الزحام شديد والحيز ضيق جدا.. كل الفلاشات مغرية والحيرة أكبر.. شخصيات لامعة تطل من هنا وأخرى من هناك، والمتفرج يضغط على الريموت كونترول ويحاول جاهدا وضع أصبعه على الاختيار الأنسب، لكن الحيرة تكبر بسبب الكم الهائل من المسلسلات العربية التي غزت الفضائيات العربية لرمضان 2009، حيث يتنافس أكثر من 80 مسلسلا على كسب قلوب وعقول المشاهدين العرب الذين يجدون في التلفزيون لذة خاصة في رمضان، وإن كان الجزء الأكبر من الحيرة في عقول السيدات الماكثات بالبيت والائي اعتدن على متابعة الجديد الذي تجود به الفضائيات لتمضية الوقت خصوصا أن النهار طويل هذه المرة. منافسة قوية بين نجوم الدراما العربية، السورية والمصرية الذين جسدوا العشرات من القضايا التي تهم المشاهد العربي من خلال مسلسلات ستطل في يوميات وسهرات الشهر الفضيل، وعلى رأسها القضايا الاجتماعية، قضية علاقة السلطة بالفساد، البطالة وما يترتب عليها من ضياع لمستقبل الشباب، وقضية هيمنة المجتمع الذكوري، وتأثير عنوسة الفتيات على حياتهن النفسية والاجتماعية، والسياسية وكذا الوضع العام للوطن العربي والقضية الفلسطينية، منها مسلسل "سفر الحجارة" ويروي قصة انتفاضة الأقصى، ويصور الواقع الأليم الذي عاناه الشعب الفلسطيني في ذلك الوقت، وهو من بطولة وائل رمضان وفيلدا سمور، وسنعرض عليكم أهم الأعمال التي دخلت الشبكة البرمجية للفضائيات العربية. فالدراما السورية التي أصبحت رفيقا قويا للمشاهد في رمضان تواصل إبهار عشاقها بمجموعة من الأعمال الشيّقة، وعلى رأسها الجزء الرابع من مسلسل باب الحارة، يبدأ الموسم الرابع بانتهاء المعركة التي حدثت عند باب الحارة، واستشهاد ابراهيم ومسلم من شباب الحارة وجرح أبو كاسم وخاطر، بينما يتم قتل العديد من عناصر القوة الفرنسية، ويجرح البعض ويستسلم الضابط جان ميران والمترجم وبعض العناصر الآخرين، فيتم أسرهم إلى داخل الحارة. وعندما تأتي تعزيزات العسكر بقيادة ضابط كبير، نرى موقفا بطوليا من أبو شهاب ومن رجال الحارة حيث يقفون في وجه الضابط، ويمتنعون عن أية مفاوضات إلا بعد أن تنتهي مراسم تشييع شهداء الحارة، وعند هذا الموقف البطولي من رجال الحارة، تتخذ المستشارية العسكرية أمرا بفرض الحصار التام والشامل على حارة الضبع. ويقدم المخرج نجدة أنزور مسلسل »رجال الحسم« الذي يدخل الدراما السورية عالم الجاسوسية، الذي كان مقتصرا على المسلسلات المصرية، من خلال قصة (فارس) المدرس الجولاني الذي يفقد أمه وأخاه في حرب 67، ويقرر الانتقام بتنفيذ عملية استشهادية في الأرض المحتلة، لكن الظروف تحول دون تحقيق ذلك، غير أن إصرار (فارس) على القيام بعمل ما يدفعه للسفر إلى دولة أوروبية بهدف التقرب من المافيا الإسرائيلية والدخول إلى قلب إسرائيل. مسلسل »شتاء ساخن«، يعتمد على القالب التشويقي والبوليسي فضلا عن العديد من الموضوعات الجريئة التي صاغها بإبداع المؤلف المثير للجدل فؤاد حميرة. وهو مستوحى من قصة حقيقية تدور أحداثها حول عصابة سطو يتزعمها (وكيل)، تقوم العصابة بالسطو على محل وتفر بغنيمة من الذهب والأموال، ويكتشف أفراد العصابة وجود كاميرا سجلت أحداث الجريمة مما يقودهم إلى جرائم أخرى للتخلص من شريط الفيديو. كما يعالج العمل مجموعة من القضايا الشائكة في المجتمع انطلاقا من جريمة قتل تحدث بقصد السرقة، حيث يتفجر الصراع بين أقطاب العصابة، ومن خلالهم تتشعب الخطوط الدرامية لتتناول أموراً تتعلق بصراع يعيشه الابن الضابط لدى معرفه حقيقة والده السارق، وكيف تكون ردة فعل أب تفاجئه ابنته بالحقيقة فهي (متحولة جنسياً) وأجرت عملية لتصحح الحالة المرضية التي تعيشها وتتحول إلى ذكر، المسلسل من بطولة: عباس النوري وباسم ياخور. كما استطاع نجوم الدراما الخليجون أن يفرضوا ذاتهم خلال السنتين الأخيرتين وخصوصا الأعمال التي تقدمها الفنانة حياة الفهد، والتي لها القدرة على جلب انتباه المشاهد لمتابعة أعمالها باهتمام، حيث استطاع مسلسل الفرية الذي عرض في رمضان 2007 أن يستقطب اهتمام المشاهدين بصورة قوية. "دمعة يتيم" هو اسم المسلسل الذي ستطل به الفنانة والمؤلفة حياة الفهد هذه السنة، وهي دراما اجتماعية خليجية تعالج مشكلة الأيتام، ويتطرق إلى القضايا الإنسانية التي تعاني منها فئة كبيرة في المجتمع وهي فئة الأيتام أو مجهولي الأبوين. شارك في الأدوار الرئيسية حياة الفهد ومنى شداد وعلي جمعة، المسلسل من تأليف حياة الفهد. شر النفوس في جزئه الجديد متكون من ثلاثين حلقة محورها القضايا الاجتماعية المهمة، وتدور أحداثه في قالب رومانسي يعتمد على المفارقات بين الحب والجحود والتضحية والنكران ويسلط الضوء على مشكلات العلاقات الاجتماعية بين الأسر في المجتمع الخليجي. تؤدي فيه الفنانة أمل عباس دور الأم الطيبة المتفانية في تقديم التضحيات لأسرتها وللآخرين. كما تجسد الفنانة أسمهان توفيق دور الأخت الطيبة التي تسلم كل أموالها لأخيها لكي يديرها، ثم تكتشف خيانته وسرقته لها وحرمانها من ثروتها. هوامير الصحراء.. مسلسل خليجي يرصد الحياة المخملية للأثرياء في الخليج، وهو مسلسل درامي يقدم الحياة الغامضة والمشوقة للأثرياء عبر امتدادهم السياسي والاجتماعي والشخصي، العمل الذي تم تنفيذه بجرأة كبيرة مؤلف من 30 حلقة، كتب قصته الكاتب عبد الله بخيت بالتعاون مع الفنان عبد الله العامر، وأخرجه أيمن شيخاني. المسلسلات المصرية قوية جدا والإنتاج غزير أيضا ومن بينها نذكر أفراح إبليس: تدور أحداث المسلسل حول رجل أعمال من الصعيد وتربطه علاقة قوية بأحد الشخصيات المهمة في القاهرة، فتنشأ بينهم مصالح مشتركة، ولوجود هذه المصالح يحصل رجل الأعمال على دعم قوي مما يسهل عمل مصنح حديد وصلب ثم يصبح هو المسؤل الوحيد عن الحديد بطولة: جمال سليمان عبلة كامل. مسلسل "الأدهم" وتدور أحداث المسلسل حول رجل أعمال يتزوج من خادمة وينجب منها ولدا وبعدها يتوفى رجل الأعمال وترفض الأسرة الاعتراف بالولد، بطولة دلال عبدالعزيز وسيرين عبدالنور. "أدهم الشرقاوي" قصة شاب صغير السن يقرر أن يرفع الظلم عن أهل قريتة ويقع في حب بنت ريفية بسيطة بطولة سمير صبري عادل شعبان. مسلسل "الرحايا" تدور أحداثه حول رجل يمتلك المال والسلطة يدعى محمد أبو دياب - نور الشريف - محبوب من أهل بلدته الذين يعيشون تحت إمرته، لكنه يتعرض للغدر من أقرب الناس إليه. بطولة نور الشريف، سوسن بدر. "حدف البحر" تجسد فيه الممثلة سمية الخشاب شخصيتي التوأم لأول مرة في مسيرتها الأولى طبيبة تدعى - نيرة - و الثانية - مشتهي- مطربة. قائمة المسلسلات طويلة جدا والمنافسة شرسة فمن سيكون نجم المسلسلات الرمضانية، هذا ما سنعرفه خلال الأيام القادمة.