نحيي ذكرى اندلاع ثورة التحرير والجزائر تعيش جملة من التحديات تتطلب مواجهتها تلك الروح التي دفعت بأجدادنا وأبائنا إلى حمل أرواحهم على أكفهم والخروج عزلا لمواجهة أعتى استعمار عرفته البشرية في عهدها الحديث. إنها الروح السخية التي جادت على عزة الوطن وسيادته في ظرف سبع سنوات بمليون ونصف المليون شهيد وملايين الأرامل واليتامى والمعطوبين، تضاف إليهم قوافل الشهداء التي لم تنقطع منذ أول يوم وطئت فيه أقدام أول محتل أرض الوطن. ولأن بناء الوطن جهاد مستمر بأبعاده المادية والمعنوية مع ما يعنيه من نبذ للأنانية والحسابات الشخصية فنحن مطالبون باستحضار الحوافز الوطنية والدينية والقيم الانسانية التي حركت أبناء الشعب الجزائري من مفكرهم إلى عالمهم إلى أبسط انسان في أطراف البلاد المتباعدة ليكونوا على كلمة واحدة وعلى عهد واحد وهدف واحد يتسابقون لتقديم أرواحهم فداءً للوطن. ونحن اليوم في جميع المستويات وجميع المناصب والمناطق الجغرافية مطالبون بالاقتداء بالشهداء وبمن بقي بعدهم على العهد ولم يبدّلوا تبديلا، حتى نحفظ عهدهم وتبقى الجزائر وشعبها شامخين شموخ الشهداء الأحياء عند ربهم يرزقون، فنصون أمانتهم ونذود عن حمى الوطن بالعمل كما ذادوا عنه بالسلاح، فنحقق استقلاله الغذائي واستقلاله الثقافي والعلمي ونعيد مجده في هذه الميادين كما جعله المجاهدون قبلة للثوار كانت نتيجة لأول طلقة في تلك الليلة المباركة من نوفمبر1954