أجمع المتدخلون في الندوة العلمية حول «الوحدة العقائدية والفكرية للأمة الجزائرية» التي نظمها أمس، المجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة، بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، على ضرورة شحذ الهمم والتصدي كفرد واحد للهجمات العقائدية والغزو الفكري الذي تشنه الطوائف الرافضة، مهددة بذلك المرجعية الدينية الوطنية، وبالتالي حماية القيم الدينية للمجتمع الجزائري من الانحراف نحو المجهول خدمة لأغراض خارجية، معتبرين أن الوقت لا يسمح بالتفرقة بين أبناء هذا الوطن بقدر ما يدعو إلى التلاحم وترك الخلافات جانبا. وطالب المشاركون في هذه الندوة، السلطات بالتمسك بالمذهب المالكي رسميا كمرجع أساسي في المسائل الفقهية، لغلق الباب أمام الطوائف الرافضة وتجنب الكثير من التخبط الحاصل في باب الافتاء، والتحصيل العلمي والتقنين والاستدلال والاستنباط، معتبرين أن أهداف هذه الطوائف، سياسية أكثر منها عقائدية. وأشار العديد من المتدخلين إلى أمثلة عن عمل هذه الطوائف التي ساعدت على تقسيم أندونيسيا في قضية تيمور الشرقية وأدت إلى تقسيم السودان، ليطالبوا بالتصدي لها سياسيا أيضا. وأشار الحضور من أئمة، ومفتشين من الشؤون الدينية وأساتذة جامعيين، إلى أهمية التصدي إلى سموم القنوات الفضائية والإعلامية التضليلية التي تنشر الفكر المنحرف، من خلال توعية عامة الناس عبر مختلف المنابر وعلى رأسها المساجد، بخطورة هذه الأبواق على الوحدة الوطنية والتشهير بهذه القنوات قصد تجنبها. وتطرق الدكتور كمال عرفي من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، في مداخلته حول «دور المرجعية الدينية في التماسك الإجتماعي»، إلى أهمية تحصين المجتمع من الهجمات الخارجية، معتبرا أن المجتمع غير المحصن معرض للإنزلاق والذوبان في دائرة الأفكار الضالة، وقال إن الوظيفة الأولى والأساسية للمؤسسة المسجدية في الوقت الراهن، هي إيجاد إطار سليم من حيث الفهم والتطبيق الصحيح للدين في ظل المؤامرة الكبيرة التي تحاك والشبح الرافضي الذي أضحى يمتد بسهولة داخل المجتمع الجزائري، مضيفا أن وظيفة الأئمة هي ترسيخ المرجعية الدينية الوطنية. واعتبر الدكتور كمال عرفي، أن انتشار أفكار الطائفة الأحمدية بهذه السهولة داخل المجمع الجزائري، يشكل خطرا كبيرا على المرجعية الدينية الوطنية، التي اعتنقها الجزائريون منذ دخول الإسلام هذه البلاد والتي تستند إلى المذهب المالكي في جانبها الفقهي، هذا المذهب، يضيف الدكتور كمال عرفي، هو صمام الأمان للشعب الجزائري من الأفكار المتطرفة والفئات الضالة. من جهته، قدم الدكتور ربيع لعور، من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، مداخلة بعنوان «جهود العلماء الجزائريين في محاربة الإنحرافات العقائدية والفكرية»، حيث تناول كتاب المرحوم، الشيخ أحمد حماني الذي حارب فيه الفرق الضالة على غرار البابية والبهائية، أنموذجا، معتبرا أن الرد على هذه الفرق التي تدعو أغلبها إلى الإباحية من خلال سلوكات يحرمها الدين والعقل، من أبواب الجهاد، ودعا العلماء الجزائريين إلى ضرورة الإطلاع الجيد على أفكار ومذاهب هذه الفرق قبل الرد عليهم كما دعاهم إلى التقيد بنظرية لا تهويل ولا تهوين. أما البرلماني السابق والدكتور الجامعي رمضان يخلف، فتطرق في مداخلته إلى أهمية توحيد الجهود ونبذ الخلافات بين الجزائريين في سبيل القضاء على هذه الطوائف، معتبرا أن ظهور الطائفة الأحمدية أو ما تعرف بالقديانية بالجزائر، ليس وليد الصدفة وإنما ينم عن تخطيط خارجي لزعزعة المجتمع الجزائري من طرف أعداء الوطن والدين.