تواصل مصالح أمن ولاية قسنطينة، منذ ليلة أول أمس، استنفارها وتواجدها عبر مختلف المداخل والمحاور الرئيسية للمدينة بحثا عن خيط يمكنها من تحديد مخطط الجريمة من أفراد وأتباع المنفذ. كل الاحتمالات والخيوط في العرف الأمني يجب استغلالها. التفاصيل مهمة في مثل هذه الجرائم الإرهابية. هل كان الإرهابي الذي حاول تفجير نفسه أمام الأمن الحضري 13 بقسنطينة «ذئبا منفردا» أم ينشط في مجموعة ؟. وهي التي تمكنت شرطة أمن باب القنطرة من إجهاضها في الوقت المناسب. يقظة وفطنة عناصر الشرطة جنبت كارثة حقيقية. المجرم حاول التوغل إلى داخل مقر الأمن الحضري المتواجد أسفل عمارة تضم عشرات العائلات في حدود الساعة الثامنة وخمس وثلاثين دقيقة. شرطي بالبوابة تمكن بمهارة عالية من الرمي على المجرم وإصابته، لتتفجر العبوة الناسفة لهذا الأخير دون إحداث أي أضرار. لسوء الحظ أصيب شرطيان بجروح طفيفة تم نقلهم مباشرة إلى المستشفى الجامعي ابن باديس لتلقي الإسعافات الأولية اللازمة. شهود عيان تحدثوا ل»المساء» عن تواجد شخصين قرب الإرهابي الانتحاري لكن فرا مباشرة بعد الحادثة. سكان حي باب القنطرة أشادوا وعبروا عن تمجيدهم ومساندتهم لأمن الحي. مثمنين يقظة المصالح الأمنية واحترافيتها وجاهزيتها. وصرح بعض من استجوبتهم «المساء» أنهم فعلا باتوا يشعرون بالأمن واحترافية عناصره . معبرين عن دعمه بكل ما أوتوا من وسائل. تمشيط واسع ومتواصل لملاحقة الفاعلين باشرت المصالح الأمنية بالتنسيق مع مختلف الأسلاك المشتركة من درك وجيش تمشيط واسعا في حي «الفوبور» القريب من مكان وقوع الحادثة، ثم بحي بوجنانة، وحي «الزاوش» إلى غاية حي بن الشرقي وهي الأحياء التي غالبا يتوقع أن يسلكها المجرمون للتخفي. مصادر مختلفة ترجح ولا تستبعد أن يكون المنفذون أنفسهم المعنيين بحادثة قتل شرطي «الزيادية» أواخر نهاية السنة الماضية. تحاليل «أ.دي.أن» قد تفك لغزا للشرطة العلمية المعطيات الأولية كما سلف الذكر لا تستبعد من حيث مواصفات وتفاصيل الجريمة أن يكون منفذوها على صلة على الأقل بمرتكبي جريمة نهاية 2015 والتي ذهب ضحيتها حافظ الشرطة «عمار» قبل أشهر من الآن بعد طلقات نارية غادرة من طرف إرهابي. تحاليل «أ.دي. أن» وحدها من تحدد إذا ما كانت العمليتان على صلة أم لا ؟ . وإذا ما كان الجاني هو نفسه. التحقيقات ستوضح طبيعة العلاقة بين الحادثين. وكيل الجمهورية طالب بتفاصيل أكثر عن الحادثة. معلومات أو تفاصيل جديدة أكثر دقة ليست متوفرة حاليا لدى جريدة المساء لأن ما تقتضيه سرية التحقيقات والإجراءات ليس دوما ما يساعد طبيعة العمل الصحفي. ولكن المساء تتفهم شح المعلومات .وما تقتضيه إجراءات التحقيق والقوانين المعمول بها. الوالي زار الشرطيين قبل مغادرتهما المستشفى مباشرة بعد الحادثة وإسراع المصالح المختصة إلى نقل المصابين من عناصر الشرطة إلى مستشفى ابن باديس الجامعي، تنقل والي قسنطينة السيد كمال عباس للاطمئنان على حالتهما الصحية والإشادة بالتضحيات التي يقوم بها كل رجال الأمن وكذلك الأسلاك المشتركة الأخرى من جيش ودرك وطني. الجريحان تلقيا الإسعافات الأولية اللازمة قبل أن يغادرا المستشفى صبيحة أمس. المديرية العامة للأمن الوطني تشيد بوقفة المواطنين تتقدم المديرية العامة للأمن الوطني عن طريق مصالح أمن ولاية قسنطينة في بيان تلقت «المساء» نسخة منه بالشكر الجزيل والامتنان لجموع المواطنين الذين أبوا إلا الاطمئنان على عناصر الشرطة من خلال التوافد الكبير على مستوى المستشفى لزيارتهما والاطمئنان على صحتهما أو عبر الخطوط الهاتفية للأمن الوطني. وإذ تشيد مصالح الأمن الوطني بهذا الشعور الطيب والنبيل الصادر من مواطني مدينة قسنطينة اتجاه شرطتها الذي يؤكد ويثمن كل منجزات ومجهودات مصالح الأمن الوطني، تعرب مصالح الشرطة مرة أخرى، أبدا ودائما عن تمسكها بحماية الوطن والمواطن من كل ما يمكن أن يخطط أو يحاك ضده. الرقم «1048» للتبليغ عن أي شخص مشبوه كما جرت العادة، فإن المصالح الأمنية المختصة خصصت الرقم الأخضر «1048» لكل المواطنين من أجل التبليغ عن أي شخص مشبوه. أو أي شيء مريب يشاهدونه أو يتحسسونه. كما تبقى المقرات الأمنية الحضرية أو الرئيسية مفتوحة في وجه كل المواطنين من أجل التبليغ على الذين يهددون أمن المواطن وسلامة الوطن . لا أحد يريد أن يتكرر ما حدث للشرطي الشهيد «عمار» والذي حتى إن قدم نفسه في سبيل بقاء هذا الوطن شامخا شموخ الجبال، فإن الجزائر أنجبت وستظل تنجب «عمار» آخر وغيره من شهداء الوطن المفدى . أدان اعتداء قسنطينة وحيّا شجاعة الشرطي ..... بدوي: سنكون لهم بالمرصاد أعرب وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، عن تضامنه المطلق مع أفراد الشرطة على خلفية الاعتداء الغادر على مقر الأمن الحضري ال13 بباب القنطرة بقسنطينة مساء أول أمس، مضيفا في برنامج «حوار الساعة» الذي يبث على القناة الوطنية «أن جميع أجهزة الأمن ووحداته جاهزة وعلى أهبة الاستعداد لإحباط ودحر أي محاولة سافرة لضرب أمن واستقرار الوطن». وزارة الداخلية والجماعات المحلية، أشارت في بيان لها أمس، أن محاولة الاعتداء الإرهابي «لن يقلل بأي شيء من عزيمتنا وجاهزيتنا للتصدي لكل فعل يرمي إلى المساس بأمن الأشخاص والممتلكات». كما أدانت الوزارة هذا «الاعتداء الإرهابي الدنيء الذي ارتكب في الوقت الذي يتأهب فيه الشعب الجزائري إلى تأدية واجبه الانتخابي بهدف تعزيز وتقوية الأداء المؤسساتي للدولة». الوزارة ذكرت أنه «بتاريخ الأحد 26 فبراير 2017 على الساعة 20 سا و30د، حاول إرهابي انتحاري تفجير نفسه باستعمال حزام ناسف داخل مقر الأمن الحضري ال13 لقسنطينة، إلا أنه وبفضل اليقظة والتدخل الشجاع لعون شرطة كان يزاول مهامه، استطاع هذا الأخير صد الإرهابي الانتحاري وإجباره على فك حزامه الناسف خارج مبنى العمارة الذي تتواجد فيه محافظة الشرطة». المصدر ذكر أنه «لم تسجل أية خسائر بشرية، ما عدا إصابة شرطيين بجروح خفيفة تم نقلهما على جناح السرعة إلى المؤسسة الاستشفائية إبن باديس بقسنطينة». فرنسا تندد بالاعتداء الإرهابي بقسنطينة أدانت فرنسا أمس، على لسان الناطق الرسمي لوزارة خارجيتها، السيد رومان نادال الاعتداء الإرهابي الذي ارتكب في قسنطينة، معربة عن وقوفها إلى جانب الجزائر في مكافحتها ضد الإرهاب. وقال نادال في بيان تلقت «المساء» نسخة منه إن «فرنسا تدين الاعتداء الإرهابي الذي ارتكب في قسنطينة في 26 فبراير والذي تسبب في إصابة شرطيين بجروح، نتمنى للضحايا الشفاء العاجل». واسترسل المتحدث قائلا «إن فرنسا تؤكد للسلطات الجزائرية والشعب الجزائري تضامنها في هذه المحنة». وختم رومان نادال قائلا: «فرنسا تقف إلى جانبهم في الكفاح الذي يخوضونه بشجاعة وعزيمة ضد الإرهاب». أ.ع