان «النسخة الالكترونية» اقل تكليفا من النسخة الورقية كما أوضح الخبير ، بالإضافة إلى عامل آخر يتمثل في سرعة انتشار الجريدة ، و استقطاب اكبر عدد من القراء في بضع دقائق ، ومعرفة عدد المتصفحين للجريدة و للمقال ، كما يتلقى تعليقات حول الموضوع الذي كتبه . كل هذه الامتيازات التي تمنحها الانترنيت تعد تحديات في ذات الوقت يتعين على الصحفيين رفعها كما ذكر الخبير قرار ، ويتطلب منهم التأقلم معها ، لأنها تضع عملهم بصفة دائمة على المحك ، ويصبح عرضة للانتقادات ، وهذا ما يحفزه على بذل الجهود لتحسين عمله . مجال المعلوماتية فتح شهية الجرائد ، لتحسين محتواها شكلا ونوعية، ودخلوا مرحلة جديدة من التحديات كما قال الخبير ، حيث بدأت بعض المواقع تغير من محتواها ، واستغلت بعض الجرائد الانترنيت لبث أخبار لا تنشرها في الجريدة الورقية ،لأنها من جهة تريد مواكبة عصر التكنولوجيا ، واستقطاب قراء من خلال هذه الوسيلة ، ومن جانب آخر تعمل على الحفاظ على قرائها التقليديين ، وتطورت فكرة تصميم المواقع الإخبارية منها من تبث أخبار رسمية . ابرز الخبير بان المنتديات عبر الشبكة الالكترونية خلقت تفاعلا بين الصحفي و المواقع الالكترونية ، كما أصبحت هذه المواقع سهلة التحديث ،وأكثر من ذلك مكنت تكنولوجيا المعلوماتية الصحفي من إنشاء موقع خاص به يجمع فيه مقالاته الصحفية . وازداد مجال المعلوماتية أهمية بدخول اللوحات و الهواتف الذكية (الجيل الثالث)، وهذا لصالح الصحافة المكتوبة ، لأنه سيفتح لها المجال اكبر ، حيث يمكن لأي شخص يملك هذا النوع من الهواتف دخول مواقع الجرائد ، هذه الأخيرة تصبح قابلة للتصفح في أي وقت و في أي مكان ن لكنها في ذات الوقت فتحت تحديات ، إذ تطرح إشكالية حماية الملكية الفكرية ، إذ يمكن من خلال عملية قرصنة ، استغلال مجهودات فكرية (مقالات وغيرها..) لصحفيين و إعلاميين من قبل أشخاص آخرين .