قال إلياس مرابط، منسق النشاطات الطبية في المؤسسة العمومية المتخصصة بالحروق ب"باستور"، إنه يتم تسجيل عشرات حالات الحوادث المنزلية والحروق الناجمة عن الأعمال المرتبطة بالذبح والسلخ وتحضير ‘البوزلوف' بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ولفت إلى تنامي الوعي بكيفية التعامل مع الحوادث المنزلية عموما، متأسفا في المقابل، لتزايد أعداد هذه الحوادث، بالرغم من التوعية المستمرة. بالرغم من العديد من الحملات التوعوية التي نظمتها الجمعية الوطنية للتوعية ضد الحروق لسنوات متتالية للوقاية من الحروق والحوادث المنزلية عموما، إلا أن الواقع يشير إلى تزايد حالات الحروق لكل الفئات العمرية على مدار السنة وليس مناسباتيا فقط، يوضح الياس الصغير، عضو سابق في الجمعية، ملفتا في لقاء مع "المساء" إلى أن حالات الحروق حاليا أضحت ناجمة ليس فقط عن شيّ رأس الخروف (تشواط البوزلوف) أو استعمال "الطابونة"، وإنما كذلك بسبب "الباربكيو" الذي قال عنه المتحدث بأنه دخل مؤخرا لدى الأسر كموضة جديدة في شيّ لحم الأضحية وأنه يسبب حالات حروق خطيرة، لاسيما على مستوى الوجه واليدين. وأرجع الياس حالات الحروق ب"الباربكيو" إلى خطأ في استعماله، حيث يعتمد الكثيرون على صب الكحول لزيادة ألسنة اللهب، مما قد يتسبب في وقوع حوادث، في الوقت الذي توفر السوق حجرا خاصا بمواقد "الباربكيو". من جهة أخرى، يسبب الموقد التقليدي أو ‘الطابونة' حالات حروق أخرى تشاع وسط ربات البيوت يوم عيد الأضحى، تحديدا بسبب عملية شيّ رأس الخروف، إلا أنه تم تسجيل أنواع من الحروق في السنوات القليلة الماضية والتي يتسبب فيها ‘الشاليمو'، هذا الأخير الذي يتسبب أيضا في حروق خطيرة، يشرح المتحدث. إلى جانب الحروق يوم العيد، هناك أيضا حوادث الإصابة بالسكين أو الآلات الحادة بفعل عملية الذبح والسلخ، مع الإشارة إلى أن حالات الحروق تكون تحديدا وسط النساء بفعل (تشواط البوزلوف)، فيما تسجل الإصابات بالآلات الحادة وسط الرجال خاصة من الشباب. كما لفت الياس إلى تنامي حالات الإصابة بالحروق عموما وليس فقط في عيد الأضحى، وأرجع السبب للاستعمال المفرط للألعاب النارية في الأعراس والمناسبات: "في السابق كانت الحروق المتسبب فيها المحارق والألعاب النارية مرتبطة فقط بمناسبة المولد النبوي، اليوم نلاحظ استفحالها على مدار السنة.. في الأفراح بنجاح البكالوريا، في حفلات الختان، في الأعراس..وغيرها. منذ رمضان الفارط إلى اليوم سجلنا عشرات حالات الحروق يوميا بسببها"، يقول الياس. عيادة المحروقين تستقبل يوميا ضحايا الحوادث المنزلية، خاصة الأطفال ممن يقعون ضحايا الحروق بالسوائل، ولفت المتحدث إلى تسجيل وعي لدى الأسر بأهمية تعريض العضو المحروق إلى الماء الجاري من الحنفية مباشرة لدقائق وتراجع استعمال معجون الأسنان أو الطماطم وغيره، لكنه تأسف في المقابل عن ارتفاع حالات الحروق في المنازل، مرجعا السبب إلى تهاون الأولياء في مراقبة أبنائهم. تعد عيادة باستور للمحروقين الوحيدة وطنيا في تقديم الإسعافات الضرورية للمحروقين، ويتم إجلاء الحالات المتطلبة للعناية إلى مستشفى الدويرة، وقال الياس الصغير، أنه لا بد من فتح مصالح أخرى في مختلف ولايات الوطن، "فمن غير الممكن استقبال مريض من الجنوب أو الهضاب العليا مثلا، بعد مرور يوم أو يومان عن الحادثة، حيث أنه لابد من التدخل الفوري لإسعاف المحروق، خاصة من الدرجة الثالثة حتى لا تتعقد حالته التي قد تفضي إلى الوفاة، خاصة إذا سجلت حالات نقص السوائل في جسم المريض"، يقول المتحدث، مضيفا أنه لا بد كذلك من تكوين وإعادة رسكلة الطواقم الطبية وشبه الطبية في مجال التكفل بالمحروقين، ومن ذلك زرع الجلد للمحروق وهي العملية الجراحية التي لا تتطلب معجزة، يقول الياس، وإنما يمكن القيام بها في مصالح جراحة الأطفال بسهولة، شريطة التكوين المتواصل للفرق الطبية وشبه الطبية.