أعاد شهر رمضان مطلب سكان بلدية العاشور والمتعلق بإنجاز سوق منتظمة إلى الواجهة، بعدما تحولت الأرصفة والطرقات إلى أماكن لممارسة التجارة الفوضوية وعرض مختلف السلع التي تعرف إقبالا من طرف سكان هذه البلدية والبلديات المجاورة، الذين يلجؤون إليها في غياب البديل الذي يمكنهم من اقتناء حاجياتهم، في وقت يبقى مشروع إنجاز سوق جديدة من بين الوعود التي قدمتها السلطات المحلية ولم تلتزم بتجسيدها. جدد سكان بلدية العاشور مطلبهم القاضي بتجسيد مشروع سوق جوراية، من شأنها تخفيف عنهم عناء التنقل إلى أسواق البلديات المجاورة والقضاء بالتالي على التجارة الفوضوية التي أصبحت مصدر إزعاج بالنسبة إليهم، لاسيما بحي وادي الطرفة التابع إداريا لبلدية الدرارية، والذي يعد الحل الوحيد للباعة والمواطنين في غياب هذا المرفق الهام، خاصة خلال شهر الصيام الذي تكثر فيه الطلبات. وأوضح المتحدثون أنهم قدموا عدة شكاوي للجهات المعنية من أجل تجسيد هذا المشروع، غير أن الوضع لا يزال على حاله، ووعود السلطات بإنجاز مشروع جديد في الوعاء الذي استرجع من عملية إعادة الإسكان لم يجسد على أرض الواقع، رغم أن رئيس بلدية العاشور، سبق له أن صرح بأن المشروع سينطلق بداية من السنة الجارية، غير أنه لا جديد يذكر لحد الساعة. وقد انعكس غياب سوق منظمة بالعاشور على حي وادي الطرفة القريب من المنطقة والتابع إداريا للدرارية، بالنظر إلى العدد الكبير من المواطنين الذين يقصدونه يوميا، حيث يشهد فوضى عارمة منذ سنوات، نتيجة لاتساع التجارة الموازية خلال رمضان، حيث وجد التجار الفرصة مواتية لتكثيف نشاطهم وعرض مختلف المنتجات أمام الزبائن الذين لا يتوانون عن اقتنائها رغم عرضها في ظروف غير صحية تحت أشعة الشمس الحارقة إذ لا يزال سكان حي وادي الطرفة، وغيرهم من سكان باقي الأحياء المجاورة، ينتظرون حلا مناسبا لمشكل التجارة الموازية المتمثلة في عرض السلع بشكل عشوائي فوق الأرصفة وحتى وسط الطريق، بالرغم من الوعود المقدمة من قبل السلطات المعنية، والقاضية بإنشاء سوق جواري بوادي الطرفة وسوق أخرى بالعاشور وهو ما لم ير النور إلى حد الآن. وفي هذا الصدد، أشار بعض هؤلاء ل"المساء"، إلى أن ظاهرة الباعة الفوضويين المتواجدين بوادي الطرفة، انتشرت بشكل ملفت للانتباه في السنوات الأخيرة، وزادت حدتها أكثر خلال شهر الصيام، ما أثر على حركة السير بالحي، وتسبب في اختناق مروري بالمنطقة نتيجة عرض السلع على الطرقات والأرصفة بشكل عشوائي، فرغم المحاولات المتكررة لإزالة هذه الأسواق الفوضوية، إلا أن السلطات المحلية لم تتمكن من ردع هؤلاء الباعة عن مزاولة نشاطهم غير الشرعي بسبب غياب البديل وهو وجود سوق منظمة تمكنهم من ممارسة تجارتهم. ففي الوقت الذي وجد فيه الكثير من الزبائن ضالتهم في هذه السوق التي توفر لهم كل ما يحتاجونه من خضر وفواكه ومختلف المواد الأخرى وبأسعار معقولة، فإن سكان الحي يشكون الفوضى والحركة الكثيفة التي لا تنقطع عن المكان، فضلا عن المناوشات التي تحدث بين الحين والآخر والتي عكرت صفو حياتهم وحرمتهم من الراحة حتى وهم داخل منازلهم. من جهة أخرى، يعد مشكل النفايات التي يخلفها الباعة يوميا نقطة سوداء أخرى، حيث يغرق فيها الحي الذي شُوهت صورته وأصبح وجهة لمن يرغب في الربح السريع على حساب راحة السكان، خاصة أن رمي القمامة بشكل فوضوي أدى إلى انتشار الحشرات الضارة مثل البعوض الذي يكثر في فصل الحر. وفي هذا الصدد، يناشد سكان حي وادي الطرفة وكافة سكان بلدية العاشور السلطات المعنية وعلى رأسها والي ولاية العاصمة، وضع حد للنشاط التجاري الموازي بالمنطقة وتوفير البديل.