يبدأ المنتخب الوطني لكرة القدم، أمسية الأحد المقبل، رحلته في الدور التصفوي الأخير من إقصائيات كأس العالم روسيا 2018، بمواجهة منتخب الكاميرون على أرضية ملعب مصطفى تشاكر في البليدة. ستكون هذه المرة الخامسة التي يلعب فيها الفريق الوطني التصفيات النهائية للمونديال على شكل مجموعات، بعد أربع مرات سابقة منذ سنة 1993، حيث لعبت الجزائر تصفيات مونديالات الولاياتالمتحدة الأمريكية، كوريا الجنوبية واليابان، ألمانيا وجنوب إفريقيا بنظام لعب التصفيات النهائية على شكل مجموعات. سجل المنتخب الوطني منذ التصفيات الأولى وحتى الأخيرة، خسارة واحدة كانت في مباراة مدينة لايغوس أمام منتخب نيجيريا المحلي، وثلاثة تعادلات كانت أمام كل من السنغالوأنغولا في الجزائر ومنتخب رواندا في كيغالي في التصفيات التي تأهل خلالها «الخضر» إلى نهائيات كأس العالم في جنوب إفريقيا. 03 جويلية 1993: في لايغوس نيجيريا 4 - 1 الجزائر واجه المنتخب الوطني في التصفيات النهائية لمونديال الولاياتالمتحدة الأمريكية منتخب نيجيريا في العاصمة السياسية لايغوس آنذاك، بعد أن استرد عافيته وقوته وتأهل على حساب غانا المتأهل لنهائي أمم إفريقيا في السنغال بنجمه عبدي بليه، حيث فاز عليه في مباراة تاريخية أسطورية بهدفي ابراهيمي في ملعب العقيد لطفي بتلمسان وتأهل ليقع ضمن مجموعة كوت ديفوار ونيجيريا. واجه رفاق الهداف عبد الحفيظ تاسفاوت نيجيريا في مباراة أخذت طابعا ثأريا لزملاء استيفن كيشي الذين كانوا منهزمين في النتيجة بهدف تاسفاوت، قبل أن يعدل أوكوشا بضربة حرة مباشرة ويسجل رشيد يكيني ثلاثية في مرمى الحارس عاصمي لتخسر الجزائر المباراة الأولى برباعية مقابل هدف واحد. أما حدث اللقاء البارز، فكان ثأر المهاجم رشيد يكيني من المنتخب الوطني الذي فاز عليه مرتين في كأس إفريقيا 1990 في الدور الأول والنهائي، وحرمه من التتويج بالكأس للمرة الثانية في تاريخ نيجيريا. 16 جوان 2000: في عنابة الجزائر 1-1 السنغال دخل المنتخب الوطني التصفيات في مجموعة الموت آنذاك، والتي ضمت مصر الجنرال الجوهري ومغرب النجوم حجي وشيبو وعادل رمزي وسنغال الخبير الألماني شنيدغر الذي خلق شخصية منتخب قوي في كان غانا ونيجيريا، وتأهل المنتخب الوطني في الدور التمهيدي أمام منتخب الرأس الأخضر بالتعادل في برايا سلبيا، والفوز في عنابة بهدفي بورحلي ودزيري، وبعد لقائين وديين أمام بوركينافاسو وغينيا فاز بهما أشبال جداوي، دخلت الجزائر المنافسة أمام السنغال ذات يوم من الجمعة أمام حضور جماهيري قياسي بملعب 19 ماي، حيث باغت السنغاليون الجميع بهدف أول قبل أن يعدل صافي النتيجة بضربة جزاء تحصل عليها بورحلي، وقبل نهاية المباراة بدقيقتين، توغل بوكساسة داخل منطقة العمليات وتحصل على ركلة جزاء أهدرها كراوش وحرم بها المنتخب من بداية قوية وفوز معنوي كبير. وأبرز حدث عرفته المباراة هو تضييع نصر الدين كراوش لضربة جزاء في الدقيقة قبل الأخيرة، لم تمنع تفوق رجال جداوي وصدارة المجموعة الثالثة، خاصة بعد تعادل المغرب في ويندهوك بنتيجة سلبية أمام ناميبيا. 05 جوان 2004: في عنابة الجزائر 0-0 أنغولا في تصفيات كأس العالم 2006 التي جرت في ألمانيا، وقع المنتخب الوطني في مجموعة متوازنة نوعا ما، ضمت نيجيريا وأنغولا وزيمبابوي والغابون ورواندا، وهي المجموعة التي أحدثت ردود أفعال إيجابية في الشاعر الكروي الجزائري الذي اسبتشر خيرا بإمكانية التأهل للمونديال، خاصة بعد وجه جيد في كان تونس قارع فيها «الخضر» الكبار، ومروا إلى دور ربع النهائي من مجموعة مصر والكامرون، وكانوا قريبين من نصف نهائي وحتى نهائي تاريخي، دخل الخضر التصفيات بعد تفوق كاسح على النيجر في الدور التمهيدي ومبارتين وديتين قبل اللقاء الأول أمام الصين في فرنسا، خسرها رفاق الحارس ابن حمو بهدفين وأمام نشامى الأردن تعادل فيها رفاق شراد بهدف لهدف في عنابة، حيث احتضن ملعب 19 ماي لقاء الافتتاح أمام أنغولا، أمام جمهور غفير جدا قارب 100 ألف متفرج، حيث فشل رفاق كركار في تسجيل ولو هدف يضمن به «الخضر» النقاط الثلاث، وقد حقق أشبال واسايج نقطة يتيمة في بداية المشوار. عرف موسم 2003 /2004 تألق مهاجم اتحاد البليدة محمد باداش الذي جعله يُستدعى من طرف الناخب الوطني روبير واسايج، حيث أقحمه في ربع الساعة الأخير مكان شراد، ليلعب بذلك اللقاء الرسمي الأول مع الخضر ويضيع فرصة كبيرة للتسجيل بعد تسديدة عراش الذي أنقذها الحارس جواو ريكاردو، لتجد رأس بداش الذي أرسلها إلى خارج الإطار في أبرز فرصة في آخر دقائق المباراة. 26 مارس 2009: في كيغالي رواندا 0-0 الجزائر اعتبر عام 2009 في نظر المتابعين لكرة القدم الوطنية بمثابة الانطلاقة المعنوية الحقيقية للكرة الجزائرية ومنتخبها الوطني، بعد التأهل الكبير على منتخب السنغال في التصفيات الأولى ووقوع الخضر في مجموعة قوية، ضمت بطل إفريقيا مصر وزامبيا ورواندا. كانت المعطيات تشير إلى قوة المجموعة وحظوظ مصر الكبيرة في التواجد في المونديال، بعد غياب 20 سنة، خاصة مع الجيل الذهبي الذي قاده نجم الزمالك ومنتخب مصر السابق حسن شحاته للفوز بكأسين إفريقيتين في القاهرة 2006، وآكرا في 2008، لكن المتاعب للمباريات الكبيرة بين الجزائر ومصر والتنافس الشديد بين المنتخبين. كان يعلم يقينا أن الصراع سيكون كبيرا ومن هذا الباب استشرف المتابعون للشأن الكروي الإفريقي الانطلاقة المعنوية للفريق الجزائري. بدأت الجزائر المنافسة بعد أن لعبت لقاء وديا في البليدة أمام البنين، كسبته بهدفين لهدف وأعطت إشارات بجاهزيتها لرحلة كيغالي التي سعى من خلالها «الخضر» إلى التفوق، وتحقيق ثلاث نقاط في مستهل المشوار، غير أن التعادل السلبي ظل مسيطرا على المباراة حتى أعلن البنيني كوفي كوجيا نهايتها، ليخسر رجال سعدان نقطة ثمينة جدا، جعلت الجميع يتشاءم من قدرة الخضر على مقارعة مصر، قبل أن تفقد هذه الأخيرة نقطتين ثمينتين بعد تعادل «الخضر» ب24 ساعة في مباراتها أمام زامبيا على أرضية ملعب القاهرة. كان مقررا قبل يوم من المباراة مشاركة سمير زاوي أساسيا في المحور رفقة بوقرة، في غياب عنتر يحيى المعاقب، غير أن إصابة متوسط دفاع أولمبي الشلف بوضع قدمه على قطعة زجاج ليلة المباراة، جعلت رفيق حليش يأخذ فرصته ويكتب فصلا من فصول تألقه في سماء كرة القدم الوطنية، بوضع بصمته في تاريخ المنتخب الوطني، بعد ذلك التاريخ، وكانت المباراة مناسبة ليلعب عبد القادر غزال مهاجم سيينا الإيطالي لأول لقاء رسمي له مع الخضر بعد لقاءين وديين أمام مالي والبنين، والذي سجل أمامها هدفا، غير أنه فشل في مباراة كيغالي أمام أشبال تشوتشاك، حيث اصطدمت كرته بالقائم في بداية المباراة.