حققت ولاية بومرداس خلال موسم 2016، إنتاجا جيدا للعسل الطبيعي، يترجمه جني أكثر من 2000 قنطار من مجموع 113 ألف خلية منتجة، بالرغم من أن 50٪ من هذه الخلايا موجهة لإنتاج خلايا النحل، مما يجعل المصالح الفلاحية تقرر اعتماد استراتيجية جديدة مبنية على المرافقة التقنية للنحّالين حول الرعاية الصحية للخلايا. في مقابلة خاصة مع «المساء» أمس، كشفت مديرة المصالح الفلاحية السيدة وردية بلعقبي، أن الإنتاج الولائي من العسل الطبيعي لموسم 2016، حقق قفزة نوعية، يترجمه المحصول الذي تم جنيه والمقدر ب2073 قنطارا، مقابل تحصيل 1700 قنطار خلال الموسم الذي قبله، وأرجعت هذا الارتفاع إلى عدة عوامل أهمها تحسن الطقس خلال فصل الربيع الماضي، مع وفرة الأمطار الموسمية. المسؤولة رجحت أيضا تحسنا مرتقبا في إنتاج نفس المادة خلال الموسم القادم، وربطت ذلك بأمطار شهر مارس الجاري وتحسن الطقس خلال الربيع المرتقب، مما سيسحن مراعي النحل وتغذيته طبيعيا، إلا أنها لفتت أيضا إلى دعم النحّالين تقنيا من خلال توفير الرعاية الصحية للخلايا في سبيل تحقيق نفس الهدف. يتم حاليا إنتاج معدل خمسة كيلوغرامات في الخلية الواحدة، وهو ما تعتبره المسؤولة معدلا يمكن تحسينه بالنظر إلى القدرات العالية لمضاعفة المردود، قائلة إنه بالإمكان تحقيق من 8 إلى 12 كلغ في الخلية الواحدة شرط تحسين الرعاية الصحية للخلايا عن طريق البرنامج المزمع إطلاقه في غضون السنة الجارية، بالتنسيق مع الغرفة الفلاحية وتعاونية تربية النحل ليسّر. ساهم تحقيق المردود الجيد لهذا الموسم في استقرار أسعار العسل الطبيعي، حيث استقر سعر الكيلوغرام الواحد في حدود 2000 دج، فيما قارب سعر عسل السدرة الذي يعتبر أجود أنواع العسل الحر، قرابة أربعة آلاف دينار، إلا أن المُنتجين يعرضون تشكيلة واسعة من أسعار هذه المادة، تماشيا مع القدرة الشرائية لجميع الفئات، حيث تُعرض قنينات ب300 دينار فما فوق، حسبما كشف عنه المعرض الوطني للعسل المنظم مؤخرا ببومرداس، والذي دعا أغلب النحالين العارضين إلى تنظيم تسويق العسل الطبيعي، من خلال الدعم المتخصص لهذه الشعبة الفلاحية، والذي من شأنه أن يرفع المردودية ويقويّ الإنتاج الوطني للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والعمل على التصدير، مُقدرين أسعار أنواع العسل الطبيعي بالمعقولة بالنظر إلى أعباء كثيرة تقف وراء ذلك، كغلاء دواء النحل والتكلفة الكبيرة لأماكن وضع الخلايا، ومنه كراء الأماكن لدى الفلاحين وغلاء رسوم أدوات الإنتاج، دون إغفال حوادث الحرائق المسجلة في الصائفة الماضية وأدت إلى إتلاف مئات خلايا النحل، مسببة خسائر كبيرة للنحالين. مما دعا بمسؤولة القطاع إلى لفت انتباه النحالين إلى أهمية التأمين على الخلايا، موضحة أن تسهيلات وامتيازات كبيرة تمنح للفلاحين في كل الشعب تصل إلى قرابة ال50٪. نشير إلى أن إنتاج العسل الطبيعي عرف خلال السنوات الأخيرة في بومرداس بعض التذبذب، حيث سجلت سنة 2011 قرابة 2000 قنطار، ليتراجع في عام 2012 إلى 900 قنطار، ويصل إلى أكثر من 1900 قنطار سنة 2013، ويتراجع مرة أخرى إلى 1600 قنطار في عام 2014، ويحقق تقريبا نفس الكمية سنة 2015 ب1700 قنطار، ثم يقفز إلى 2073 قنطارا خلال سنة 2016، حسب الأرقام المقدمة من مديرة المصالح الفلاحية.