تعرف وتيرة أشغال الجسر العملاق لوادي أوشايح بالجزائر العاصمة، والممتد على مسافة 1100 متر، تقدما ملحوظا بعد إعادة بعثه عقب عملية ترحيل سكان حي الرملي بجسر قسنطينة. وقد فاقت نسبة إنجاز هذا المشروع الحيوي الذي يعتبر من أبرز المشاريع التي يشرف عليها قطاع الأشغال العمومية بالعاصمة، ويرتقب استكماله في ديسمبر من العام القادم. وحسبما نقلته وكالة الأنباء عن مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر، السيد عبد الرحمن رحماني، فإن أشغال إنشاء هذا الجسر الكبير الذي يعتبر إحدى حلقات مشروع إنجاز المحور المركزي الرابط بين الطريق الوطني رقم 38 ومدينة براقي على امتداد 4,5 كلم، تسير بوتيرة متقدمة. هذا المشروع الذي خصص له غلاف مالي مقدر ب10 ملايير دينار، سيسمح بتسهيل حركة المرور انطلاقا من ميناء الجزائر باتجاه الطريق السيار شرق غرب، مع اجتناب المرور عبر بلديات جسر قسنطينة، حسين داي، الحراش وبراقي، وسيمكن مستعملي هذا المحور، خاصة شاحنات نقل البضائع، من الانتقال مباشرة من مخرج ميناء الجزائر باتجاه الطريق السيار، مرورا عبر نفق وادي أوشايح والجسر العملاق الذي يضم جسرا كبيرا موصولا بجسر حديدي يقطع السكة الحديدية ويمتد على طول 92 مترا. ولتسهيل عملية استكمال أشغال هذا المشروع، سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة إنجاز تحويل جزئي لحركة المرور بمحور (العاصمة - براقي - بابا علي)، من خلال فتح طريق اجتنابي جديد يربط بابا علي بالدار البيضاء، بغرض تمكين المقاولات المكلفة بالإنجاز من إتمام الأشغال الخاصة بتهيئة الطريق القديم الذي يدخل ضمن محور الطريق المركزي لوادي أوشايح. في هذا الإطار، أشار المدير الولائي للأشغال العمومية، إلى أن هذه العملية المؤقتة تهدف إلى تفادي تعطيل حركة سير المركبات والتقليل من الإزعاج الذي ستسببه الأشغال لمستعملي هذا المحور، لافتا إلى أنه سيتم ضمن نفس العملية فتح طريق آخر مواز، انطلاقا من الدار البيضاء باتجاه بابا علي جنوب العاصمة. وذكر المتحدث بأن مشروع إنجاز جسر وادي أوشايح يعد من بين أبرز المشاريع التي أعيد بعثها بعد انطلاق عمليات الترحيل بالعاصمة خلال شهر جوان 2014، وقد عرفت الأشغال تأخيرا بسبب العراقيل التي كانت مرتبطة بتحرير مسار الطريق، ومنها (وجود الحي القصديري الرملي الذي كان يضم أزيد من 4000 عائلة)، موضحا بأن هذا المشروع أعيد تحيينه بعد رفع كل العراقيل سنة 2015. وتطرق السيد رحماني إلى بعض المشاكل التي لا زالت تواجه القائمين على المشروع، ومنها المفرغة العمومية الموجودة بمحيطه، والتي تعيق تسريع وتيرة الأشغال، حيث ينبغي على المشرفين على هذا الإنجاز حسب نفس المسؤول التأكد من عدم تأثير التسربات الكيمياوية للمفرغة على سلامة أعمدة الجسر.