أكد الوزير الأول السيد عبد المالك سلال، أول أمس، وعي السلطات بنشاط بعض التيارات الدخيلة على المجتمع باسم الدين، مشيرا إلى أنها تتكفل بهذا الإشكال من خلال ترسيخ قيم ومعالم الدين الإسلامي الحنيف المرتكزة على الفكر المعتدل والوسطية وذلك لما له من أثر في حماية الهوية الوطنية وتحصين المجتمع من كل غلو وتطرّف. في رده على سؤال شفوي لعضو بالمجلس الشعبي الوطني حول أسباب عدم تنظيم ملتقيات الفكر الإسلامي خلال السنوات الأخيرة قرأته نيابة عنه وزيرة العلاقات مع البرلمان ادالية غنية، أرجع الوزير ذلك إلى الأسباب والظروف السياسية والاقتصادية والأمنية التي عاشتها البلاد في سنوات التسعينيات، مقرا في الوقت ذاته بالأهمية التي كانت تكتسيها هذه التظاهرة كونها ساهمت إلى حد كبير في تحريك الركود الثقافي في المجتمع الإسلامي وكذا تنوير وترسيخ القيم النّبيلة. سلال قال إن الدولة دأبت في السنوات الأخيرة على مواصلة العمل بروح هذه الملتقيات من خلال تنظيم لقاءات وطنية ودولية متخصصة ترمي إلى الحفاظ على الهوية الثقافية للبلاد وحماية الثوابت الدينية والتاريخية في ظل انتشار العولمة الثقافية بمختلف مخلّفاتها الفكرية والثقافية. في سياق إبرازه لأهمية هذه الملتقيات المتخصصة أوضح رئيس الهيئة التنفيذية أن السلطات العمومية المختصة، حرصت على إصدار نتائجها في منشورات علمية بلغ عددها 60 منشورا والتي تم توزيعها على المساجد والمكتبات الولائية والمراكز الثقافية للبلديات ومختلف فروع المركز الثقافي الإسلامي. الوزير الأول ذكر على سبيل المثال ملتقيات احتضنتها الجزائر على غرار «ملتقى حرية الشعائر الدينية» المنظم سنة 2009 ، فضلا عن تنظيم 11 ملتقى بعضها ذات طابع وطني وأخرى دولي في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية سنة 2011، بالإضافة إلى تنظيم ملتقى «الدورة ال20 لمجلس المجمع الفقهي الإسلامي» ذي الطابع الدولي بوهران في 2012، والذي شاركت فيه أزيد من 150 شخصية دينية وفقهية وعلمية من مختلف دول العالم. علاوة على ذلك أشار سلال، إلى أن الملتقى الدولي «مالك بن نبي» وملتقى «الإسلام في مواجهة العنف» وملتقى «الفتوى بين الضوابط الشرعية وتحديات العولمة» والتي عرفت مشاركة كبيرة من مختلف دول العالم الإسلامي. كما أشار الوزير الأول من جهة أخرى إلى حرص الدولة على تكريس الطابع السنوي لبعض هذه الملتقيات على غرار «ملتقى المالكية» بعين الدفلى، الذي يدخل طبعته ال12 والملتقى التاريخي «عقبة بن نافع» بولاية بسكرة، فضلا عن ملتقى التصوف بغليزان، وملتقى السنّة النبوية بقسنطينة وكذا ملتقى القرآن الكريم بالشلف. يأتي ذلك في الوقت الذي أكد سلال، على سهر السلطات المختصة ممثلة في وزارة الشؤون الدينية والأوقاف على التنظيم السنوي لمسابقة «الجائزة الدولية لحفظ القرآن وتجويده وتفسيره وأسبوع القرآن الكريم الذي يدخل طبعته ال18».