عاش أمس سكان شارع الحدائق بحي سيدي الهواري بقلب مدينة وهران، أجواء رعب حقيقي على خلفية انهيار جديد مس عمارة قديمة غير آهلة انهار طابقها الثاني بالكامل، متسببا في انهيار داخلي لكل الطوابق الواقعة أسفل العمارة، فيما غطت الردوم طرق شارع الحدائق الذي يُعد المنفذ الوحيد باتجاه وسط المدينة. أقدمت أمس مصالح بلدية وهران رفقة مصالح الحماية المدنية على التدخل بشارع الحدائق، إثر انهيار وقع بداخل بناية؛ ما تسبّب في حالة رعب وسط العائلات المقيمة بجانب البناية المنهارة والواقعة ب 31 شارع الحدائق، الذي يضم أقدم البنايات بمدينة وهران؛ على اعتباره ثاني منطقة مستها عمليات البناء خلال الفترة الاستعمارية. كما أن شارع الحدائق يقع أسفل منطقة الدرب القديمة، والتي تم فيها إخلاء جميع البنايات القديمة من السكان تقريبا. وقد أعرب أمس السكان المحاذون للعمارة عن مخاوفهم من بقاء الوضعية على حالها في ظل الخطر القائم ببقاء البناية على حالها، غير أن مصادر من بلدية وهران أكدت استحالة هدم البناية في الوقت الراهن، خاصة أنها تتوسط عمارتين آهلتين بالسكان؛ ما يهدد بإسقاطهما في حالة هدمها، غير أن السكان أكدوا أن بقاء البناية على حالها سيتسبب في كارثة قد تخلّف قتلى في حالة انهيارها بالكامل وسحبها للبنايتين المجاورتين لها. وقد تنقّل أمس ممثل عن الولاية للوقوف على حجم الأضرار قصد اتخاذ القرارات المناسبة، وذلك في الوقت الذي لايزال والي وهران ورئيس الدائرة في عطلة؛ ما سيؤخر القرارات الخاصة بمصير سكان البنايات المجاورة. ويُذكر أن شارع الحدائق يُعد المنفذ الرئيس باتجاه وسط المدينة؛ حيث يربط حي سيدي الهواري والطريق الجديدة لرأس العين وحي البلانتير بوسط المدينة، وتعبره يوميا آلاف المركبات إلى جانب آلاف المارة القاصدين وسط المدينة؛ ما أدخل المنطقة مجددا في فوضى مرورية، خاصة أن جميع المركبات أصبحت تلجأ للمرور عبر طريق الميناء العلوي باتجاه وسط المدينة؛ حيث تلتقي جميع المركبات بملتقى طرق سونلغاز عند مدخل شارع جبهة البحر المكتظ. كما يُذكر أن الشارع قد شهد منذ 10 سنوات، انهيارا مس منطقة الدرب المطلة على الشارع؛ حيث تدخلت السلطات وقتها بإنجاز جدار واق لمنع انهيار كامل المنطقة، فيما شهد نفس الطريق انهيارا آخر منذ سنتين في المنطقة المطلة على حي سيدي الهواري وتم التكفل به، فيما تبقى كامل المنطقة مهددة بالانهيار. وقد عرفت مدينة وهران خلال السنوات الأخيرة، عشرات الانهيارات التي مست البنايات القديمة والتي كانت أهمها وفاة 3 أشخاص في انهيار عمارة بحي الحمري، وهي القضية التي فجّرت الشارع، ودفعت بالسلطات العليا إلى تقرير برنامج خاص بترحيل سكان المباني القديمة، غير أنه بعد 14 سنة كاملة على إطلاق البرنامج لاتزال الانهيارات متواصلة مع تسجيل ضحايا، كان آخرها وفاة امرأة منذ سنة بحي كوشة الجير الشعبي بعد سقوطها من أعلى بناية بعد انهيار جدار كانت تقف بجانبه.