أوضح الفنان التشكيلي مراد عبد اللاوي أن تظاهرة "السمبوزيوم" التي احتضنتها خنشلة في أواخر شهر أوت الماضي، كان يمكن أن تكون أفضل تنظيما بتعاون السلطات الولائية، مشيرا إلى خطأ تنظيم مثل هذه الفعاليات الدولية، في زمن يكون أغلب المسؤولين إن لم نقل جميعهم، في عطلة. ..أضاف مراد عبد اللاوي المكلف بالاتصال بالفنانين الأجانب في "السمبوزيوم" نظرا لخبرته الدولية، ل"المساء"، أنّ الهدف من تنظيم هذه التظاهرة هو إبراز جمال المناظر الطبيعية في الجزائر وفي مقدمتها جبال شيليا، مع التأكيد على المواهب الفنية الجزائرية، لينتقل إلى تعريف ما يسمى ب"السمبوزيوم"، وهو تظاهرة دولية يتم فيها تنظيم ورشات، ومنه عرض الأعمال المنجزة في معرض. واسترسل المتحدث أن هذه الفعاليات عرفت مشاركة فنانين من 16 يلدا، بالإضافة إلى الجزائر، ومن بينها تونس، لبنان، قطر، بلجيكا، مصر، المغرب، السعودية، العراق وغيرها. أما عن بعض الأسماء المشاركة فنذكر حمادي من تونس، مصطفى غنيم من مصر، طاهرة فداء من سلطنة عمان، ماري جان فوزور من بلجيكا وغيرهم، كما أعرب عن تأسفه عن ظروف التكفل بالفنانين التي اعتبرها غير مريحة، مضيفا أن جمعية "لمسات للفنون التشكيلية لولاية خنشلة" المنظمة للفعاليات وعلى رأسها فؤاد بلاع، أدت ما عليها، إلا أن هذه الفعالية الدولية تستلزم الكثير من الإمكانيات، وهو ما لا تتوفر عليه. وفي هذا السياق، تم إيواء الضيوف في فندق حمام الصالحين الذي اعتبره المتحدث غير ملائم لهذا الحدث. تم بهذه المناسبة نقل المشاركين إلى منطقة شيليا، حيث انبهروا بجمال الطبيعة هناك، ليكون ذلك بمثابة إشهار مجاني للبلد ومناسبة لجذب السياح، كما شاركوا في الورشات المنظمة في إطار هذه الفعاليات الموسمة ب"سمبوزيوم شيليا الدولي الأول" تحت شعار "الفن غذاء الروح"، دامت ثلاثة أيام وانبثقت عنها مجموعة من اللوحات. في المقابل، اعتبر مراد أن مستوى الفنانين التشكيليين في الجزائر عال جدا بشهادة النقاد الأجانب، مضيفا أنه ومع ذلك فإن الفنان التشكيلي يعيش تهميشا في بلده مقارنة بالمغنيين مثلا، ليؤكد أن المشكل في الجزائر لا يمس وزير الثقافة ولا حتى الفنان في حد ذاته، بل يعنى بوضعية الفن ككل، مؤكدا على وجود لوبي في العاصمة لا يهتم بالفنانين التشكيليين من خارج العاصمة، وساهموا بذلك في تحطيم كل القيم الفنية والجمالية. وفي هذا السياق، قال مراد إنه ينتظر منذ شهر تنظيم معرض فردي بقصر الثقافة، رغم أنه سبق أن عرض في الخارج، علاوة على حصوله رفقة فنانين جزائريين آخرين على المراكز الأولى في المسابقات الدولية. كما تم توكيل المتحدث من القاهرة لاختيار فنانين وأدباء في القصة والشعر والفن التشكيلي من الجزائر للمشاركة في مهرجان عكاظ العربي الأول للفنون. ورغم كل الصعوبات التي تعرقل المسيرة الفنية للفنان التشكيلي، أكد مراد حبه للفن وتضحيته له، معتبرا أن هناك من يشجع هذا الفن سواء من محبيه أو حتى من جامعي التحف، ليتطرق إلى موضوع آخر يتمثل في ضرورة أن يتسلح الفنان بالثقافة، مضيفا أن العديد من الفنانين يملكون مواهب كبيرة، إلا أنهم لا يهتمون بتثقيف أنفسهم، وهو ما ينعكس سلبا عليهم.