اتفق ممثلو الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والاتحاد الإفريقي المجتمعون أمس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة على دعم جهود حكومة الوحدة الوطنية الليبية لتمكينها من بسط سيطرتها على العاصمة طرابلس التي تعيش على وقع انفلات أمني متواصل. وحضر الاجتماع كل من الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، ورئيسة الدبلوماسية الأوروبية، فردريكا موغريني، والمبعوث الاممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، ومبعوث الاتحاد الإفريقي الخاص إلى ليبيا رئيس تنزانيا السابق جاكايا كيكويتي. ويهدف الاجتماع إلى تنسيق المواقف والجهود التي تضطلع بها المنظمات الأربع من أجل دعم الليبيين وتشجيع العملية السياسية بشكل يفضى للتوصل إلى تسوية توافقية وشاملة للأزمة القائمة. وجاء غداة إطلاق النار على متظاهرين بالعاصمة الليبية كانوا يحتجون ضد المليشيات المسلحة بطرابلس مطالبين بإعادة سلطة حكومة الوحدة وذلك بعد عدة أيام من المواجهات المسلحة. وهي الأحداث التي وصفها الأمين العام للجامعة العربية في ندوة صحفية تلت الاجتماع ب«التطورات الخطيرة بالعاصمة طرابلس». وقال لقد «توصلنا الى قناعة بأنه يجب دعم جهود حكومة الوحدة الوطنية من أجل التحكم في الوضع الأمني بالعاصمة الليبية بما فيها تطبيق اتفاق الهدنة». وشدد أبو الغيط على أن الميلشيات المسلحة تهدد سلامة الدولة الليبية ولا يجب أن يكون لها مكان في المرحلة المقبلة، معتبرا أن الهدف الأساسي من الاجتماع هو السعي لتمكين الليبيين من عملية انتقال ديمقراطية خالية من «تهديدات الإرهابيين». وكانت حكومة الوحدة الوطنية التي يقودها فايز السراج قد توصلت الاربعاء الأخير إلى هدنة مع مجموعات مسلحة لوقف إطلاق النار في طرابلس لكن البعض منها لم يحترم بالتزاماته مما أدى الى انهيار الهدنة. أما مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فأعلنت عن عقد اجتماع جديد حول ليبيا هذا الأسبوع بالعاصمة الأوروبية بروكسل، مشيرة إلى أن تأمين المياه الإقليمية قبالة السواحل الليبية سينعش اقتصاد هذا البلد. المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، تحدث من جهته عن وجود تواصل مع جميع الأطراف الليبية على الأرض باستثناء من وصفهم ب«الإرهابيين»، في نفس الوقت الذي اعتبر فيه أنه من السابق لأوانه رفع الحصار الأممي المفروض على الأسلحة في ليبيا في ظل الفوضى الأمنية القائمة وغياب جيش نظامي تابع لحكومة الوحدة الوطنية. يذكر أن محمود عفيفى المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للجامعة لعربية كان قد أشار إلى أن الاجتماع الرباعي سيتطرق إلى «التطورات التي تعيشها ليبيا منها الأوضاع الأمنية بطرابلس ومنطقة الهلال النفطي التي تعرضت لهجمات مسلحة بداية شهر مارس الحالي». وقال بأنه سيناقش أيضا الاتصالات المشتركة التي يمكن أن تقوم بها المنظمات الأربع مع الأطراف الليبية لتشجيعها على استئناف الحوار السياسي والتوصل إلى حلول توافقية للنقاط الخلافية التي تعترض تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي الموقع شهر ديسمبر 2015 وذلك إلى جانب تنسيق هذه الجهود مع دول الجوار الليبي وفى مقدمتها الجزائر وتونس ومصر خاصة فى «ضوء الجهود النشيطة التي قامت بها فى المرحلة الأخيرة لحلحلة الأزمة».