باشرت مصالح بلدية تيارت أشغال تهيئة منبع عين الجنان الواقع بقلب مدينة تيارت، والذي أُغلق منذ سنوات بسبب ارتفاع نسبة النيترات بها، مما جعل أمر إغلاقه حتميا؛ حفاظا على صحة المستهلكين، خاصة أن النيترات يفرز خلايا مسرطنة كما هو معروف. وعلى اعتبار عين الجنان تمثل إحدى مقومات سكان عاصمة الرستميين الذين طلبوا وألحوا على السلطات بضرورة التفكير في إعادة فتحها شرط القضاء على مسببات إغلاقها؛ الأمر الذي استجابت له مصالح بلدية تيارت التي خصصت غلافا ماليا معتبرا تجاوز 700 مليون سنتيم، لإعادة تهيئتها كلية، بحيث شرعت المقاولة المكلفة بالأشغال فيها، لكن الإشكال المطروح من قبل السكان والمختصين في مجال البيئة والمياه، يتمثل في نوعية المياه وعدم التفكير في طريقة لإزالة نسبة النيترات المرتفعة، بحيث تم في هذا الشأن تقديم عدة اقتراحات من قبل عدد من المختصين، منها على وجه التحديد، اقتناء جهاز إزالة نسبة النيترات المرتفعة، وهو المقترح الذي لم يلق الإجابة المقنعة من قبل مصالح بلدية تيارت، التي خصصت 700 مليون سنتيم لعملية التهيئة الخارجية ومحيط المنبع، مما اعتبره المختصون عودة إلى نقطة الصفر. وسيتم لاحقا إغلاق المنبع كما سبق إغلاقه عدة مرات. وتضيع أموال طائلة في مشروع غير مجدٍ. وكان من الأجدر أخذ مقترحات المختصين مأخذ الجد، وهي معالجة المياه من المصدر، واقتناء جهاز إزالة النيترات الذي يكلف 100 مليون سنتيم. جدير بالذكر أن منبع عين الجنان بقلب مدينة تيارت، يُعد موروثا تاريخيا وحضاريا لمنطقة تيارت من تيهرت عند الأمازيغ، وتنقارتيا عند الرومان. وتاريخ تواجده بالمنطقة يعود إلى عدة قرون، ومرتبط باسم المدينة تيهرت، وهي أنثى الأسد اللبؤة، التي كانت متواجدة ومستقرة بالقرب من المنبع، ما جعل السكان والجمعيات وحتى الشخصيات يطالبون بإعادة فتحها والقضاء على مسببات إغلاقها. مشروع مستشفى الأم والطفل في منتصف الطريق عرف قطاع الصحة العمومية بولاية تيارت في السنوات الأخيرة، قفزة نوعية من خلال الكم الهائل للهياكل الصحية التي تم إنجازها عبر عدة مناطق بالولاية، على غرار مستشفى الأم والطفل بعاصمة ولاية تيارت، الذي انتهت به الأشغال منذ مدة، لكن لم يفتح أبوابه، بسبب غياب الاعتمادات المالية الخاصة بتجهيزه، مما جعل القائمين على القطاع والسلطات الولائية تبادر باتخاذ جملة من الإجراءات، ومراسلة السلطات المركزية لطلب غلاف مالي لاقتناء التجهيزات الضرورية، ووضعه في الخدمة، علما أنه كلف الخزينة أكثر من 250 مليارا لبنائه، ولايزال عالقا ينتظر التفاتة من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، لتسريح الغلاف المالي الضروري لاقتناء التجهيزات. يأتي هذا في وقت تعرف عيادة أمراض النساء والتوليد بوسط مدينة تيارت، مشاكل تتعلق بالضيق والضغط الكبير الذي تشهده يوميا في ظل ارتفاع عدد طالبي العلاج والعمليات الجراحية من كل مناطق ولاية تيارت. من جهتهم ينتظر سكان دائرة قصر الشلالة الواقعة جنوب شرق الولاية، إنجاز مستشفى جديد بمقر الدائرة، خاصة أن المستشفى الوحيد بهذه المنطقة، مشيَّد بالبناء الجاهز مند سنة 1985، ومدة صلاحيته انتهت بعد مرور 30 سنة على وضعه في الخدمة.